تقرير خاص:
ضخت السلطات السعودية مليارات كثيرة في سوق شركات العلاقات العامة في كل من الولايات المتحدة والعالم الغربي، من أجل تحسين صورتها التي اهتزت بسبب أفعال ولي العهد “محمد بن سلمان” غير المسئولة.
وزادت المملكة من حجم الأموال المنفقة على تحسين صورتها تحديدًا بعد قضية مقتل الصحفي المعارض “جمال خاشقجي” في قنصلية بلاده بإسطنبول، في أكتوبر 2018، مرورًا بحالات الإعدام الجماعية التي تقوم بها السلطات السعودية ضد معارضين، والاعتقالات التي تعصف بكافة شرائح وأطياف المجتمع السعودي بلا استثناء!
31 شركة سعودية بأمريكا:
بحسب القانون الأمريكي؛ يتعيَّن على الشركات والأفراد الأمريكيين الذين يُمثِّلون مصالح حكوماتٍ أجنبية؛ التسجيل لدى وزارة العدل الأمريكية.
وتُظهِر القائمة الحالية للوكلاء المُسجَّلين لدى الوزارة 31 منظمة وفرداً يُدرِجون أنفسهم باعتبارهم عملاء يُمثِّلون الحكومة السعودية أو مجموعات سعودية مملوكة للدولة.
وتضم القائمة بعضاً من أفرع المؤسسات السعودية في الولايات المتحدة، مثل شركة Aramco Affiliated Services Co.، وتضم كذلك شركات قانون وضغط (لوبي) بارزة مثل شركة Hill and Knowlton.
وصرح “بن فريدمان” مدير مبادرة الشفافية في التأثيرات الأجنبية بمركز السياسة الدولية، أن: “تُظهِر سجلات قانون تسجيل العملاء الأجانب المُقدَّمة عام 2017 أنَّ السعوديين أنفقوا قرابة 27 مليون دولار على شركات الضغط (اللوبي) وشركات العلاقات العامة، وهو تقريباً ثلاثة أضعاف ما أنفقوه عام 2016″.
وأضاف “فريدمان” أن تلك الشركات تواصلت مع أعضاء في الكونغرس، وإدارة ترامب، ووسائل الإعلام، ومراكز أبحاث مختلفة أكثر من 2500 مرة. وقدَّمت نحو 400 ألف دولار في المساهمات لحملات أعضاء بمجلسي النواب والشيوخ الذين تواصلت معهم نيابةً عن العملاء السعوديين. وقُدِّمَت 11 مساهمة من تلك المساهمات في نفس اليوم الذي جرى فيه التواصل مع الأعضاء نيابةً عن السعودية”.
كذلك أكد تقرير لـ”ذا هولمز ريبورت” (The Holms Report) المتخصص في أبحاث وأخبار القطاع على المستوى الدولي، أن أكبر شركة للعلاقات العامة في الشرق الأوسط وعالميًا، هي شركة “إدلمان” (Edelman) الأمريكية، التي جاءت في المرتبة الأولى عالميا من حيث العوائد، وهي من أكبر الشركات التي يتعامل معها النظام السعودي لتحسين صورته عالميًا.
وكشف تقرير لموقع “عربي 21” عن كون ولي العهد السعودي “ابن سلمان” من أبرز الذين يدفعون لشركات العلاقات العامة من أجل تحسين صورته لدى الغرب، وذلك بسبب الضغوطات الدولية على المملكة بعد حرب اليمن والدور السعودي فيها، إذ إنها تقود تحالفا عربيا ضد الحوثيين هناك، إلا أنه تسبب بقتل الكثير من المدنيين وازدياد الأوضاع الإنسانية سوءا.
ومن بين الشركات التي تعامل معها ابن سلمان، شركة “بيرسون مارستيلار”، التي تولت بالفعل مهمة الترويج للتحالف الذي تقوده السعودية في اليمن، الذي أعلن عن تشكيله في الرياض عام 2015، وفق تقرير لموقع “ميدل إيست أي” البريطاني.
ومن بين الشركات أيضا التي سبق لها أنَّ أبرمت عقودا عمل مع المملكة السعودية، شركة “ماثيو فرويد” للعلاقات العامة، وشركة “Pagefield Global Counsel”، إلا أنهم لم يعودوا يعملون مع السعودية، وإن الصفقات السابقة قد انتهت مدتها قبل حادث مقتل خاشقجي في قنصلية بلاده في إسطنبول التركية.
قضية خاشقجي وتراجع بعض الشركات عن دعم السعودية:
بدأت شركات للعلاقات العامة تتبرأ من العمل مع السعودية بسبب قضية خاشقجي، مثل شركة “Milltown Partners”، التي يديرها الرئيس السابق لفريق الاتصالات الخاص بالأمير تشارلز، التي أكدت أنَّه ليس لديها عقود في المنطقة حاليا.
ونقل موقع “ميدل إيست أي”، عن مصدر قال إنه عمل في مجال العلاقات العامة التي من بين مهامها تلميع صورة ولي العهد السعودي: “عندما أصبح محمد بن سلمان وليا للعهد، هرعت الكثير من الشركات إلى السعودية. حسناً، إنَّهم يدفعون مبالغ جيدة للغاية، لكن ذلك لم يكن الدافع الرئيس، فهناك الكثير من الأنظمة في المنطقة على استعداد لدفع المبالغ نفسها”، وفق قوله.
وقال: “كان الناس ينتظرون أن يتخذ السعوديون خطوات نحو الإصلاح، وهذا أمر تود أي شركة علاقات عامة ذات سمعة جيدة أن تساعدهم فيه. ولكن يبدو أنَّ هذه العملية بدأت تنتكس في ضوء مقتل خاشقجي، إذ ستجد أن الكثير من الشركات باتت تتراجع، ولا تريد عقودا مع السعودية هربا من السمعة السيئة”.