خاص: رغم العنف الذي تواجهه المعارضة السعودية سواء داخل المملكة أو خارجها من قبل النظام الغاشم، والذي استعرت مواجهته بعد اعتلاء “محمد بن سلمان” لمقعد ولاية العهد، إلا أنه لا يزال للحق صوت، يستحق أن يُبرز أمام سيل التزييف والاتهامات الملفقة التي يتقن النظام السعودي لصقها بكل من يعارضه.

وسنحاول في هذه الزاوية استعراض أهم وأبرز الأنشطة المناهضة لاستبداد النظام السعودي، والقضايا التي يتبناها النشطاء والأكاديميون والمثقفون السعوديون في مختلف دول العالم، في محاولة لإطلاع القارئ على جهودهم في التصدي لمشروع “ابن سلمان” السلطوي الاستبدادي.

ثبوت تورط “ابن سلمان” في قتل “خاشقجي”:

تحدثت مصادر أمريكية عن اتصال سيجريه الرئيس الأمريكي، جوزيف بايدن، مع ملك السعودية، سلمان بن عبد العزيز، قبل الإعلان عن تقرير مقتل “خاشقجي”، مع تأكيد “بايدن” للصحفيين على أنه اطلع على التقرير، أثار ذلك تفاعل المعارضة السعودية مع قرب الإعلان عن فحوى ما جاء في هذ التقرير.

وبحسب تسريبات نقلت عن أربعة مسؤولين أمريكان اطلعوا على التقرير، فإن محمد بن سلمان وافق على الجريمة، و”على الأرجح” أنه هو من أمر بتنفيذها، بحسب “رويترز”.

وكانت صحيفة “واشنطن بوست”، كشفت عن عزم إدارة الرئيس الأمريكي، جوزيف بايدن، رفع السرية عن تقرير وكالة الاستخبارات الأميركية؛ بشأن دور ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وكبار المسؤولين السعوديين، في مقتل الصحفي جمال خاشقجي، بداية الأسبوع المقبل.

وقالت “واشنطن بوست”، استنادًا إلى مصادر مطلعة على الأمر، أن التقرير، وهو ملخص غير سري لنتائج عمل الوكالات الاستخباراتية الأمريكية على تحديد ملابسات القضية أصدره مكتب مدير الاستخبارات الوطنية، “سيتم نشره مطلع الأسبوع المقبل”.

وأشارت إلى أن الوثيقة التي “طال انتظارها” تقول إن “ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، أمر بقتل” خاشقجي عام 2018.

ولفتت الصحيفة إلى أن خطط نشر التقرير تبلورت تزامنًا مع نزول العلاقات الأمريكية السعودية إلى أدنى مستوى جديد مع خلال الأسابيع الأخيرة حينما جمدت إدارة الرئيس الأمريكي الجديد، جو بايدن، صفقات لبيع الأسلحة للسعودية وانتقدت حالة قضايا حقوق الإنسان في المملكة.

من جانبه، قال الصحفي السعودي المعارض، تركي الشلهوب: “ابن سلمان خائف مرعوب مترقب، ينتظر اللحظة التي ستقوم فيها إدارة بايدن بعرض التقرير المتعلق باغتيال خاشقجي (رحمه الله)؛ عندما ارتكب الجريمة ظن أنه سيخرج كما تخرج الشعرة من العجينة، ولكنه أصبح كالحديدة المتشعبة التي تُنتزع من الصوف المبلول”.

ونقل “الشلهوب” عن قناة NBC الأمريكية الشهيرة، تأكيدها أن خلاصة التقرير هو أن “ابن سلمان” وافق على عملية اغتيال “خاشقجي” بنفسه.

