خاص: رغم العنف الذي تواجهه المعارضة السعودية سواء داخل المملكة أو خارجها من قبل النظام الغاشم، والذي استعرت مواجهته بعد اعتلاء “محمد بن سلمان” لمقعد ولاية العهد، إلا أنه لا يزال للحق صوت، يستحق أن يُبرز أمام سيل التزييف والاتهامات الملفقة التي يتقن النظام السعودي لصقها بكل من يعارضه.

وسنحاول في هذه الزاوية استعراض أهم وأبرز الأنشطة المناهضة لاستبداد النظام السعودي، والقضايا التي يتبناها النشطاء والأكاديميون والمثقفون السعوديون في مختلف دول العالم، في محاولة لإطلاع القارئ على جهودهم في التصدي لمشروع “ابن سلمان” السلطوي الاستبدادي.

 

– موجة اعتقالات جديدة:

شنت السلطات السعودية مؤخرًا حملات اعتقال طالت العديد من الأكاديميين والدعاة والإصلاحيين، دون توجيه تهم واضحة أو محددة لهم، أو معرفة أين احتجزوا أو ظروف احتجازهم، كما تم منع الزيارة عنهم من قبل عائلاتهم وسط قلق وخوف على مصيرهم، وتنديد حقوقي بحملات القمع المستمرة في المملكة.

وذكر حساب “معتقلي الرأي” الشهير عبر “تويتر” أنباء عن قيام السلطات السعودية باعتقال عضو هيئة التدريس في جامعة الملك سعود، الدكتور فهد بن صالح العجلان، على خلفية تعبيره عن رأيه في تغريدات قديمة.

كما أكد الحساب ذاته اعتقال الدكتور عامر متروك الفالح، منذ مساء يوم السبت الماضي، دون إخبار ذويه.

وأشار “معتقلي الرأي” إلى أنه بعد المناشدات الكثيرة التي وجهها والد “الفالح” عبر تويتر، بعد 5 أيام من اختفائه، قام أمن الدولة، بإبلاغ ذويه بوجوده لديهم، دون الإفصاح عن أسباب الاعتقال.

كذلك كشف الحساب عن اختفاء المستشار السابق بوزارة التخطيط والاقتصاد، الدكتور عامر متروك الفالح، منذ مساء يوم السبت الماضي، وأنباء عن اعتقاله من قبل أمن الدولة، دون الإفصاح عن مكان تواجده حتى الآن.

كما أكدت مصادر حقوقية سعودية الأنباء الواردة بشأن اعتقال سلطات المملكة للكاتب والمحلل الاقتصادي البارز، علي التواتي القرشي.

وقال حساب “معتقلي الرأي” الشهير على “تويتر”: “تأكد لنا اعتقال الدكتور علي التواتي القرشي؛ على خلفية اتهامه بمهاجمة دولة الإمارات، عبر تغريداتٍ نشرها على حسابه في تويتر”.

وكان الحساب ذاته، قد ذكر في وقت سابق، وجود أنباء عن استدعاء “القرشي” من قبل السلطات السعودية؛ من أجل التحقيق معه بخصوص بعض تغريداته”.

و”القرشي” هو محلل سياسي واقتصادي سعودي شهير، وكذلك هو مؤلف وكاتب رأي في صحيفة “عكاظ” المقربة من الديوان الملكي.

من جانبه، علق الصحفي السعودي المعارض، تركي الشلهوب، على تلك الموجة من الاعتقالات، بقوله: “المجرم ابن سلمان زاد من وتيرة الاعتقالات في الأيام السابقة، مجموعة كبيرة من العلماء والأكاديميين تعرضوا للاعتقال والإخفاء دون سبب أو مبرر”.

بينما قالت الأكاديمية السعودية المعارضة بالخارج، حصة الماضي: “سيستمر القمع والاعتقال في ظل صمت الشعب”.

