خاص: رغم العنف الذي تواجهه المعارضة السعودية سواء داخل المملكة أو خارجها من قبل النظام الغاشم، والذي استعرت مواجهته بعد اعتلاء “محمد بن سلمان” لمقعد ولاية العهد، إلا أنه لا يزال للحق صوت، يستحق أن يُبرز أمام سيل التزييف والاتهامات الملفقة التي يتقن النظام السعودي لصقها بكل من يعارضه.
وسنحاول في هذه الزاوية استعراض أهم وأبرز الأنشطة المناهضة لاستبداد النظام السعودي، والقضايا التي يتبناها النشطاء والأكاديميون والمثقفون السعوديون في مختلف دول العالم، في محاولة لإطلاع القارئ على جهودهم في التصدي لمشروع “ابن سلمان” السلطوي الاستبدادي.
حلحلة الأزمة الخليجية:
كشفت مصادر إعلامية أمريكية، عن زيارة أخيرة يقوم بها كبير مستشاري البيت الأبيض، جاريد كوشنر، صهر الرئيس الأمريكي “ترامب”، هذا الأسبوع، لكل من قطر والسعودية لحل الأزمة الخليجية.
ومن المقرر أن يلتقي “كوشنر” خلال تلك الزيارة في الأيام القليلة المقبلة ولي العهد السعودي الأمير “محمد بن سلمان” في مدينة نيوم السعودية، وأمير قطر، الشيخ “تميم بن حمد آل ثاني” في الدوحة، بحسب “رويترز”.
ويرافق “كوشنر” في الزيارة مبعوثا الولايات المتحدة للشرق الأوسط “آفي بيركوفيتش”، و”برايان هوك”، ورئيس مؤسسة تمويل التنمية الدولية الأمريكية “آدم بوهلر”.
ونقل موقع “أكسيوس” الأمريكي، الأحد، عن مسؤولين أمريكيّين أن “كوشنر” سيحاول في قطر والسعوديّة “للمرّة الأخيرة” إبرام صفقة لإنهاء الأزمة بين البلدين، بالإضافة إلى استمرار الدفع بالتطبيع بين دول عربيّة والكيان الصهيوني.
وتداولت أنباء عن تقليص السعودية لشروطها الـ13 لقطر من أجل رفع الحظر عنها، إلى تهدئة نبرة قناة الجزيرة ضدها وضد الإمارات، وتوريد غاز للبحرين.
من جانبه سخر الصحفي السعودي المعارض، تركي الشلهوب من تلك الأنباء مغردًا بقوله: “مندوب السعودية لدى الأمم المتحدة: “الأزمة بين قطر ودول الخليج يمكن أن تنتهي خلال 24 ساعة” هذا إن وافق ابن زايد طبعًا!”.
في حين قال المعارض السعودي البارز، معلقًا بقوله: “ذكرت صحيفة فايننشال تايمز: أن السعودية صعدت من جهودها لحل حصار قطر من أجل أن تقدم هذا الحل هدية لإدارة بايد”، متابعًا بقوله: “أظن أن كل مخلص يتمنى أن تحل هذه المشكلة المفتعلة، ولكن السؤال الكبير هل الحل في الرياض أو في ابوظبي وتل أبيب؟ سنرى الجواب لاحقًا”.
بينما قال الناشط المعارض البارز، عمر بن عبد العزيز: “لماذا كنتم تطالبون بـ13 شرط، والآن ما في الشروط الـ13، أين شروط؟! الإخوان والجزيرة، والقاعدة العسكرية التركية، ما أخذ “ابن سلمان” شيء من قطر، فعل كل شيء، حرب هاشتجات، تهكير قنوات، وقبائل تثيرها، وما أخذ شيء!”.
وقالت الأكاديمية السعودية المعارضة، الدكتورة “حصة الماضي”: “الذلة والخوف من الحكومة الأمريكية الجديدة دفعت محمد بن سلمان الى أن يستجدي من قطر العفو والسماح وتنازل عن جميع الشروط ماعدا قناة الجزيرة، فهو لا يتحمل نقدها لأنها تذكر الحقائق بأدلة قطعية”.
غرق جدة وفشل مشاريع البنية التحتية:
كانت جدة على موعد مع الغرق في موسم الأمطار والذي ليس بجديد عليها، نتيجة لتردي البنية التحتية بالمدينة العريقة، رغم ملايين الريالات التي صرفت عليها، ولكن اللافت في هذا العام، هو امتداد حالة الغرق الحكومي في فساد البنى التحتية إلى مدن أخرى كبريدة، ومكة.
وتفاعلت المعارضة السعودية مع تلك الأخبار حيث نشر الناشط السعودي المعارض، ماجد الأسمري، عددًا من المقاطع المصورة توضح غرق الشوارع الرئيسية بجدة، وسط ذهول المواطنين من فشل المؤسسات والأجهزة الحكومية في التعامل مع الأزمة، رغم تكرارها كل عام!
