هيئة التحرير
خاص: العهد الجديد انقلب على كل السياسات والتوازنات السابقة المعهودة في السعودية داخليا وخارجيا، ولكن هذا الانقلاب تمكن فقط من تغيير تراتيب الحكم ليكون بن سلمان ملكا بعد والده، أما ما سوى ذلك فلم يتحقق إلا الفشل.
فعلى المستوى السياسي تعاني السعودية مع بن سلمان عزلة لم يسبق لها مثيل، وفقدت التعاطف في كل العالم الإسلامي، وفرطت سعودية مبس في ريادتها للعالم الإسلامي بالحرب على الدين واعتقال العلماء ودعم الطغاة المجرمين القتلة كالسيسي وبشار وحفتر.
كما تخلت السعودية عن أهم حليف عسكري وهو باكستان وباعته للهند، وعادت كل الأطراف الفلسطينية وتقاربت مع الصهاينة، وخسرت الشعب اليمني، وجاملت حكومة الصين على حساب قضية الإيغور، وقاطعت قطر، وقاطعت المنتجات التركية، وصمتت عن العهر الفرنسي تجاه نبينا.
وعلى المستوى الاقتصادي فنشهد أكبر فشل اقتصادي في تاريخ المملكة، ورؤية 2030 أصبحت ميتة دماغيا، وشعار أكبر اقتصاد لا يصدقه أحد، والشعب لا يرى إلا بطالة تزداد وفقر يتضخم والاحتياطي يتبخر وميزانيات مليارية لا يحس بها المواطن ولا يلمسها.
وفوق هذا كله، فشلت الحكومة السعودية ودول الإقليم في ملف الثورات المضادة وسحق الإسلاميين، وبدأنا نشهد بداية انهيار جدار الثورات المضادة في ليبيا وتونس واليمن والشمال السوري.
والنتيجة: أن كل ما سبق أدى إلى تعاظم الدور التركي في الشرق الأوسط وأفريقيا، وأصبحت تركيا هي رائدة العالم الإسلامي.
ولذا فهناك قلق صهيوني أمريكي أوروبي من تنامي الدور التركي في المنطقة؛ لذا فإن من المتوقع أن تعيد إدارة بايدن النظر في الملفات الفاشلة التي أشرنا إليها من أجل محاصرة النفوذ التركي في المنطقة وتحجيمه، ومن أهم وسائل ذلك: استدراك الخطـأ الذي حصل بتجريد السعودية من أي بعد إسلامي وديني، والسماح لها سابقا بسحق الإسلاميين.
وهذا التموضع الجديد يستدعي التحاور مع الإسلاميين، وأن تعود السعودية مرة أخرى للمتاجرة بالبعد الإسلامي والديني، وهذا الدور يحتاج إلى شخصية سياسية ذكية لم تتورط إلى حد الاحتراق في محاربة الدين والإسلاميين.
ولهذا فالسؤال المهم: هل ترى أمريكا أن محمد بن سلمان يمكنه أن يقوم بهذا الدور؟!