خاص: رغم العنف الذي تواجهه المعارضة السعودية سواء داخل المملكة أو خارجها من قبل النظام الغاشم، والذي استعرت مواجهته بعد اعتلاء “محمد بن سلمان” لمقعد ولاية العهد، إلا أنه لا يزال للحق صوت، يستحق أن يُبرز أمام سيل التزييف والاتهامات الملفقة التي يتقن النظام السعودي لصقها بكل من يعارضه.
وسنحاول في هذه الزاوية استعراض أهم وأبرز الأنشطة المناهضة لاستبداد النظام السعودي، والقضايا التي يتبناها النشطاء والأكاديميون والمثقفون السعوديون في مختلف دول العالم، في محاولة لاطلاع القارئ على جهودهم في التصدي لمشروع “ابن سلمان” السلطوي الاستبدادي.
تصاعد الخلافات بين “ابن سلمان” و”ابن زايد”:
كشفت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية عن خبايا الصراع الدائر بين ولي العهد السعودي “ابن سلمان”، وولي عهد أبو ظبي “ابن زايد”.
وبدأت الصحيفة تقرير لها بالتأكيد على أن مستشار الأمن الوطني الإماراتي، طحنون بن زايد، أجرى 6 رحلات على الأقل إلى السعودية، لكنه لم يُسمح له بلقاء “ابن سلمان”، حتى حصل على مساعدة من أمريكا في تدبير اللقاء.
وأوضحت الصحيفة الأمريكية أن “ابن سلمان” قال لـ”طحنون” في اللقاء إنه “لا ينبغي للإمارات أن تُعطل محادثات وقف إطلاق النار في اليمن”، وأنه بعد لقاء أخبر “ابن سلمان” مستشاريه: “لم أعد أثق بهم”.
وأشارت “وول ستريت” إلى أن انفتح الخلاف بين “ابن سلمان” و”ابن زايد”، بعد أن كانا أفضل الأصدقاء، وأصبحا يتنازعان الآن حول من هو صاحب القرار في الشرق الأوسط. فكل منهما يريدان أن يكونا اللاعبين الرئيسيين الوحيدين في المنطقة، لذا لا يبدو أي منهما مرتاحاً لوجود الآخر على نفس المستوى من الأهمية.
وقال التقرير إنه “في ديسمبر 2022، بعد تصاعد الخلافات بين المملكة والإمارات بشأن اليمن وأوبك؛ دعا ابن سلمان إلى اجتماع مع الصحفيين، وقال إنه أرسل إلى ابو ظبي قائمة مطالب، وحذرها بأنه مستعد لاتخاذ خطوات عقابية، أسوأ مما فعله بقطر”، عقب ذلك جمع “ابن سلمان” الصحفيين المحليين في الرياض، لحضور إحاطة نادرة غير رسمية، وقال لهم: “الإمارات طعنتنا في الظهر، سترى ما يمكنني فعله بها”.
كما نقلت الصحيفة عن مسؤول كبير في إدارة “بايدن” قوله إن “ابن سلمان يشعر أن ابن زايد قاده إلى صراعات كارثية، تخدم مصالح الإمارات ولا تخدم مصالح المملكة”.
كذلك ذكر التقرير أن “ابن زايد” حذر “ابن سلمان” سرًا، قائلاً له؛ بأن أفعاله تقوض العلاقات بين البلدين، واتهم ابن سلمان بالاقتراب الشديد من روسيا، واتباع خطوات محفوفة بالمخاطر، مثل الاتفاق الدبلوماسي مع إيران، دون التشاور مع الإمارات.
وفي الختام، أكدت الصحيفة الأمريكية أن “ابن سلمان” و”ابن زايد” لم يتحدثا مع بعضهما البعض منذ أكثر من ستة أشهر، وفقًا لأشخاص مقربين منهما، والآن امتدت نزاعاتهما الخاصة إلى العلن.
وعلق الصحفي السعودي المعارض، تركي الشلهوب، على تلك الأنباء بقوله: “ابن زايد سنوات طويلة وهو يخدع ابن سلمان المحدث الفطن الذكي العبقري الموهوب، والآن القائد الملهم اكتشف ذلك!”.
وتابع “الشلهوب” قائلاً: “لو استمر الخلاف مع الإمارات فانتظروا وزير الخارجية يصرح: مشكلة الإمارات صغيرة جداً جداً جداً، وأصغر مسؤول في الديوان الملكي هو من يتولى الملف”.
فيما قال حساب “تحقيقات البلدة” الشهير عبر “تويتر”: “بدا الخلاف الإماراتي السعودي يعلو صوته، هذا، ولم تفتح بعد الملفات الأكثر حساسية.. في التحقيق أدناه، تكشف تحقيقات البلدة، عن أكبر صراع مؤجل بين البلدين، كنز الربع الخالي، الصراع الأكبر والذي قد يفتح ملفه في أيّ لحظة”.
