شارك ناشطون على تويتر، في حملة أطلقتها منظمات حقوقية مستقلة، الأحد 4 أبريل/نيسان 2021، للتضامن مع المعتقلين الفلسطينيين في السعودية، بمناسبة مرور عامين على اعتقالهم في أبريل/نيسان 2019، داعين الملك سلمان بن عبد العزيز للتدخل.

وتحدث ناشطون عبر مشاركتهم في وسمي #الحرية_للمعتقلين_الفلسطينيين_في_السعودية، و#الحرية_للخضري، عن معاناة الفلسطينيين في سجون السعودية والانتهاكات التي يتعرضون لها، مطالبين بإطلاق سراحهم فورا دون شرط أو قيد.

وذكر ناشطون أن المعتقلين يعانون من أوضاع احتجاز سيئة، وتدهور في حالتهم الصحية، بسبب ضعف الإمكانات الطبية داخل المعتقلات السعودية في تلبية حاجاتهم للعلاج والدواء خاصة أن بعضهم يعاني من أمراض مزمنة ومستعصية.

وبرز حديث الناشطين عن القيادي في حركة “حماس”، محمد الخضري، المعتقل في سجون السعودية هو ونجله، رغم أنه كان مسؤولا عن إدارة “العلاقة مع المملكة على مدى عقدين من الزمان”، بحسب ما أعلنته حماس -التي تقلد فيها مواقع قيادية عليا-.

وتداول الناشطون صورا لوقفات احتجاجية سابقة نظمها فلسطينيون في قطاع غزة، لمطالبة السلطات السعودية بالإفراج عن أبنائهم الموقوفين بالمملكة، تخللها إضاءة للشموع ورفع لافتات تدعو الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده محمد بن سلمان للإفراج عنهم.

وكانت السلطات السعودية شنت حملة اعتقالات واسعة منذ مطلع 2019 طالت عشرات الفلسطينيين المقيمين بالمملكة منذ عشرات السنين، أو يترددون عليها، بدعوى اتهامهم بالارتباط بالمقاومة الفلسطينية

وقدرت منظمات حقوقية بارزة أعدادهم بـ60 شخصا، إلا أن تقديرات أخرى أكدت أن الرقم يفوق ذلك بكثير، لكن المنظمات أجمعت على تعرض الفلسطينيين المعتقلين، لانتهاكات جسيمة بداية من ظروف اعتقالهم ومحاكماتهم الجماعية والأحكام الصادرة بحقهم.

 

خطيئة سعودية

وسخر ناشطون من التهم التي تم بموجبها اعتقال الفلسطينيين بالمملكة، مؤكدين أن الاعتقال يفتقر للمسوغ القانوني شكلا ومضمونا، ويعتبر تجاوزا إنسانيا منافيا لقيم الإسلام والإنسانية والعروبة، ويناقض تاريخ السعودية ودورها.

وقال المتحدث باسم حماس، سامي أبو زهري: إن “اعتقال عشرات الفلسطينيين على خلفية تقديم الإغاثة لغزة هو خطيئة بحق الأمة الإسلامية، ويجب الإفراج عن المعتقلين”.

وتساءل الكاتب والمحلل السياسي والخبير في الشأن الأمني عبد الله العقاد: “بأي ذنب تلقون في سجونكم خيرة الرجال، وبأي جريرة يبقون فيها، وبأي جريمة يقمعون قهرا..؟! ثم ها أنتم تعرضون وتعرضون، أما يكفيكم هذا الذي ألحقتم به أنفسكم من مساءة في الآخرين..!”.

وتساءل المغرد ميدو: “ماذا تستفيد السعودية من اعتقال أفراد شعب يعاني منذ عقود طويلة من ظلم وحصار وقتل وتشريد وسجون في سبيل تحرير وطنه؟”.

 

مناشدة الملك

وناشد ناشطون الملك سلمان لتصحيح المسار والإفراج الفوري عن المعتقلين الفلسطينيين، ومطالبات للسلطات السعودية بالتراجع عن انتهاك حقوقهم.

وأشار الصحفي محمد التقية، إلى أن عشرات الفلسطينيين في المملكة معتقلين “بلا تهمة، بلا محكمة، بلا إنسانية، بلا عدل، وبكل عار بسبب وفائهم لبلاد الحرم الثالث!”، معتبرا ذلك: “مهزلة مضى عليها سنتان، ويجب التراجع عنها وتصحيح المسار والإفراج عن المعتقلين”.

ودعا المغرد إبراهيم المدهون، الملك سلمان للإفراج عن الفلسطينيين المعتقلين بالمملكة، “مع اقتراب شهر رمضان الخير، ومرور الذكرى السنوية الثانية لاعتقالهم”.

 

معاناة الخضري

وتحدث ناشطون عن معاناة محمد الخضري داخل السجون السعودية من تدهور لحالته الصحية وعدم توفير الرعاية الطبية اللازمة له، مؤكدين أن كل المعتقلين يعانون من ظروف اعتقال قاسية وغير إنسانية.

وكانت مي الخضري، قد كشفت مؤخرا أن والدها مقيد في مستشفى السجن بالمملكة، برفقة شقيقها هاني، دون توفير العلاج والمكان المناسب المهيأ لعلاجه.

وقالت إن والدها “لم يأخذ العلاج المناسب لعلاجه من الورم السرطاني، وجسمه لا يستجيب لأي علاج للسرطان تعطيه إياه سلطات السجن”، مطالبة بتوفير استشاري طبي والعلاج المناسب له سواء الإشعاعي أو الكيماوي، وذلك خلال حديثها مع “المركز الفلسطيني للإعلام”.

وأوضحت “مي” أن “الورم السرطاني كبير ويتضخم، ويجب توفير علاج فوري لوالدها؛ وإلا ستخسره لا قدر الله”، معربة عن أسفها عدم توفير طبيب واستشاري متخصص لعلاجه في مستشفى السجن، مؤكدة أن أمراض والدها تفاقمت منذ اعتقاله.

وحذر رئيس مركز كرامة للحقوق والحريات، من أن “الخضري سيفقد حياته بأي لحظة!، ولا يزال معتقلا بسجون السعودية في ظروف قاسية دون تهمة”.

ولفت المغرد رأفت موراح، إلى أن امتناع السلطات السعودية عن الإفراج العاجل عن جميع المعتقلين الفلسطينيين في السعودية يفاقم الأزمة ويعقد المعالجة ويسيء للعلاقات بين فلسطين والسعودية ويزيد من معاناة المعتقلين.

وأشار الدكتور محمد ناصر، إلى أن ظروف اعتقال الفلسطينيين في السعودية صعبة وقاسية وهناك تقارير مقلقة عن أوضاعهم الصحية، مطالبا السلطات السعودية بسرعة الإفراج عن المعتقلين كونهم لم يرتكبوا أي تجاوز ووجودهم على أرض المملكة قانوني.

وأكد أن “المستفيد من اعتقال السعودية للفلسطينيين هو الاحتلال الصهيوني”.