خاص: هناك تقارير دولية متداولة عن تعرض السجينات في المعتقلات السعودية السياسية إلى التعذيب بأنواعه، ومنه التحرش الجنسي، والتعذيب معتاد في سجون الظلمة، والاعتداء الجنسي متوقع من الحاكم الحاقد على شعبه كحكم الطوائف والفئات القليلة ضد الأكثرية المستعبدة، لكنه غريب في سياق بلاد الحرمين.
فهي بلاد العرب، وللعرب أخلاق لا يتركونها سواء كفروا أو آمنوا، وهي بلاد فيها روابط قبلية ومناطقية وأسرية؛ ما يجعل الاعتداء على امرأة في الحجاز تبكي منه نجد والشرق، والعدوان على حرة في الجنوب يضج منه الشمال، وقبل ذلك وبعده يرتبط البلد بثقافة دينية في مساجده ومدارسه، فهل من يقوم بهذه الجرائم من أبناء شبه الجزيرة أم مرتزق مستأجر أو لقيط حاقد؟!
وأين هي حكومة تطبيق الشريعة بإعلامها وشيوخها وأمرائها؟! من المؤكد أن القيادات العليا تعلم عن هذه الانتهاكات على أقل تقدير إن لم تكن قد أذنت بها أو أمرت بها؛ لأنها ترى الشعب ملكًا لها، فليس لرجالها قيمة ولا كرامة، ولا لحريمها حرمة أو رعاية، ومن المضحك المبكي أن يستقبل سلمان طفلة في القريات بحنان وأخواتها معتقلات مهانات لمجرد رأي أعلنته إحداهن.
وإنه لحالة مزرية مؤسفة، تبكي منها الجدران الصماء، فما عسى أن يفعل أحرار بلاد الحرمين وهل يقبل منهم الصمت؟! وهل كل من في المؤسسات الأمنية والعسكرية قد فقدوا الشهامة والكرامة فلا يوجد فيهم من يعترض أو يرفض أو يفضح هذه المآسي على الأقل؟ وأين شيوخ الدين وعلماء الإسلام عن الأعراض؟ وأين المدافعين عن حقوق المرأة؟!
إنه عار علينا جميعًا يجب أن نبرأ منه ونعلن رفضنا له، وإذا كانت الأسيرة ليست قريبة لك اليوم فربما تكون قريبة لك غدًا، وحتى لو لم تكن لك قريبة فيكفيك شناعة المفهوم الذي جعلهم يتجرؤون على الفعل السيء، هذا المفهوم الذي يجعلك أنت وما تملك مملوكًا لأي فرد من الأسرة، بل ولأي تابع لها، ولو كان كلبًا أو خنزيرًا، وإنه لعار على تراب شبه الجزيرة العربية أن يمشي عليه قوم رضوا بهذا الذل والمهانة، فيا غيرة الأحرار انتفضي…