فيما رحب الباحث في الشأن الخليجي، فهد الغفيلي، بذلك الخلاف قائلاً: “وأخيرًا، الأزمة بين ابن سلمان وابن زايد تخرج للعلن، وبتصريح قوي من ابن سلمان الذي قال لصحفيين سعوديين بأن الإمارات طعنتنا في الظهر”.
وأضاف “الغفيلي” في تغريدة منفصلة: “في الحقيقة، لم يكن ابن سلمان وابن زايد يومًا حليفين حقيقيّين! بل كانا جمرتان خبيثتان أوقدتا نار الحروب والدمار في المنطقة، وآن لهذه الجمرة الخبيثة أن تنطفئ لعل شعوب المنطقة ترتاح من شرورهما”.
وقال الناشط السعودي المعارض، عبد الحكيم الدخيل: “التقارير عن الخلافات المتصاعدة بين النظام السعودي وحليفه السابق الإمارات يكشف عن حدة تعرض محمد بن سلمان إلى الخداع من محمد بن زايد وهشاشة تحالفات ولي العهد الخارجية”.
وتطرق “الدخيل” إلى احتمالية زيادة الخلاف بين الحليفين السابقان ليصل للمقاطعة كما حدث مع قطر، قائلاً: “سياسة محمد بن سلمان المتهورة إقليميا لا يستبعد فيها فرض حصار جديد يطال هذه المرة الإمارات في ظل التقارير المتواترة عن خلافات كبيرة وصراعات مع قادتها وقد نسمع أغنيه جديده من رابح صقر هذه المرة باسم “علم الإمارات”!”.
فيما قال حساب “رجل دولة”: “محمد بن سلمان انزعج كثيراً من عدم حضور بن زايد إلى قمة جدة، قال لمن حوله: كنتُ مخطئاً عندما أعطيته أكبر من حجمه”.
وأكد حساب “سماحة الشيخ” الشهير عبر “تويتر” أن “هذا التحالف كان يريد قلع الأسد والحوثي من جذورهم وكان يهدف فتح إيران. والآن جددوا العلاقات مع كل هؤلاء، واسكتوا جميع المصلحين في بلادهم، أفشل وأقذر تحالف على وجه الأرض”.
وقالت الناشطة السعودية المعارضة، نورة الحربي: “خلافات متزايدة بين بن سلمان وبن زايد، كل دمار وبلاء في الدول العربية ينشأ من هذين الشريران، الله أدم خلافهم وطهر أرضك منهم”.
اعتقال الداعية السعودي المعروف بدر المشاري:
ذكرت مصادر حقوقية سعودية أن سلطات المملكة قامت باعتقال الداعية، بدر المشاري، من دون معرفة الأسباب حتى الآن.
وأكد حساب “معتقلي الرأي” الشهير عبر “تويتر” ذلك الخبر، مشيرًا إلى الشهرة التي يحظى بها “المشاري” في العالم الإسلامي قاطبة.
والشيخ بدر نادر المشاري، هو داعية وواعظ، عمل سابقًا إمامًا لجامع حطين في الرياض، ثم تفرغ للعمل الدعوي وتحديدًا الوعظ والرقائق.
من ناحيتها، أبدت منظمة “سند” الحقوقية السعودية أسفها لاستمرار النظام السعودي في سياسة الاعتقالات وانتهاك حقوق الانسان، داعية للإفراج الفوري وغير المشروط عن د. بدر المشاري، كما دعت المنظمات الحقوقية والمجتمع الدولية للوقوف ضد انتهاكات السلطات السعودية المستمرة والمتزايدة بحق مواطنيه.
وتشن السلطات السعودية حملات اعتقال ضد الدعاة والمصلحين في المملكة كل فترة، لمنع وجود أي أصوات معارضة لخطة التغريب التي يقودها ولي العهد “ابن سلمان” المغايرة لطبيعة المجتمع السعودي المحافظ.
فيما قال الصحفي السعودي المعارض، تركي الشلهوب: “والله اعتقال مثل هذا الرجل جريمة لا تُغتفر! الشيخ بدر المشاري، حجة أخرى على ابن سلمان يوم القيامة”.
وأكد “الشلهوب” أن “الشيخ بدر المشاري لا دخل له في السياسة ولا المعارضة، فلماذا يعتقله ابن سلمان؟ فقط لأنه يسعى إلى إصلاح المجتمع ونشر الدعوة؟!”.
وأشار الصحفي السعودي المعارض إلى أن “حملة الدفاع الكبيرة عن الشيخ بدر المشاري تدل على أنه كان مؤثر وله مقبولية بين الناس، وابن سلمان يزعجه هذا الشيء كثيرًا، فلا يريد لعالمٍ أن يؤثر على الناس!”.