وأضافت “الماضي” في تغريدة منفصلة: “السلطة السعودية تختطف المواطن وتخفيه وتنكر وجوده لديها حتى تتذلل أسرته في السؤال عنه ثم يأتي الاعتراف بوجوده لتسجل مكرمة لها وهذا بسبب عدم وجود مؤسسات مجتمعية لتحاسب هذه السلطة القمعية”.

في حين أكدت مؤسسة “ذوينا” لمناصرة معتقلي الرأي وعوائلهم أن “الاعتقالات المستمرة التي تشهدها المملكة، تزيد من القلق والتوتر في حياة المجتمع، وسط مخاطر وقوع أبرياء ضحايا للاعتقالات المتكررة، الحرية لكل المعتقلين الذين دخلوا المعتقلات بلا ذنب أو جريرة”.

فيما قال حساب “معتقلي الرأي” الشهير عبر “تويتر”: “الحرية لعشرات الناشطين والمغردين الأحرار، الذين اعتقلتهم السلطة وغيبتهم في سجونها، دون أن يعلم بهم أحد”.

بينما ذكرت الناشطة السعودية المعارضة، نور الحربي، أن تلك الاعتقالات جاءت بسبب انتقاد هيئة الترفيه، مضيفة بقولها: “دولة ابن سلمان تعتقل المواطنين، حمايةً لدولة الإرهاب”، تقصد دولة الإمارات.

فيما قال حساب “سماحة الشيخ” الشهير عبر “تويتر”: “حكايةٌ مؤلمة من الانتهاكات لم تنتهي فصولها بعد، سقف الحرية هو عدم الاعتداء المعنوي أو المادي على الآخرين. مؤسف ومحزن جدًا؛ أن تقرأ خبر؛ استدعاء، أو اعتقال، أو سجن شخص ما لمجرد أنه عبر رأيه!”.

بينما علق حساب “محقق خاص” الشهير عبر “تويتر” على تلك الموجة بتذكير السلطات السعودية بالمادة التاسعة من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، والتي تنص على: “لا يجوز اعتقالُ أيِّ إنسان أو حجزُه أو نفيُه تعسُّفًا”.

وقال المحامي والحقوقي السعودي البارز، يحي العسيري، معلقًا على اعتقال “الفالح”: “الدكتور  #عامر_متروك_الفالح معتقل لدى أمن الدولة في استمرار لسلسلة الاعتقالات التي تمارسها السلطات السعودية! والده هو الإصلاحي الكبير متروك الفالح. كل التضامن مع المعتقل ووالده ووالدته وزوجته وأسرته”.

 

– “كوشنر” يحلب “ابن سلمان” من جديد:

أفادت صحيفة “نيويورك تايمز”، السبت، بأن “جاريد كوشنر”، مستشار وصهر الرئيس الأمريكي السابق “دونالد ترامب” يتطلع إلى جمع مليارات الدولارات من أجل شركته الاستثمارية الجديدة؛ حيث بدأت أنظاره تتجه نحو الشرق الأوسط، وتحديدا السعودية.

وأورد تقرير للصحيفة الأمريكية أن “الخطوات التي يقوم بها كوشنر تثير دهشة الدبلوماسيين” وأن “السعوديين أكثر اهتماما” بالاستثمار معه من خلال صندوق الاستثمارات العامة للمملكة، الذي يبلغ حجم أصوله نحو 450 مليار دولار.

ونقلت الصحيفة عن مصادرها أن مفاوضات تجري بين “كوشنر” ومسؤولين سعوديين يُتوقع أن تفضي “لاستثمار كبير”.

ورغم رفض “كوشنر” الكشف عن التفاصيل في اتصال مع الصحيفة، إلا أن مصدرا مطلعا قال إنه “يأمل في جمع مليارات الدولارات بحلول أوائل العام 2022”.