من ناحيته، قال حزب الأمة الإسلامي في تغريدة عبر حسابه الموثق بـ”تويتر”: “منذ اغتيال جمال خاشقجي رحمه الله في 2018، وكل العالم يعرف أن الذي أمر بالاغتيال والقتل والتقطيع هو محمد ابن سلمان، ولكن السؤال الحقيقي هنا هو.. كم جمال خاشقجي قتله وما زال يقتله محمد ابن سلمان؟”.

في حين رأى المعارض السعودي البارز بالخارج، سعد الفقيه، أن “بايدن” لا يريد التعامل مع “ابن سلمان”، وسيضغط ليطلق سراح أحمد بن عبد العزيز، ومحمد بن نايف، وسيفضحه – أي ابن سلمان- في ملف خاشقجي، وبالتالي يقوض مركزه، وستكون إزالته سهلة للعائلة الحاكمة لتعود العلاقات السعودية – الأمريكية لسابق عهدها.

وحول تداعيات نشر التقرير على المقربين من “ابن سلمان”، قالت الصحفية السعودية اللاجئة بهولندا، ريم سليمان: “ابتداءً من اليوم، الليالي ستكون ثقيلة على المستشار سعود القحطاني المتحرش بالناشطات، فمسؤولو الاستخبارات الأمريكية يستعدون لنشر تقرير علني يتعلق بجريمة اغتيال خاشقجي”.

وتابعت “سليمان” قائلة: “المعلومات الأخيرة حول اغتيال “خاشقجي” تبين كم أن المشهد السياسي والأمني معقد وضبابي وكئيب في بلادنا”، مضيفة: “رأيي إن كان أصحاب السلطة واثقون من عدم تورطهم في هذه الجريمة النكراء فعليهم الخروج الآن لمواجهة العالم بشجاعة ونفي هذه المعلومات بالأدلة والبراهين”.

ونقلت الناشطة المعارضة، نورة الحربي، عن مصادر مطلعة لم تذكرها، تأكيدها على أن “الملك سلمان وجه رسالة سرية إلى الرئيس بايدن عبر ريما بنت بندر، يطلب فيها وقف نشر التقرير السري عن قتل جمال خاشقجي مقابل تنفيذ المطالب الأمريكية”.

بينما قالت الناشطة المعارضة بلندن، علياء أبوتايه الحويطي: “تبجح الذباب وكل من يدافع عن الباطل أن قضية خاشقجي انتهت، وهي لم تبدأ بعد! سيفرج عن التقرير من إدارة بايدن، الوحشية والسيكوباتيه تكمن في “التفاصيل”، والتي يتعطش لها العالم، ستثبت أن ابن سلمان وسعود القحطاني، غير مؤهلين لا عقلياً ولا نفسيًا للقيادة، ويشكلون خطر على الأمن العالمي”.

في حين قالت الأكاديمية السعودية المعارضة بالخارج، الدكتورة حصة الماضي، تعليقًا على التسريبات الخاصة بالتقرير: “لم يوافق محمد بن سلمان على اغتيال جمال خاشقجي، بل أمر به”.

وعلق حساب “نحو الحرية” على تلك التسريبات أيضًا بقوله: “بعد مسلسل طويل من الكذب والافتراء ومحاولات التنصل من المسؤولية، يكشف تحقيق الاستخبارات الأمريكية أن ابن سلمان أمر بقتل الصحفي “جمال خاشقجي” في قنصلية بلاده، في أبشع جريمة يمكن أن يراها العالم”.

وتابع الحساب قائلاً: “التقرير المتعلق بجريمة خاشقجي ليس بالجديد كنتيجة، فالكل يعلم ما ورد في تقرير “NBC News” في 2018 حول مسؤولية ابن سلمان عن الجريمة”، وأضاف: “الجديد هو نشر التقرير للعلن، وفضح ابن سلمان، وهذا مؤشر على أن مرحلة جديدة من العلاقات بين بايدن والمملكة قد بدأت”.

