هيئة التحرير
خاص: العنوان الحقيقي للمصالحة الخليجية أن دول المقاطعة في أزمة حقيقية!
– الإمارات دولة وظيفية، قدمت نفسها بعد الربيع العربي شرطي المنطقة وقائدة الثورات المضادة، وجعلت أولويتها محاربة التدين الذي تراه المحفز للربيع العربي، وبالتالي محاربة الجماعات الإسلامية الحاضن الأساسي للربيع العربي.
– هذه الحرب جرّت الإمارات إلى مغامرات جريئة وتخطي لكثير من الخطوط الحمراء، منها: محاربة الإسلامين في المنطقة العربية وفي أوروبا، بل ومواجهة تركيا في كل ميدان، حتى في الداخل التركي حينما دعمت الانقلاب الخاسر.
– كانت الإمارات تعتمد على اختراقها للقرار السعودي وتوظيفه في معاركها الخاسرة، وتعتمد على دعم ترامب الذي ينظر إلى الأمر بانتهازية شخصية تليق بعقليته التجارية غير السياسية.
– ولكن الموازين تغيرت وكذلك الخارطة السياسية.
– فهناك إدارة أمريكية جديدة خلال أقل من شهر تحمل رؤية مخالفة لرؤية ترامب الضيقة، وتركيا خرجت قوية في كل التدخلات التي قامت بها؛ في سوريا وليبيا وحوض البحر المتوسط وأذربيجان؛ وتركيا ترى أنه حان الوقت لتأديب أبو ظبي، ولا ننس تصريحات وزير الدفاع التركي لما سماه (إدارة أبو ظبي).
– كما أن محمد بن سلمان في مأزق، فتركيا تمتلك كافة الأدلة والوثائق التي تُدينه في مقتل خاشقجي، والغطاء الذي يُشكله ترامب سيزول، والإمارات أصبحت عبئًا عليه في اليمن وفي كثير من الملفات، لذا لا يوجد حل أمام محمد بن سلمان إلا المصالحة مع قطر ومن ورائها تركيا.
– لكن هذه المصالحة ستعمق عزلة الإمارات ومشاكلها الاستراتيجية، وهذا ما دفعها لمحاولة إفساد المصالحة، كما دفعها للتطبيع الفج مع الكيان الصهيوني، وتسريع وتيرة التطبيع في المنطقة العربية من غير رؤية استراتيجية حقيقية.