وفي السياق، نقلت الصحيفة عن مصدر مطلع أن قطر “رفضت الاستثمار في شركة كوشنر الجديدة”، وكذلك فعلت الإمارات؛ “حيث ترى فيه حليفا، لكن سجله في مجال الأعمال” لم يكن مبهرا كفاية للاستثمار في شركته.

وخلال رئاسة “ترامب” (يناير/كانون الثاني2017-يناير 2021)، استطاع “كوشنر” بناء علاقات صداقة شخصية مع ولي العهد السعودي الأمير “محمد بن سلمان”، ودعم حكام الإمارات في نزاعهم مع قطر، وساهم في بناء علاقات بين دول خليجية وإسرائيل.

كما لعب دورا قياديا خلال تواجده في البيت الأبيض في الدفاع عن “بن سلمان” بعدما خلصت وكالات استخبارات أمريكية إلى أن الأخير أمر بقتل الصحفي السعودي “جمال خاشقجي”.

يذكر أن “كوشنر” هو قطب عقارات ثري تزوج عام 2009 من ابنة “ترامب” (إيفانكا) التي اعتنقت اليهودية من أجله، وقبل دخوله البيت الأبيض كمستشار لـ”ترامب”، كان يكرس وقته لعمله في مجال العقارات ولصحيفته “ذي نيويورك أوبزرفر” التي اشتراها عام 2006.

وقال الصحفي السعودي المعارض، تركي الشلهوب: “الإمارات وقطر رفضوا تمويل شركة كوشنر، وحده القاتل المختل سيرضخ ويعطي الأموال وهو صاغر، لأنه مدينٌ لكوشنر بأن غطى على جريمة اغتيال خاشقجي”.

وتابع “الشلهوب” في تغريدة أخرى: “كوشنر يطلب أكثر من 2 مليار دولار لشركته، وابن سلمان على استعداد لدفع هذا المبلغ لاستمرار التغطية على جرائمه”، متابعًا: “ابن سلمان، يرفع الأسعار والضرائب على الشعب، ويمنح الصهيوني كوشنر المليارات”.

في حين قالت الأكاديمية السعودية المعارضة، حصة الماضي: “قالها ترامب من قبل، السعودية بقرة حلوب، وها هو الأحمق محمد بن سلمان سيدعم كوشنر من مال الشعب لذلك الشعب يريد إسقاط النظام السعودي”.

فيما قال حساب “محقق خاص” الشهير عبر “تويتر”: “يبدو أن أمير نيو جيرسي جاريد كوشنر على وشك أن يحصد ثمار حمايته لقاتل وحشي مثل ابن سلمان، وقد يحصل على شيك ضخم من أصدقائه السعوديين لتمويل صندوق استثمار غير واضح في صفقة غير واضحة”.

وعلقت الناشطة السعودية المعارضة المقمية بلندن، علياء الحويطي: “ابن سلمان يمول حملة ترامب الانتخابية عن طريق كوشنر!”، متابعة بقولها: “يريد الاستمرار بالنشر والسجن وقيادة الأمه نحو القاع! ولنعرف شهية مبس المفتوحة على البلع والسيطرة والتمدد والخلود لن تتوقف، إنما أجلت فقط بتولي بايدن،  والخطط القديمة لاتزال محفوظة على الرف”.

 

– فعاليات موسم الرياض تستفز السعوديين:

أثار حفل موسيقى “الراب” الذي اجتذب مئات الآلاف من الأشخاص في الرياض رد فعل كبير على وسائل التواصل الاجتماعي بسبب انتهاكات حقوق الإنسان في المملكة وكذلك تورط البلاد في الحرب في اليمن.

كما أدان البعض الحدث لعدم وجود تباعد اجتماعي مع استمرار إجراءات الوقاية من الجائحة.