وثائقي جديد يحكي معاناة د”سلمان العودة”:

جاء نشر نجل الداعية السعودي المعتقل “سلمان العودة”، عبد الله، الفيلم الوثائقي الجديد عن أبيه “سلمان”، والذي يحكي فيه عن معاناة والده داخل السجون السعودية، كاشفًا محاولات الذباب الإلكتروني التابع للديوان الملكي لمنع انتشاره عبر مواقع التواصل الاجتماعي، كعامل مساعد ساهم في نشر الفيلم.

ورغم محاولات الحجب تلك، انتشر الفيلم الذي تطرق إلى كيفية إلقاء السلطات السعودية القبض على “العودة”، وكيف أنهم وعدوا أهله بأنه “استجواب سريع وسيعود”، وما عانه من انتهاكات خلال فترة حبسه الأولى.

كما سرد الفيلم وقائع تعذيب قام بها المحققون ضد “العودة” أثناء استجوابه، وكذلك تعرضه للحبس الانفرادي منذ إلقاء القبض عليه، وحتى الآن.

وحول دور الذباب الإلكتروني في محاولات منع انتشار الفيلم، غرد نجل “العودة” قائلاً: “بعد إطلاق وثائقي سلمان، قفز الوسم لترند سريعًا، فوضع الذباب الالكتروني وسم بديل “سلطان”.

وتابع “عبد الله” قائلاً: “#سلمان سيستعمر كوابيسكم أيها المستبدون، ينتصر عليكم برغم سنّه وسجنه ووضعه؛ لأن الأفكار لا يمكن أن تُعتَقل”.

من جانبه قال حساب “ميزان العدالة” تعليقًا على الفيلم: “الأكثر إيلاما بوثائقي (سلمان) الذي يحكي قصة اعتقال د. سلمان العودة، أن مجهودًا أمنيًا كبيرًا موجه لمراقبة وتعقب الشرفاء والمصلحين، في الوقت الذي كان من الأولى أن يصرف هذا الجهد للقضاء على المجرمين والفاسدين. الدولة تضع مقدراتها في غير موضعها ثم تسأل أين الخلل؟!”.

وحول إنتاج الفيلم بتلك الجودة في ذلك الوقت القصير نسبيًا، قال الحساب: “إنتاج وعرض فيلمي المعارض، وسلمان في زمن قياسي بهذا المستوى؛ يعد إنجازًا مهمًا يستحق الإشادة، وميدان جديد بالغ التأثير تلجه المعارضة، يستهدف شريحة مختلفة من المتابعين لقضايا المملكة”، وتابع “ميزان العدالة” بقوله: “الميدان الوثائقي والفني التلفازي ثغر كان ينبغي الاهتمام به منذ فترة طويلة، والنجاح فيه قفزة نوعية”.

بينما دعا الناشط السعودي المعارض البارز بكندا، عمر بن عبد العزيز، متابعيه لمشاهدة الفيلم، مرفقًا تغريدته برابط للفيلم على قناة “يقظة” عبر “اليوتيوب”.

كما دشن حزب التجمع الوطني حملة على وسم #سلمان، لدعم إطلاق الوثائقي الذي يحمل نفس العنوان “سلمان”، ودعا متابعيه والناشطون والمغردون للتغريد عبره لمدة ساعتين من لحظة إطلاق الفيلم، في محاولة لوقف جهود الذباب الإلكتروني السعودي لحجب الفيلم ومنع انتشاره.

في حين علقت الأكاديمية، حنان العتيبي، على الوثائقي بقولها: “بعد الكثير من انتهاكات حقوق الشيخ سلمان العودة، في السجن، ومواجهته المشاكل في السمع والبصر، نريد إطلاق سراحه، وكل معتقلي الرأي”.

وذكر حساب “الإصلاحيون السعوديون” في تغريدة له، أن الدكتور عبد الله العودة كشف في الفيلم عن التهم الغريبة والملفقة التي وجهت ضد والده المعتقل من قبل سلطة “ابن سلمان”.