فيما وجه الباحث في الشأن الخليجي، فهد الغفيلي، رسالة للوطنجية المدافعين عن “ابن سلمان”، قائلاً: “لكل الوطنجية الذين يدّعون زورًا أن اعتقالات العلماء كانت بسبب تحريضهم على الحاكم أقول لهم: الشيخ بدر المشاري عُرف بمواعظه الإيمانية وخطبه الروحانية ولم يتكلم يومًا في شأن سياسي أو ينتقد حكام المملكة… فلماذا تم اعتقاله؟!”.
وقال الناشط السعودي المعارض، عبد الحكيم الدخيل: “اعتقال بدر المشاري، وكل معتقلي الرأي من الدعاة والمشايخ جريمة متكاملة الأركان وانتهاك فاضح لحقوق الإنسان فضلا عن كونها محاولة صريحة للانقلاب على هوية مجتمع بلاد الحرمين وسلخه عن دينه وقيمه”.
وأضاف “الدخيل” في تغريدة أخرى: “وسم #اعتقال_بدر_المشاري_جريمه يتصدر الترند في بلاد الحرمين ودول الخليج لليوم الثالث على التوالي رفضا لسياسة النظام السعوي التعسفية في تغييب الدعاية والمشايخ وأهل العلم في السجون لصالح نشر الإفساد والانحلال”.
فيما دعا حساب “محقق خاص” الشهير عبر “تويتر” المغردين بألا “تنسوا بدر المشاري، من دعواتكم ولا تنسوا الدعوات على الظالمين، اعتقال بدر المشاري جريمة”.
بينما ذكر حساب “صوت الناس”، الذراع الإعلامي لحزب التجمع الوطني السعودي المعارض، أن “استنكر مغردون عبر وسم #بدر_المشاري، استمرار السلطة السعودية من مواصلة الاعتقالات معربين عن استيائهم من اعتقال المشاري دون الكشف عن الأسباب خاصة وأنه بات بعيدًا عن السياسة وجل تركيزه على المادة الدعوية”.
وقال الناشط السعودي المعارض المقيم بكندا، عمر الزهراني: “المشاري لم يتطرق إلى السياسية منذ سنين لا من قريب ولا من بعيد، ولكن الخطأ الذي وقع فيه هو أنه أصبح مشهورًا، فالخوف من أنه داعية ومشهور وهي مصيبة عند الحكومة”.
وقال الأمين العام لحزب التجمع الوطني السعودي المعارض، عبد الله العودة: “بدر المشاري، وخبر اعتقاله الذي نشره صوت الناس، يصبح ترند في السعودية، والذباب الإلكتروني يسقطون الوسم بوسم وهمي بديل ( #در_ال )!”.
في حين أكد الناشط السعودي المعارض، ناصر القرني أن “اعتقال الشيخ بدر المشاري! وضع مقلق وكل يوم يمر يزداد الوضع تعقيدًا، نسأل الله أن يلطف بالشيخ بدر وبقية المعتقلين”.
وقال حساب “سماحة الشيخ” الشهير عبر “تويتر”: “إلى متى سيستمر اعتقال العلماء والدعاة؟ إن #اعتقال_بدر_المشاري_جريمه، لأن كان جرمه الوحيد دعوة الناس الى الالتزام بالقيم والاخلاق الحسنة”.
وذكر حساب “مجتهد فيديو”: “في عهد ابن سلمان.. يقبع العلماء والدعاة في سجون ويسمح للمثليين والإباحيين والمطربين ان يفعلوا ما يشاء في بلاد الحرمين!! #الحرية_للشيخ_بدر_نادر_المشاري”.
وأوضح الأكاديمي السعودي البارز، سعيد بن ناصر الغامدي، أن “اعتقال الشيخ #بدر_نادر_المشاري مع ابتعاده تماماً عن أي شأن سياسي وانشغاله بالوعظ وتزكية النفوس. هذا يدل على ان المستهدف إسكات أي صوت ديني. في الوقت نفسه يستضاف أدونيس عدة مرات المجاهر بعداوته لله ورسوله وكتابه، وشريعته. اللهم ارفع البلاء واكشف الغمة”.
وقالت الناشطة السعودية المعارضة، حنان العتيبي: “ظهر من اعتقال الشيخ #بدر_نادر_المشاري بأن علماء الدين لا أمن لهم داخل البلاد حتى لو اختاروا السكوت ولم يتدخلوا في القضايا السياسية والاجتماعية!”.
فيما قالت الناشطة السعودية المعارضة، نورة الحربي: “الفرق بين #بدر_المشاري ومحمد العيسى: محمد العيسى يروج كل الأديان الا الإسلام بدر_نادر_المشاري يروج الإسلام فقط، من هو الأحق بالسجن؟”.
