لأول مرة وفي سابقة رأى كثيرون أنها تمهد لتطبيع العلاقات رسميا، عزف النشيد الوطني الإسرائيلي بالعاصمة السعودية الرياض، في 11 يوليو/تموز، وذلك على هامش بطولة العالم لكرة القدم الإلكترونية.

ونشر إعلاميون إسرائيليون عبر وسائل التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو تظهر لقطات للاعبين إسرائيليين يرفعون علم الكيان وسط عزف موسيقى ما يسمى “النشيد الوطني الإسرائيلي”، وهو ما أثار موجة غضب واسعة لدى الناشطين العرب.

المنتخب الإسرائيلي وصل إلى السعودية التي لا تقيم علاقات دبلوماسية “رسمية” مع الكيان المحتل في 7 يوليو 2023، عن طريق دولة الإمارات بجوازاتهم الإسرائيلية، بعد تنسيق مع الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، المسؤولة عن الحدث.

 

رفض شعبي

واستنكر ناشطون عبر تغريداتهم على حساباتهم الشخصية ومشاركتهم في وسم #الشعب_يرفض_التطبيع_الرياضي، السماح للمنتخب الإسرائيلي بدخول وتدنيس أرض المملكة ومن ثم تعالي أصوات النشيد الإسرائيلي داخل بلاد الحرمين.

وأبدوا امتعاضا شديدا من ظهور العلم السعودي الذي يحمل راية التوحيد إلى جانب علم الكيان الإسرائيلي في حدث رياضي على أرض الرياض، مؤكدين أن الشعب السعودي يرفض أشكال التطبيع كافة مع الاحتلال.

وذكر ناشطون بأن النخب السعودية التي كانت ترفض التطبيع مع الكيان الإسرائيلي وتجاهر برفضها وتستنكر الخطوات كافة التي تتخذها المملكة نحو ذلك، باتوا مغيبين في سجون النظام، مما هيأ الفرصة له لمواصلة مساعيه تجاه التقارب مع تل أبيب.

وصبوا جام غضبهم على ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، كون ما تشهده المملكة من تدنيس بأعلام وحضور الإسرائيليين وأصوات أناشيدهم تحدث في عهده، وعدّوها وصمة عار على جبينه وخيانة لقضايا الأمة العربية والإسلامية وعلى رأسها القضية الفلسطينية.

وتفاعلا مع الأحداث، اعتذر إمام وخطيب جامع الملك عبدالعزيز بالدمام السابق عماد المبيض، للأقصى والفلسطينيين، مؤكدا أن شعب بلاد الحرمين يرفض كل أشكال التطبيع جملةً وتفصيلا، ولا يرضى دخول المحتلين إلى مهبط الوحي وأرض الرسالة.

وعد هاشتاج #الشعب_يرفض_التطبيع_الرياضي الذي صعّده أبناء الشعب السعودي بمثابة استفتاء صريح أظهر الموقف الشعبي الرافض لكل أشكال التطبيع.

وأكد عبدالحكيم بن عبدالعزيز الدخيّل، أن تصدر حملة #الشعب_يرفض_التطبيع_الرياضي الترند في بلاد الحرمين والخليج، رسالة شعبية أخرى برفض تورط النظام السعودي في التطبيع التدريجي.

وأشار صاحب حساب مجتهد فيديو، إلى أن ولي العهد محمد بن سلمان يظن أن التطبيع سيمر مرور الكرام دون أي اعتراض، مؤكدا أن الشعب سيلقنه درسا لن ينساه أبدا.

وقال صاحب حساب سماحة الشيخ: “عزف نشيد الاحتلال في بلاد الحرمين، يعد إنجازا كبيرا لمشروع التطبيع الذي يقوده ابن سلمان لكن هذا ما يريده مبس الصهيوني فقط، فـ#الشعب_يرفض_التطبيع_الرياضي ويؤمن بأن التطبيع خيانة في حق الاسلام والوطن بكل أشكاله.”

 

“وصمة عار”

وأعرب ناشطون عن امتعاضهم ورفضهم لعزف النشيد الوطني الإسرائيلي في حدث رياضي وعدّوه خيانة للفلسطينيين وللأمة بأكملها، صابين جام غضبهم على آل سعود وعلى رأسهم ولي العهد الذي شهد عهده تطبيعا رياضيا مع الاحتلال الإسرائيلي.

الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية حذيفة عزام، أكد أن وقع عزف (هَتِكْڤاه) في الرياض أشد على نفوس أبناء الأمة من عزفه في سائر العواصم.

وقال: “بعد أن عُزِفَ في عدة عواصم عربية، فأدمى قلوبنا، وأشجا نفوسنا، وأصاب كل من بقي في لبه بقية من عزة نفس أو كرامة، أو مروءة أو شهامة، بالغيظ والكمد، ها هو يُعزَفُ في الرياض عاصمة بلاد الحرمين الشريفين!”.