وعلق المحامي والحقوقي السعودي، يحي العسيري، على الفيلم داعيًا هو الأخر متابعيه لمشاهدته، قائلاً: “أتمنى أنكم جميعًا انتهيتم من متابعة فيلم المعارض، وفيلم سلمان.. واستعدوا للقادم”.

أنباء عن قرب الإفراج عن عبد الرحمن السدحان:

أعلنت شقيقة الناشط الحقوقي السعودي المعتقل “عبد الرحمن السدحان”، أريج السدحان، اتصال شقيقها بعد أكثر من سنة مع عائلته بالرياض، كما نقلت ما بلغته به السلطات بـ”أنه سيتم الإفراج عنه قريبًا”، وتقول إنه بخير.

وقالت “أريج” في تغريدة عبر حسابها الموثق بـ”تويتر”: “الحمد لله بشارة خير، أخوي عبدالرحمن اتصل على أهلي بالرياض أخيرًا، ثاني اتصال من قرابة ٣ سنين اختفاء”.

وتابعت شقيقة “السدحان”: “تم إخباره من السلطات بأنه سيفرج عنه قريب، ولا توجد عليه تهم، أخيرًا بعد ٣ سنوات من العذاب، نحن في أشد الشوق لكي نراه، لن أتوقف حتى اطمئن عليه بعيني، ونراه معنا قريبًا”.

وقالت الصحفية اللاجئة بهولندا، ريم سليمان، تعليقًا على المكالمة: “أريج السدحان تتلقى خبرًا بقرب إطلاق سراح شقيقها عبد الرحمن السدحان، فرحت لعبد الرحمن ولأسرته كثيرًا ولأريج خصوصًا، امرأة حكيمة وصبورة تمثل قدوة للأسر في الدفاع عن ذويهم”، متابعة: “تغمرني بالحزن كلما نظرت إلى ملامح وجهها الحزين حزنًا عميقًا صادقًا. هنيئًا لها الحرية والسعادة”.

بينما قال الصحفي السعودي المعارض، تركي الشلهوب: “بعد 3 سنوات سجن، لم يتصل بأهله خلالها سوى لدقيقة واحدة، عبد الرحمن السدحان اتصل بأهله اليوم. المسؤولون أخبروه بقرب إطلاق سراحه، 3 سنوات من عُمره قضاها في السجن دون محاكمة، ولا حتى توجيه تهم “، متسائلاً: “هل تدركون حجم الظلم الذي يمارسه ابن سلمان بحق أبناء البلد؟”.

ووجه الناشط السعودي المعارض، ماجد الأسمري، التهنئة لعائلة “السدحان” قائلاً: “تهانينا، حتى داخل سجون الأمن الوطني السعودي، والقوانين الصارمة التي يزعمون أنها تطبقها، فإنهم ملزمون بمكالمة أسبوعية له وفقًا لقوانينهم الخاصة التي هي مجرد حبر على ورق، أتمنى أن يكون “عبد الرحمن” بخير، وأن يتم إطلاق سراحه، وجميع المعتقلين الأبرياء قريبًا”.

بينما قالت الأكاديمية السعودية المعارضة بالخارج، حصة الماضي: “في السعودية العظمى تختطف، وتخفى عن الأنظار سنين عديدة، وتعيش عائلتك معاناة ألم الفراق والقلق لأنهم لا يعرفون أين أنت؛ بسبب تكتم السلطة المستبدة، وتبقى لسنوات خلف القضبان، وتتعرض لشتى أنواع الانتهاكات وأبشع أنواع التعذيب، ثم يقال لك ستخرج قريبًا لأننا اكتشفنا أنك بريء”.

وتابعت “الماضي” بقولها: “مبارك لكم يا عائلة عبد الرحمن السدحان، ورده الله لكم سالمًا، وانتقم ممن ظلمه وأضاع من عمره ٣ سنوات خلف القضبان وحرمكم منه ومن معرفة أخباره”.