بينما قالت الناشطة المعارضة، نورة الحربي: “منذ عام 1996 إلى يومنا هذا، أين المليارات التي تصرف لمشاريع البنية التحتية ومدن المملكة تغرق بعد الأمطار؟”
وتابعت “الحربي” بقولها: “أضرار الأمطار كل يوم تصل إلى مدن المملكة جدة، ومكة، واليوم بريدة ضحية عدم البنية التحتية، وفساد الحكومة”.
ولفتت الناشطة السعودية إلى أن الملايين تصرف على اللوحات الفنية واليخوت، ومازالت الامطار تغرق شوارع جدة بسبب البنية التحتية الهشّة.
حكم ضد وزير العمل السعودي:
قضت محكمة في مدينة دبي بالإمارات بتغريم وزير العمل السعودي الحالي أحمد الراجحي قرابة نصف مليار دولار كتعويضات لرجل الأعمال الفلسطيني الكندي عمر عايش.
ويأتي الحكم القضائي في إطار قضية مجموعة “تعمير” القابضة للاستثمار التي يرأسها الراجحي، حيث اتهمه عايش بالاستيلاء على حقوقه في المجموعة التي أسسها، قبل أن يشتري الراجحي حصة منها بلغت 75%.
وصدر الحكم بعد أشهر قليلة من بث تحقيق على شاشة الجزيرة ضمن برنامج “ما خفي أعظم” بعنوان “استثمار على الرمال” كشف عمليات فساد واحتيال في الاستيلاء على حقوق عمر عايش وأملاكه، واستغلال الراجحي نفوذه عبر شخصيات في الدولة.
وأثار كشف الجزيرة ردود فعل منظمات دولية معنية بالنزاهة وصفت ما جرى في مجموعة “تعمير” بأنه إحدى أكبر جرائم الفساد في قطاع الاستثمارات بالشرق الأوسط.
من جانبها قالت الناشطة السعودية المعارضة، نورة الحربي: “مؤسسة العدالة الدولية بواشنطن تكشف بالأدلة، أكبر عملية احتيال عقاري في الشرق الأوسط بدبي، بطلها وزير العمل السعودي أحمد الراجحي وأشقاؤه”، معلقة على ذلك بقولها: “هل السعودية دولة في الواقع أم عصابة المافيا؟”.
في حين قال الصحفي السعودي المعارض، تركي الشلهوب، أن “محكمة إماراتية تُغرِّم وزير العمل السعودي الحالي أحمد الراجحي قرابة نصف مليار دولار في قضية “مجموعة تعمير” التي يرأسها الراجحي. بتهمة إستيلائه على حقوق رجل الأعمال الفلسطيني الكندي “عمر عايش” مؤسس المجموعة”، متابعًا بقوله: “الإمارات تخرج من عباءة السعودية، وتناطحها”.
تعيين “أمل المعلمي” سفيرة:
أدت السفيرة السعودية الجديدة لدى مملكة النرويج، آمال يحيى المعلمي، القسَم أمام العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز ، لممارسة عملها الدبلوماسي.
وتأتي “المعلمي” للمنصب الدبلوماسي الجديد من مواقع العمل الحكومي، حيث تشغل منذ العام الماضي منصب مدير عام المنظمات والتعاون الدولي في هيئة حقوق الإنسان الرسمية بالسعودية.
واتهمت “المعلمي” من قبل جهات ومنظمات حقوقية سعودية ودولية، بالتستر على انتهاكات ارتكبت بحق الناشطات المعتقلات في السعودية، وذلك في فترة عملها بهيئة حقوق الإنسان السعودية، حيث كانت تجري زيارات للسجون، وقابلت الناشطة المعتقلة، لجين الهذلول، وأخفت حقيقة ما يحدث لها من تعذيب وانتهاكات.
وهاجمت المعارضة السعودية “المعلمي”، واصفة المنصب الجديد لها بأنه مكافأة على التستر على فظائع النظام السعودي ضد معتقلي الرأي.
من جانبه، قال الأكاديمي والناشط السعودي المعارض، عبد الله العودة، إنها “شغلت منصب المديرة العامة للمنظمات والتعاون الدولي في “هيئة حقوق الإنسان”، ومساعدة الأمين العام لـ”مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني”، بالإضافة إلى عضويتها في مجلس “هيئة حقوق الإنسان في السعودية، وعينتها الحكومة السعودية كسفيرة في النرويج مكافأة على تورطها بالتستر على التعذيب والتحرش الجنسي والصعق الكهربائي الذي تعرضت له المعتقلات في السجون السعودية”.
وتابع “العودة” قائلاً: “في أجواء الدعايات السياسية المستهلكة في المملكة، تبرز على السطح سلسلة طويلة متراكمة ومتزايدة لإذلال المرأة في السجن وتعذيبها والتحرش الجنسي بها، تحت رعاية شخصيات هي الأقرب لهرم السلطة”.
بينما ذكر حساب سعوديات معتقلات، أنه “خلال زيارة آمال المعلمي للسجن أبلغتها لجين الهذلول عن حوادث تعذيب وتحرش جنسي وصعق بالكهرباء وتهديدات بالاغتصاب وسوء المعاملة في السجن، وسألتها بالحرف الواحد: “هل ستتمكنون من حمايتي؟”، لكنّ المعلمي وزملائها رفضوا التحقيق في شكوى الهذلول!”.