وأوضح عضو حزب التجمع الوطني السعودي المعارض أبو الجوائز المطاميري، أن النظام في السعودية دأب على المراوغة في التعامل مع الملف الفلسطيني.

وقال: “كلما زاد التوجه الشعبي إلى مساعدة فلسطين مدعوما بتوجه العلماء في المملكة زاد النظام في إنشاء منظمات واجتماعات لتهدئة الثورة الشعبية وحتى لا يصل الحال إلى إرسال من يقاتل الكيان كما في عام 1948”.

وأكد فواز بن طلال، أن عزف النشيد الوطني الإسرائيلي في بلاد الحرمين الشريفين وصمة عار في جبين محمد بن سلمان وخيرُ شاهد على خيانته ونذالته.

وأشار الصحفي المعارض تركي الشلهوب، إلى أن نشيد الاحتلال عزف في أرض الحرمين في عهد ابن سلمان، قائلا: “تبًّا لكلِّ متصهينٍ خائن”.

وكتب صاحب حساب خط البلدة: “﴿ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَٰذَا ﴾ للمرة الأولى تتلطخ أرضنا أرض بلاد الحرمين بعزف النشيد الوطني لكيان الاحتلال الإسرائيلي”.

وأكد أحد المغردين، أن من الخزي والعار التي ألحقها آل سعود للإسلام وللأرض المقدسة أن تسمع عُزف نشيد الاحتلال في أرض الحرمين، مشيرا إلى أن كل هذا في عهد صبي الدرعية بن سلمان.

وعدّت شيماء المالكي، عزف النشيد الإسرائيلي في الرياض، خيانة للمبادئ العربية والقيم الإنسانية، متسائلة: “كيف يتجرؤون على ذلك؟”. وأضافت: “يا للعار والخزي! كيف يمكن لآل سعود أن يقبلوا هذا، قائلة: “كفى تجاهلا لصوت الشعب”.

 

تطبيع وتخاذل

وعدّ ناشطون ما حدث في الفاعلية الرياضية من رفع لعلم الاحتلال الإسرائيلي وترديد نشيده الوطني بمثابة دليل دامغ على التطبيع السعودي مع الكيان، محذرين من كون مثل هذه الفاعليات مقدمة لفرض التطبيع واستبقه تحركات من قبل السلطة هيأت له.

وتعجب الكاتب وعضو منظمة العفو الدولية وسام العمري، من أن عَلَم قَتَلَة الأنبياء والأطفال يُرفع لأول مرة في بلاد الحرمين الشريفين.

وتساءل: “أين ذهب المفتي عبدالعزيز آل الشيخ والفوزان وبقية لجنة كبار العلماء؟!، وأين ذهب الرجال الأغيار والشباب الأحرار من أبناء جزيرة العرب من أحفاد عمر وخالد والمثنى ومحمد بن القاسم الثقفي.؟!”

وقال وليد بن ثابت: “يوما بعد يوم يكشف بن سلمان عن خطواته المتسارعة في التطبيع مع الاحتلال والخزي والعار يلاحقه لأنه خان أبناء جلدته وعروبته”.

وعلقت وفاء آل الشيخ، على المقطع الذي وثق رفع علم الكيان المحتل وترديد الفريق الرياضي للنشيد الإسرائيلي، قائلة: “عُزفت المعزوفة التطبيعية والعازف بن سلمان، في الأمس كانوا يدخلون المملكة بحجة السياحة واليوم يقرأون نشيدهم أمام أعيننا متفاخرين به”.

وأشارت نورة الحربي، إلى أن السلطة السعودية لم تسمح فقط بدخول الفريق الإسرائيلي، بل سمحت بحمل علم الكيان والنشيد الوطني لهم، متسائلة: “إذا هذا ليس تطبيعا فماذا تسمونه؟”.

وتساءل حيدر القرشي: “هل هناك دليل أكبر من هذا الدليل على أن آل سعود مطبعين مع الصهاينة منذ وقت طويل؟”.

وعرضت منال الدليمي مقطعا يوثق عزف النشيد الصهيوني في الرياض، قائلة: “عندما يرى الأمريكان والصهاينة تخاذل حكام العرب والمسلمين يفترسون هيكل وكيان الأمة الإسلامية والعرب”.

وحثت على توخي الحذر وردع جميع الحكام الراغبين في توطيد العلاقات مع الصهاينة.

وأكدت جواهر الغامدي، أن من أجل هذه السياسات التطبيعية التي حذر منها علماؤنا الأعلام، اعتقلوهم حتى يسمح لهم بمصافحة اليهود.