كما قالت الناشطة المعارضة بلندن، علياء أبوتايه الحويطي: “تهانينا، وهذه أريج السدحان تعلموا منها، تؤخذ الدنيا غلابًا، لا تسكتوا، تحدثوا عن مظالمكم، ومساجينكم، وسجانيكم!”.

من جانبه، قال الناشط المعارض البارز بكندا، عمر بن عبد العزيز: “عبد الرحمن السدحان يتصل على أهله بعد سنوات من الحرمان، والسلطات السعودية تخبره بقرب إطلاق سراحه بدون أي تهم، مبروك يا أريج، ومبروك لكل من تعاطف مع عبد الرحمن”.

في حين قالت لينا الهذلول: “يا سعادة قلبي اليوم. عقبال سلمان العودة، نسيمة السادة، سمر بدوي، ميا الزهراني، أيمن الدريس، عمر وسارة الجبري، محمد الربيعة، وليد أبو الخير، محمد القحطاني، محمد العتيبي، مها الرفيدي، بسمة آل سعود، حسن المالكي، وجميع معتقلي الرأي”.

وقال المحام والناشط الحقوقي السعودي، يحي العسيري: “ألف مبروك عبد الرحمن السدحان بعد اختفاء ثلاثة أعوام! وبعد معاناة قاسية طالته وكل أسرته ومحبيه، يتصل ويخبر أسرته أن حي، ولا يوجد ضده حكم، وسيخرج قريبًا.. ننتظر خروجه”.

فضيحة طائرتي قتلة خاشقجي:

نشرت شبكة “سي إن إن” الأمريكية، وثائق سرية تثبت أن الطائرتين اللتين نقلتا فرقة قتل الصحفي السعودي، جمال خاشقجي، والمؤلفة من 15 سعوديًا إلى إسطنبول، كانتا تابعتين لشركة طيران خاصة استولى عليها ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، قبل أقل من عام من الحادث.

وقالت الشبكة الأمريكية، إن الوثائق السرية المعروضة الآن أمام محكمة كندية، تحمل عنوان “سري للغاية”، ووقعها وزير سعودي بناء على أوامر ولي العهد، الحاكم الفعلي للسعودية.

وكتب الوزير في الوثيقة: “حسب توجيه صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس اللجنة العليا لمكافحة الفساد، نوجه بنقل ملكية جميع الشركات المشار إليها في البيان المرفق بخطابي سالف الذكر إلى ملكية صندوق الاستثمارات العامة؛ ويعتمد فور استكمال الإجراءات اللازمة لذلك”.

ووفق “سي إن إن” توضح الوثائق كيف تم إصدار أمر نقل ملكية شركة “سكاي برايم” للخدمات الجوية (Sky Prime Aviation) إلي صندوق الثروة السيادي الذي قدرت حصيلته بـ 400 مليار دولار في أواخر عام 2017، وفيما بعد تم استخدام طائرتين تابعتين للشركة المذكورة في عملية مقتل “خاشقجي” في أكتوبر/تشرين الأول 2018.

ويخضع صندوق الثروة السيادي المعروف باسم صندوق الاستثمارات العامة، لسيطرة ولي العهد، الأمير “محمد بن سلمان”.

وأشارت “سي إن إن” إلى أن الوثائق التي تثبت الصلة بين الطائرات والأمير كانت جزءا من دعاوى اختلاس رفعتها شركات مملوكة للحكومة ضد مسؤول المخابرات السعودي السابق “سعد الجبري”.

وجاءت دعاوى الاختلاس عقب دعاوى رفعها “الجبري” العام الماضي أمام محكمة أمريكية اتهم فيها ولي العهد السعودي “محمد بن سلمان” بإرسال فرقة قتل لاستهدافه في كندا بعد أيام فقط من مقتل “خاشقجي”.

