خاص: رغم العنف الذي تواجهه المعارضة السعودية سواء داخل المملكة أو خارجها من قبل النظام الغاشم، والذي استعرت مواجهته بعد اعتلاء “محمد بن سلمان” لمقعد ولاية العهد، إلا أنه لا يزال للحق صوت، يستحق أن يُبرز أمام سيل التزييف والاتهامات الملفقة التي يتقن النظام السعودي لصقها بكل من يعارضه.

وسنحاول في هذه الزاوية استعراض أهم وأبرز الأنشطة المناهضة لاستبداد النظام السعودي، والقضايا التي يتبناها النشطاء والأكاديميون والمثقفون السعوديون في مختلف دول العالم، في محاولة لاطلاع القارئ على جهودهم في التصدي لمشروع “ابن سلمان” السلطوي الاستبدادي.

 

– إضراب سلمي الشهاب وأخريات:

أكدت منظمة “القسط” لحقوق الإنسان بالخليج دخول الناشطة السعودية المعتقلة، سلمى الشهاب، و7 محتجزات أخريات، في إضراب عن الطعام؛ احتجاجًا على احتجازهن التعسفي.

وقالت المنظمة في تغريدة عبر حسابها بـ”تويتر”: “تأكد للقسط دخول الناشطة في مجال حقوق المرأة، سلمى الشهاب، وسبعة نساء سعوديات أخريات، في إضراب عن الطعام منذ 23 مارس 2023”.

وأوضحت “القسط” أن الإضراب جاء احتجاجًا على احتجازهن التعسفي، ومحاكمتهن الصورية.

ودعت المنظمة جميع المهتمين بالانضمام في دعوتها السلطات السعودية للإفراج عن “سلمى”، وعن بقية المضربات فورًا.

وكانت مصادر حقوقية سعودية، كشفت في وقت سابق، عن قيام سلطات المملكة بإصدار حكمًا جديدًا ضد الناشطة المعتقلة، سلمى الشهاب، لمدة 27 عامًا.

وقال حساب “معتقلي الرأي”: “تأكد صدور حكم جديد بالسجن مدة 27 سنة على الناشطة #سلمى_الشهاب؛ من قبل المحكمة الجزائية المتخصصة، بعد أن تم الحكم عليها سابقاً بالسجن مدة 34 سنة”.

وكانت السلطات السعودية قد اعتقلت الشهاب في يناير 2021، على خلفية تغريدات طالبت فيها بالحرية لمعتقلي الرأي بالمملكة. يُذكر أن المعتقلة أمّ لطفلين وتدرس الدكتوراه في جامعة ليدز ببريطانيا.

و”سلمى” تبلغ 34 عامًا وأم لطفلين، هي أخصائية صحة أسنان وطالبة دكتوراه في جامعة ليدز، كانت تسكن المملكة المتحدة.

واعتقلتها السلطات السعودية عندما عادت لقضاء عطلتها هناك في 15 يناير/كانون الأول 2021، ووضعتها في الحبس الانفرادي، وأخضعتها لفترة تحقيق مطولة استمرت 285 يومًا قبل محاكمتها.

وفي أبريل/نيسان 2022، حكم عليها بالسجن لمدة 6 سنوات، وبعد الاستئناف عند المحكمة الجزائية المتخصصة مدِّدَ الحكم الصادر بحقها في 9 أغسطس/آب 2022 ليبلغ 34 سنةً، تتلوها 34 سنةٍ أخرى من منع السفر.

واتهمتها محكمة الإرهاب الخاصة التي حوكمت أمامها الناشطة بدعم الفكر الإرهابي بسبب استخدامها لموقع “تويتر”، بما في ذلك متابعتها لحسابات بعض المعارضين، وهو ما نفته الأخيرة.

من ناحيتها، قالت الأكاديمية السعودية المعارضة، حصة الماضي: “لا يلجأ المعتقل إلى الإضراب عن الطعام إلا بعد أن يستنفذ جميع الطرق لمعرفته بخطورة ذلك على حياته ولكن إذا لم تكن إلا الأسنةُ مركباً فما حيلةُ المضطر إلا ركوبها”.

فيما قالت “لجنة الدفاع عن حقوق الإنسان” عبر حسابها بـ”تويتر”: “سلمى الشهاب و7 معتقلات أخريات يدخلن في إضراب عن الطعام احتجاجًا على اعتقالهن التعسفي”.