خسائر صندوق الاستثمار السعودي الفادحة:
تكبد صندوق الاستثمارات العامة السعودي (صندوق الثروة السيادي في المملكة) خسائر بقيمة 11 مليار دولار خلال عام 2022، متأثرا بتراجع أسعار حيازاته في الأسهم والسندات العالمية.
وحسب بلومبرج، فإن أرقام الصندوق في 2022، بعيدة كل البعد عن المتحقق في عام 2021 عندما أعلن الصندوق عن ربح قدره 19 مليار دولار.
وأوضحت بلومبرج أن أصول الصندوق السيادي السعودي أنها العام 2022 عند قرابة 778 مليار دولار.
ومنذ عام 2016، نشط الصندوق في استثماراته على الصعيدين المحلي والدولي مستغلا الوفرة المتحققة في الغالب من إيرادات بيع النفط.
ووفق “فوربس” تتضمن ذلك إطلاق 79 شركة، بما في ذلك “طيران الرياض”، والاستثمار في عدد من الشركات العالمية.
واستخدم الصندوق ثروته لكسب موطئ قدم في عالم كرة القدم الدولي، منفقا 414.8 مليون دولار للاستحواذ على نادي كرة القدم الإنجليزي نيوكاسل يونايتد.
كما ساهم في اتفاق لجلب نجم كرة القدم البرتغالي كريستيانو رونالدو إلى نادي النصر السعودي، الذي تدعمه شركة تابعة لصندوق الاستثمارات العامة.
وقال الصحفي السعودي المعارض، تركي الشلهوب: “بلومبيرغ: بسبب الصفقات الفاشلة، تكبد صندوق الاستثمارات السعودي خسائر بقيمة 11 مليار دولار في 2022. إذا كان ابن سلمان يتدخل في كل صغيرة وكبيرة فالخسارة نتيجة حتمية ليس في صندوق الاستثمارات فقط، ولكن في كل شيء؛ لأنه فاشل”.
فيما قال الباحث في الشأن الخليجي، فهد الغفيلي: “11 مليار دولار خسائر صندوق الاستثمارات في 2022 ولا يزال المتسبب بالخسائر على رأس منصبه!!!”
وتابع “الغفيلي” بقوله: “خسارة صندوق الاستثمارات العامة لـ 11 مليار دولار في 2022 ليست حالة الفشل الوحيدة التي أصابت مرافق الدولة. فالكثير من المؤسسات الحيوية تعاني اخفاقات مشابهة وترهلات إدارية وقانونية بسبب التسلط المباشر من ابن سلمان الذي يتولى أكثر من 35 منصبًا بدون مؤهلات!”.
بينما تطرق الناشط السعودي المعارض بالخارج، عبد الحكيم الدخيل، إلى تجاهل الإعلام الحكومي السعودي لأنباء تلك الخسائر، بقوله: “يتجاهل الإعلام الحكومي السعودي أي إشارة عن خسائر صندوق الاستثمارات العامة السعودي ويواصل الترويج لأداء اقتصادي متقدم بغرض التضليل ولفت الأنظار عن الاستثمارات الفاشلة”.
وأيضًا ذكر حسا “ميزان العدالة” أنه “حتى الآن لم نجد ولو خبراً صغيراً حول خسائر صندوق الاستثمار السعودي الفادحة لعام 2022 في الصحف السعودية بالداخل!! فلعل المانع خير؟!”.
فيما قال مغرد سعودي يدعي “شهنشهاه”: “فيه ايادي خفيه فالصندوق تعبث بالاهلي وقد تكون هذي سبب في خسائر صندوق الاستثمار يجب المحاسبه والنظر في امرهم”.
وقال حساب “مفتاح” الشهير عبر “تويتر”: “تكبدت المملكة خسائر كبيرة بلغت 11 مليار دولار، بسبب صفقات صندوق الاستثمارات العامة خلال 2022، وفقاً لوكالة بلومبيرغ الأمريكية”.
وذكر العقيد السعودي المنشق، رابح العنزي أنه “بسبب التفحيطات الاقتصادية لمحمد بن سلمان، صندوق الاستثمارات العامة السعودي يسجل خسارة مالية فادحة قدرها 11 مليار دولار في عام 2022 وفق ما ذكرته وكالة بلومبيرغ”.
وقال الأكاديمي السعودي البارز، سعيد بن ناصر الغامدي: “هل عندكم خبر؟ صندوق الاستثمارات السعودي خسر 11 مليار دولار !! ولا أحد يقدر على سؤال من حقق في لمبتين مطفأة في طريق المطار. ومن عقد لجان من كل أفرع القوات المسلحة لإلغاء فنيلة عسكرية كانت تصرف مرتين في العام لأفراد القوات المسلحة!!”.