وذكرت “سي إن إن” أنه لم يتوفر في وقت سابق، أدلة على نقل ملكية أسطول الطائرات الخاصة إلى صندوق الاستثمارات العامة السعودي، بينما توفر الوثائق الجديدة رابطا آخر بين وفاة “خاشقجي”، و”محمد بن سلمان”.

وعلق الصحفي السعودي المعارض، تركي الشلهوب، على تلك الوثائق المسربة بقوله: “محمد بن سلمان لم يورط نفسه فقط؛ ولكنه ورط الدولة ومؤسساتها. هذا المتهوّر قبل فترة قدم مستندات تثبت أن شركة الطيران المشاركة في عملية اغتيال خاشقجي تعود ملكيتها للصندوق السيادي السعودي”.

وتابع “الشلهوب” في تغريدة أخرى قائلاً: “.. قد يتم فرض عقوبات على الصندوق السيادي. أتمنى ألا يحدث ذلك، لأن الضرر سيكون كبيرًا على الدولة وعلى المواطن”.

في حين قال حساب “مفتاح” الشهير بمصداقيته: “للمعلومية، فإن خالد بن سلمان يستخدم في رحلاته الرسمية طائرات تعود لشركة Sky Prime Aviation نفسها التي يمتلكها ابن سلمان، والتي استُخدِمت في نقل فريق اغتيال خاشقجي”.

وقال حساب “نحو الحرية”: “نتيجة التقرير المتعلق بخاشقجي تؤكد ضلوع الصندوق السيادي في الجريمة. هل ستفرض الإدارة الأمريكية العقوبات على الصندوق؟”، متسائلاً: “إلى متى ستستمر البلاد بدفع ثمن إجرام ووحشية ابن سلمان؟!”.

وقالت الأكاديمية السعودية المعارضة، حصة الماضي: “من الأدلة التي تؤكد دهاء وحنكة السلطة السعودية؛ أن الطائرات التي استخدمت لنقل فرقة الإجرام إلى إسطنبول لتنفيذ مهمة اغتيال جمال خاشقجي، يملكها محمد بن سلمان!”.

بينما قال وليد الهذلول: “الملكية تحولت لصندوق الاستثمارات العامة. يا ترى هل سيتم وضع عقوبات على الصندوق السيادي بسبب ضلوعه في عملية القتل؟”، وتابع بقوله: “أتمنى لا يكون هذا الحال، والحل الأفضل والوحيد للبلد هو إزاحة محمد ابن سلمان من المشهد حتى لا تقع العقوبة على كامل البلد”.

من جانيه قال المحام الأمريكي، فيصل جيل، محامي خديجة جنكيز، خطيبة “خاشقجي”: “من الواضح أن محمد بن سلمان أراد ألا ينكشف تورطه في جريمة اغتيال خاشقجي من خلال استخدام شركة طيران يسيطر عليها، عبر صندوق الاستثمارات الذي يُسيطر عليه أيضاً، ولكنه لم يفلح حتى في ذلك”.

وقال المعارض السعودي البارز، سعيد بن ناصر الغامدي: “كانت الطائرتان النفاثتان الخاصتان اللتان استخدمتهما فرقة اغتيال سعودية قتلت الصحفي جمال خاشقجي، مملوكة لشركة كان ولي عهد المملكة قد استولى عليها قبل أقل من عام”.

تجدد دعوات مقاطعة المنتجات التركية:

توعدت ما تعرف بـ”الحملة الشعبية لمقاطعة تركيا” في السعودية بمقاطعة المتاجر والشركات التي لا تزال تتعامل مع المنتجات التركية في المملكة، داعية لـ”تصفير” التعامل مع المنتجات التركية.