بينما أكد حساب “معتقلي الرأي” الشهير عبر “تويتر” دخول الناشطة “الشهاب” في إضراب مفتوح عن الطعام احتجاجًا على احتجازها التعسفي ومحاكمتها غير عادلة.

وقال الناشط السعودي المعارض، سعيد العنزي: “هناك مصادر تؤكد أن سلمى الشهاب وعدد من المعتقلات الأخريات مضربات عن الطعام منذ أيام احتجاجًا على اعتقالهن التعسفي، الحرية لسلمى الشهاب وكلا معتقلات ومعتقلي الرأي”.

في حين أبدت مؤسسة “ذوينا” لمناصر معتقلي الرأي وأهاليهم بالمملكة قلقها على صحة الناشطة سلمى الشهاب، بعد ورود أنباء عن دخولها في إضراب مفتوح احتجاجاً على اعتقالها التعسفي والمحاكمة الظالمة في حقها.

فيما أورد حساب “ضابط أمن سابق” عبر “تويتر” المشهور بمصداقية تسريباته بعض المعلومات حول الإضراب، قائلاً: “الناشطة سلمى الشهاب دخلت في إضراب مفتوح عن الطعام معها 7 ناشطات أُخريات، إدارة السجن تحاول معهم بشتى الوسائل لكي يتناولوا الطعام خوفاً من فضيحة تسبب ضغط دولي شديد، الناشطات لا يزالون صامدات أمام الضغوط، سبب الإضراب المحاكمة غير العادلة وظروف الاحتجاز السيئة”.

وقالت منظمة “معًا من أجل العدالة”: دخلت عدد من المعتقلات، من بينهن سلمى الشهاب، في سجون المملكة في إضراب مفتوح عن الطعام، رفضًا للاحتجاز التعسفي والأحكام الجائرة بحقهم”، ودعت المنظمة للإفراج عن الناشطة سلمى الشهاب وكل معتقلي الرأي في المملكة.

من جانبه، قال دانيال ويكهام، المدافع عن حقوق الإنسان في الخليج: “بدأت الناشطة السعودية في مجال حقوق المرأة سلمى الشهاب وسبع محتجزات أخريات إضرابا عن الطعام. حُكم على سلمى مؤخرًا بالسجن 27 عامًا بسبب تغريداتها (خفضت من 34) وهي من بين عدد من النساء اللواتي حُكم عليهن بالسجن لفترات طويلة بتهم مماثلة”.

وقال الأمين العام لحزب التجمع الوطني السعودي المعارض، عبد الله العودة: “ثمان معتقلات يضربن عن الطعام في السجون السعودية بسبب الاعتقال التعسفي والمحاكمات الصورية.. وهناك من يحدّثك عن “تمكين المرأة”!!”.

فيما علقت المحامية الحقوقية السعودية، لينا الهذلول، على الأنباء بقولها: “سلمى مضربة عن الطعام خلال شهر رمضان. كيف يتألم قلبي لك يا عزيزتي. ساعدونا”.

 

يهود يزرعون النخيل في المدينة المنورة:

دعا مزارع سعودي مجموعة من المسيحيين واليهود البريطانيين لزراعة أشجار النخيل في مزرعته بالمدينة المنورة، في حدث هو الأول من نوعه منذ نحو 1400 عام.

وقاد هذه المجموعة المصرفي اليهودي اللندني، ريك صوفر، لزيارة بستان المزارع وزراعة شتلات النخيل فيه، حسبما أورد تقرير نشرته مجلة “جويش كرونيكل” اليهودية.

كما زارت المجموعة بيت العائلة الإبراهيمية في أبو ظبي، وهو مجمع للأديان السماوية الثلاث افتتح حديثًا ويتألف من 3 أبنية للصلاة متساوية الحجم: كنيس وكنيسة ومسجد.

وسبق للمجموعة الالتقاء بالعديد من علماء المسلمين، بمن فيهم: الشيخ عبد الله بن بيه في الإمارات، والشيخ محمد العيسى، في السعودية، وهما من الذين يدعون إلى إسلام أكثر اعتدالاً، بحسب توصيف المجلة اليهودية.

وقال صوفر “لو أخبرني أي شخص قبل 5 أو حتى 10 سنوات أنني سأتمكن من القدوم إلى السعودية، لما كنت سأصدقهم (..) الجميع يعلم أنني يهودي، وأن يتم استقبالك بطريقة ودية ومضيافة، هو حقا شيء رائع”.