وضم الحفل الذي أقيم الأربعاء مغني الراب الكوبي الأمريكي “بيتبول” الذي دعمه عدد من الراقصين. كما تضمن المهرجان عرضًا وفرقًا موسيقية حية وأزياء درامية بالإضافة إلى عرض كبير للألعاب النارية.

أما على الإنترنت؛ فقد استخدم العديد من الأشخاص مقاطع فيديو للحفل لتسليط الضوء على انتهاكات حقوق الإنسان في المملكة، ومقارنتها بنقص الحريات المتاحة للمعارضين والناشطين والمنتقدين.

كذلك تسبب إعلان هيئة الترفيه السعودية عن فعاليات موسم الرياض الجديد ٢٠٢١، والذي بأتي في خضم أزمة اقتصادية تعصف بملايين المواطنين بالمملكة، في حالة غضب عبر مواقع التواصل بالمملكة.

وغرد ناشطون عبر وسم # موسم_الرياض 2021 ليعبروا عن معاناتهم إزاء غلاء الأسعار وفرض الضرائب الحكومية دون مراعاة لأحوال المواطنين الذين يعانون من الفقر والبطالة وغيرهما من الأزمات.

في حين طالب آخرون بإنفاق تلك الأموال التي ستصرف على فعاليات موسم الرياض الجديد على المواطنين الذين يعانون الأمرين نتيجة لسياسة التقشف التي أعلنت عنها الحكومة السعودية بسبب كورونا.

وكانت هيئة الترفيه السعودية أعلنت عن إقامة العديد من الفعاليات والاحتفالات ضمن موسم الرياض ٢٠٢١، في 14 منطقة، وعلى مساحة تتراوح ما بين 4-5 ملايين متر مربع، بحسب رئيسها، تركي آل الشيخ.

كما سيشمل برنامج الموسم على 7.5 ألف يوم فعالية، والتي من بينها 70 حفلة غنائية عربية و6 حفلات غنائية عالمية، بالإضافة إلى 350 عرضًا مسرحيًا.

وعلق حساب “حقوق الضعاف” الشهير عبر “تويتر” على تلك الفعاليات بقوله: “#موسم_الرياض يهدم التراث الأصيل، متى كانت عاداتنا وتراثنا بهذه السخف والوضاعة؟! والمؤلم أكثر أن الفعالية أسمها “قرية زمان”!”.

فيما قال الصحفي السعودي المعارض، تركي الشلهوب: “بيكا وشاكوش، هؤلاء ممنوعون من الغناء في مصر بقرار من نقابة الفنانين، تركي آل الشيخ يستضيفهم ويصفهم بالنجوم”.

وقال حساب “سماحة الشيخ” الشهير عبر “تويتر”: “٢٤٠ مليار ريال تحل مشاكل كثيرة من الشعب مثل مشكلة الفقر والبطالة والإسكان ومشكلة مباني المدارس لوزارة التعليم، وتحل مشاريع المدن والمستشفيات الصحية المتعثرة بأنحاء المملكة، ومشاكل البنية التحتية في مدن كثيرة، لكن ابن سلمان رفض جميع ذلك لينشر الفساد بذريعة الترفيه ليثبت حكمه”.

وذكر حساب “محقق خاص” الشهير عبر “تويتر” أنه “في عهد ابن سلمان، خفضت المملكة بشكل كبير عدد الحجاج والمعتمرين بحجة كورونا، لكن المستغرب أنها أطلقت الحفلات الغنائية الماجنة بموسم الرياض وقد غابت الكرونا هناك”.

وتابع الحساب بقوله: “ميزانية الترفيه تكفي لتوظيف أكثر من 285000 مواطن، براتب قدره 7000 ريال، لمدة 10 سنوات!”.

فيما قالت الناشطة السعودية المعارضة، نورة الحربي: “تطبيل وتبرير عضو هيئة كبار العلماء سعد الشثري، على سؤال مذيع قناة العربية حول الفساد الذي في موسم الرياض؛ مثل البوليفارد وغيرها”.