وفي بيان لها عبر حسابها بـ”تويتر”، قالت الحملة: “مضى على انطلاق الحملة الشعبية المباركة لمقاطعة المنتجات التركية نحو 4 أشهر، تجاوبت خلالها مشكورة العديد من الشركات والمتاجر والأسواق، وأكد بعضها عبر بيانات رسمية أنها ستقوم بتصريف البضائع التركية المتوفرة بالمخازن والمستودعات لحين انتهاء الكمية”.

وتابع البيان أنه “اليوم تدخل الحملة الشعبية منعطفًا مهمًا، لن يكون فيه مقبولاً على الإطلاق استمرار أي متجر في عرض وبيع أي منتج تركي تحت أي ذريعة كانت”.

واعتبر مروجو الحملة، أن “الفترة الماضية كانت كافية لتصريف البضائع التركية ووقف التعامل الكامل مع أي منتج أو مستورد تركي نهائيا وصولا لهدف الحملة الرئيس” المتمثل في الشعار “صفر تعامل مع تركيا”.

وأضاف البيان: “وجود أي متاجر اليوم تعرض البضائع التركية هو بمثابة عدم التزام بالبيانات الإعلامية التي أصدرتها خلال انطلاق الحملة الشعبية، ومحاولة التفاف على تعهداتها السابقة الصادرة في أكتوبر 2020، واستخفاف بالمستهلك الوطني الواعي والمحب لوطنه، والذي يرفض التعامل مع أي دولة تعادي وطنه وقيادته”.

وأردف بيان حساب الحملة: “لا نملك اليوم مع استمرار وتوسع حالة العداء التركي وإعلانهم رسميّا خريطة أطماعهم في المنطقة إلا مقاطعة أي متاجر تتعامل مع تركيا وتبيع منتجاتها، وعدم التعامل معها نهائيا. وكما قلنا وأكدنا مرارا الوطن والقيادة خط أحمر، لا يقبل المساس به”.

كما جاء إعلان رئيس مجلس الغرف التجارية والصناعية في السعودية، عجلان العجلان، تجديد تأييده لحملة تصفير المنتجات التركية، تجاوبًا مع ما وصفها بالحملة الشعبية لمقاطعة تركيا، لتضيف طابع رسمي على تلك الدعوات.

وغرد “العجلان” عبر حسابه بـ”تويتر”، قائلاً: “عرضت قناة TGRT التركية خريطة لمناطق النفوذ التركي بحلول عام 2050، وتشمل سوريا والعراق والأردن ومصر وليبيا والسعودية ودول الخليج”.

وادعى أن: “نحن مستمرون بمقاطعة تركيا، وإلى صفر تعامل مع تركيا”. حسب قوله.

وبإعلان “العجلان” تأييده، تكتسب الحملة التي وصفت بالشعبية رغم عدم تجاوب المواطنين معها، الصفة الرسمية، بعد أن كانت السعودية الرسمية تؤكد مرارًا وتكرارًا على أنها لا تدعو لمقاطعة تركيا، وأن العلاقات بين البلدين مستقرة ومتينة.

من جانبه، قال الإعلامي السعودي المعارض، تركي الشلهوب: “الإعلام الإماراتي يحرض الشعب السعودي على مقاطعة المنتجات التركية، وتلقين أردوغان درسًا قاسيًا. وبالمقابل هي – في إشارة إلى الإمارات – توسع تجارتها، وعلاقاتها الاقتصادية مع تركيا!”.

كما قالت الأكاديمية السعودية المعارضة بالخارج، حصة الماضي، ساخرة من تلك الدعوات بقولها: “ويأتي الذباب الإلكتروني بأمر من ابن سلمان ويقولون دمرنا اقتصاد تركيا”.

في حين وجهت الناشطة المعارضة بلندن، علياء أبوتايه الحويطي، رسالة لـ”ابن سلمان” قائلة: “صحح بايدن حجمك، وأثبت أنها كذبًا سيادتك، لكن لا تتشتطر على تركيا أتظنها قزمًا؟! فيها عملاق سيُقزمك!”