وأضاف: “ليس فقط السعودية، بل القدوم إلى المدينة المنورة، المدينة الساحرة والمستنيرة، هو شيء رائع للغاية. آمل أن تؤدي هذه اللحظة الرائعة إلى المزيد من اللحظات الرائعة من الأخوة والتعايش والوئام السلمي. إنها حقا مناسبة مؤثرة”.

وتابع: “في زياراتي السابقة للسعودية في مجال الأعمال، لم أقم بالإعلان عن ديني اليهودي (..) والآن يتواصل معي السعوديون بشكل علني وكان دفء استقبالهم غير عادي”.

وعلق الصحفي السعودي المعارض، تركي الشلهوب، على ما حدث بقوله: “مؤخرًا قام وفد يهودي يترأسه Rick Sopher بزيارة أرض الحرمين، Rick هذا يقول متفاخرًا: “قمنا بزراعة النخيل في المدينة المنورة، وفي نفس المكان الذي زرع به اليهود سابقاً، لقد كنت فعلياً أول شخص يهودي يزرع نخلة في المدينة منذ 1400 عام”، ابن سلمان حقق لهم ما لم يكونوا يحلمون به!”.

وتابع “الشلهوب” بقوله: “أصبح اليهود يدخلون بحريةٍ إلى مدينة رسول الله، ويزرعون النخيل فيها وكل ذلك يتم بمباركة المتصهين ابن سلمان، وبصمتٍ مخزٍ من علماء الديوان!”.

فيما نقل حساب “مفتاح” الشهير عبر “تويتر” عن صحيفة Jewish Chronicle العبرية إشارتها إلى أن الوفد اليهودي الذي زار المدينة المنورة، كان برعاية الحكومة السعودية، والتقى بالأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، محمد العيسى، بالإضافة إلى العديد من شيوخ الدين، والفنانين، وغيرهم.

وقال حساب “سماحة الشيخ” الشهير عبر “تويتر”: “اليهود يزرعون أشجار النخيل في المدينة المنورة لأول مرة منذ 1400 عام وهل هذه بداية لرجوعهم إلى.. اليهود يزرعون أشجار النخيل في المدينة المنورة لأول مرة منذ 1400 عام”.

فيما قال الباحث في الشأن الخليجي، فهد الغفيلي: “اليـهود الذين يزورون المدينة المنورة ليسوا مجرّد سياح، بل قياديين ومؤثرين! هنا جاستن كوهين، مراسل Jewish News وأحد مؤسسي شبكة الأعمال اليـهودية الآسيوية. المخطط كبير وخطير جدًا”.

وقالت الناشطة السعودية المعارضة، نورة الحربي: “صحيفة Jewish Chronicle العبرية: اليهودي البريطاني Rick Sopher؛ قام بزراعة فسيلة من العجوة، وهو النوع المتخصص من التمر الذي يُزرع فقط في المدينة المنورة، هل يبحثون عن وطن ثاني”.

وقال حساب “نحو الحرية” الشهير عبر “تويتر”: “اليهودي Rick Sopher ومجموعة أخرى معه قاموا بزراعة فسيلة من النخيل في نفس المكان الذي زرع به اليهود سابقاً في المدينة المنورة قبل 1400 عام! هل يجوز ذلك؟ وما حكم من سمح لهم بهذا التطاول؟”.

وقال المعارض السعودي البارز، سعيد بن ناصر الغامدي: “بعد السماح للصهاينة بغرس النخيل في المدينة المنورة ها هي الصحافة السعودية تصطف مع نتنياهو مبجّلة له ومثنية عليه ومدافعة عنه. هل بقي من تصهين ابن سلمان ما هو أدلّ على ولائه للكيان المحتل وبراءته من فلسطين قضية الشرفاء؟”.

 

– زيارة رسمية سعودية لدمشق عقب عيد الفطر:

نقلت وكالة “رويترز” عن ثلاثة مصادر مطلعة، قولها إن السعودية وسوريا اتفقتا على معاودة فتح سفارتيهما بعد قطع العلاقات الدبلوماسية قبل أكثر من عقد.

ولم تذكر المصادر أية تفاصيل أخرى حول موعد هذه الخطوة، التي من شأنها التمهيد بشكل كبير لعودة دمشق إلى الصف العربي. كما لم يصدر أي تعليق من السلطات السعودية أو النظام السوري.

فيما رجحت مصادر سورية، أن يزور وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان العاصمة دمشق، عقب عيد الفطر.

