وفي حوار مع الوزير على قناة “العربي”، اعتبر أن “إسقاط الحوثيين لطائرة التحالف هو تطور خطير”، موضحاً: “هذا يعني حصولهم على صواريخ أرض جو من إيران”.
وبين الحين والآخر يخرج مسؤولون يمنيون يؤكدون رفضهم لأي حوار مع الحوثيين، قبل إنهاء انقلابهم وتسليم العاصمة صنعاء وسلاحهم للشرعية، وهو ما يرفضه الحوثيون.
سيناريوهات مختلفة
“التهدئة، خاصة في المناطق الحدودية، والتطبيع، مع سيطرة الحوثي على مختلف مناطق شمال البلاد”، هذا ما يراه المحلل السياسي اليمني ناصر الماوري، كسيناريو متوقع للمحادثات الجارية.
وفي تصريح لـ”الخليج أونلاين”، يرى الماوري أن سيناريو آخر يمكن الحديث عنه، بأن الحوار بين الطرفين قد يشمل إبرام تفاهمات تفضي إلى صيغة مماثلة لاتفاق الرياض؛ “أي ترتيبات يمنية – يمنية تشمل مصالحة وتؤدي إلى سلطة توافقية في البلاد”.
ويرى أن هذا السيناريو “كانت تتضمّنه المقترحات السياسية لحل الأزمة برعاية الأمم المتحدة على مدى السنوات الماضية، وكان الطرفان – الحكومة والحوثيون- متفقَين عليها من حيث المبدأ، ويختلفان في التراتبية الخاصة بأي الترتيبات يتم البدء به، الأمنية أم السياسية”.
ويشير إلى أن الحوثيين “يصبون جهودهم السياسية على كل ما يمكن أن يؤدي لوقف العمليات العسكرية للتحالف، والاعتراف أو التطبيع بصورة أو بأخرى مع سيطرتها على أغلب مناطق شمال البلاد”.
محادثات قديمة
ولعل تصريحات الوزير السعودي واعترافه بوجود محادثات، وإن كانت ليست جديدة، لكنها كانت تخرج ضمن تسريبات لوكالات عالمية، دون تصريحات من قبل السلطات السعودية أو مسؤولي الحوثي، إلا في الآونة الأخيرة.
في مارس 2018، كشف دبلوماسيون يمنيون عن وجود مباحثات سرية تجري بين السعودية ومليشيات الحوثي في سلطنة عُمان، دون علم الحكومة الشرعية.
ووفقاً لوكالة “رويترز” فإن المباحثات السرية في سلطنة عُمان بدأت مطلع 2018، ويعقد الطرفان لقاءات متواصلة لبحث وقف الحرب في اليمن، بعد فشل عقد جلسات مشاورة بين الحكومة الشرعية والحوثيين منذ أكثر من عامين.
وكانت تلك المحادثات بدفع أمريكي للسعودية لإجراء مباحثات مع الحوثيين، في إطار الضغوط المستمرة من قبل الكونغرس على إدارة الرئيس دونالد ترامب، بشأن وقف المساعدة العسكرية الأمريكية للسعودية في حرب اليمن.
وفي 9 سبتمبر 2018، كشف ديفيد شينكر، مساعد وزير الخارجية الأمريكي للشرق الأدنى، لأول مرة، عن محادثات ستجري مع الحوثيين بشكل مباشر، معلناً أنها بهدف إيجاد حل مقبول من الطرفين للحرب اليمنية.
أكثر انفتاحاً
يرى الناشط السياسي عبد الله الأحمدي، أن المملكة “وجدت نفسها مستضعفة على مستوى غير مسبوق”، مشيراً إلى أن كل ما يمكن أن تفعله في الوقت الراهن “التوقف عن قصف الحوثيين والإسراع في المحادثات”.
وأكد أن السعودية في الآونة الأخيرة “تبدو أكثر انفتاحاً على نوع من التعايش مع الحوثيين في شمال اليمن وذلك من خلال افتكاك السيطرة عليهم من إيران، وبعد توقيع اتفاق الرياض بين الحكومة والانتقالي الجنوبي الموالي للإمارات”.
وأضاف، في حديثه لـ”الخليج أونلاين”، أن السعودية بدت “على استعداد للانتقال إلى المرحلة التالية من حربها الدموية في اليمن، وبدلاً من القتال لتحقيق ما جاءت لأجله من استعادة صنعاء من الحوثيين وإعادة الشرعية، ها هي تحاول إقناع الحوثيين بقطع العلاقات مع منافستها الإقليمية إيران، وإعطائهم شمال البلاد بالمقابل”.
ويؤكد أن ما يريده الحوثيون “هو شرعية موقفهم الاستراتيجي الجديد في اليمن، وهو ما ينبغي ذكره حسب رأيهم في اتفاقية مماثلة لتقاسم السلطة تضمن حصتهم في نظام جديد شبيه بالاتحاد يضم حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي والانفصاليين في الجنوب”.
5 سنوات من الحرب
ويعيش اليمن على وقع أسوأ أزمة إنسانية في العالم بعد 5 سنوات من الحرب بعد تمرد الحوثيين وسيطرتهم بقوة السلاح على عدد من المناطق من بينها العاصمة صنعاء.
وقتل آلاف المدنيين وبينهم مئات الأطفال، وأصيب عشرات آلاف بجروح، وانهارت قطاعات الصحة والتربية والاقتصاد وغيرها، خصوصاً في أعقاب تصاعد النزاع في مارس 2015 مع تدخل السعودية على رأس تحالف عسكري لوقف تمدّد المتمرّدين المقرّبين من إيران.
ويسيطر الحوثيون اليوم على صنعاء وغالبية مدن الشمال والغرب والوسط، بينها الحديدة المطلّة على البحر الأحمر، معتمدين على خبراتهم في القتال في المناطق الجبلية والأسلحة التي استولوا عليها من الجيش ومن دعم إيراني بالسلاح والعتاد، في حين تتعمّق الأزمات الاجتماعية والاقتصادية والإنسانية في هذا البلد.
وشارك المتمردّون، إلى جانب الحكومة اليمنية، في محادثات عديدة برعاية الأمم المتحدة، آخرها في السويد في ديسمبر 2018، لم تؤد إلى وضع حد للحرب المدمرة.
وتشير الأمم المتحدة إلى أن في اليمن 3.3 ملايين نازح، فيما يحتاج 24.1 مليون شخص، أي أكثر من ثلثي السكان، إلى مساعدة.