ونقلت وكالة “سبوتنيك” الروسية الجمعة، عن المصادر التي رفضت الكشف عن هويتها، القول إن “الموعد المقرر الذي تجري بشأنه الترتيبات لزيارة الأمير بن فرحان إلى العاصمة دمشق، سيكون عقب عيد الفطر”، دون تحديد التاريخ الدقيق للزيارة.

ورجحت المصادر افتتاح القنصليات في البلدين خلال شهر رمضان الحالي، عقب الانتهاء من الترتيبات اللازمة.

ونقلت الوكالة عن المصادر السورية قولها إن اللقاءات بين الوفود من السعودية وسوريا تجري منذ نحو قرابة عام.

وذكرت أن اللقاءات التي جرت بين السعودية وسوريا كانت على المستوى الدبلوماسي والعسكري والاستخباراتي، حيث زارت وفود سورية الرياض، كما حلت وفود سعودية في دمشق، إلى جانب بعض اللقاءات التي جرت خلال زيارة رئيس النظام بشار الأسد إلى الإمارات في وقت سابق بين الجانبين.

يأتي ذلك بعد نحو أسبوعين من قرار السعودية وإيران استئناف العلاقات فيما بينهما، وإعادة فتح سفارتيهما في كلا البلدين، بعد 7 سنوات من التوترات بين البلدين، وذلك بوساطة صينية.

وأشار الصحفي السعودي المعارض، تركي الشلهوب، إلى أنه بعد اتفاق “ابن سلمان” مع إيران على إعادة فتح السفارات بين البلدين، نظام “ابن سلمان” يتفق مع السفاح بشار الأسد على إعادة فتح السفارات بين السعودية وسوريا، موضحًا أن “هذه هدية ابن سلمان للشعب السوري المظلوم في أول يوم رمضان.

وشدد “الشلهوب” على أن كلاهما – أي ابن سلمان والأسد – قاتل، كلاهما ظالم، كلاهم طغى وتجبّر، ابن سلمان وبشار هُم العدو، على حد قوله.

فيما علق حساب “رجل دولة” الشهير عبر “تويتر” على الأنباء بقوله: “ابن سلمان يُقدم خدمة جديدة لإيران بإعادة علاقاته مع ربيبها بشار الأسد، هي نقطة تُسجل لإيران، وفي ذات الوقت المملكة فقدت نقطة جديدة من رصيدها الشعبي العربي الرافض لأي نوعٍ من العلاقات مع النظام الذي قتل وهجر أبناء شعبه”.

وقال الناشط السعودي المقيم بكندا، عمر الزهراني: “مسلسل ابتسم أيها الجنرال الذي يظهر (بعض) جرائم نظام الأسد وعائلته كفيل بأن يجعلك تلعن هذا النظام ألف مرة، وتفهم أن هذا النظام لا يمكن إصلاحه، ومن يحاول إعادة تأهيله ستلاحقه ذات اللعنات، وسيكتوي بنيران إجرامه وكوكايينه أيضًا، أحمق من يظن أن أبناء وضاح فضل الله قابلين للتأهيل”.

وقال حساب “نحو الحرية”: “بعد أيام من اتفاق المصالحة ورسائل الحب بين محمد بن سلمان والنظام السوري، احتضنت دمشق احتفالاً بميليشيا الحوثي لصمودهم بوجه “عدوان ظالم من قوى عاتية” (يقصدون المملكة). أطلقوا كذلك خلال الحفل أوصافاً من قبيل “الغزاة الطامعين” و”العدو الغاشم”. ليتجرع مبس هزيمة سياسية أخرى!”.

فيما قال حساب “ميزان العدالة” الشهير عبر “تويتر”: “السعودية سوف تستأنف العمل في قنصليتها بالعاصمة السورية قريبا”، وبحسب تلك المصادر فإن هناك ترجيحات بافتتاح قنصلية الرياض بدمشق بعد عيد الفطر”.

وقالت الناشطة السعودية المعارضة، علياء الحويطي: “لماذا الاستغراب من عوده العلاقات التي لم تنقطع أصلاً”، متابعة: “من امتطى ثورة الشعب وصدر الدواعش ليخربوا ثورة الشعب السوري هم آل سعود صباح الخير يا شعوب عربية!”.

فيما ذكر الناشط السعودي المعارض، ناصر القرني: “تصافحت يد ملطخة بدماء أبناء الوطن بيد ملطخة بدماء الشعب السوري، وغدًا ستصافح يد من قتلت الشعب اليمني وجنودنا الشهداء و يد من قتلت الشعب الفلسطيني”.