كشفت وكالة “بلومبرغ” الأمريكية عن السبب وراء عزوف السعودية عن تقديم يد المساعدة للبنان في ظل الاحتجاجات التي تشهدها، كما فعلت من قبل مع السودان.
وأشارت الوكالة في تقرير لها إلى أن النشرة الأسبوعية للحكومة السعودية خلت من الحديث عن البلد الذي طالما مارست فيه المملكة تأثيرا مهماً ولعقود، هو لبنان، فيما اهتمت بتهنئة الإمبراطور الياباني على تسلمه العرش!
وأوضحت الوكالة أن ذلك الصمت بدا في إطار قاعدة معروفة لـ “نابوليون بونابارت” مفادها: “لا تتدخل عندما يكون عدوك يدمر نفسه”، في إشارة إلى “حزب الله”، المدعوم إيرانيا، وصاحب النفوذ الكبير بالحكومة اللبنانية.
ونقلت “بلومبرغ” عن مسؤول خليجي (لم تسمه) تأكيده على أن الصمت الرسمي السعودي مقصود حتى في الوقت الذي أشاد فيه المعلقون والقنوات التليفزيونية السعودية بالمحتجين.
وفي نفس السياق؛ أكد مسؤولان آخران أن دول الخليج لا ترسل المساعدات إلى بيروت لئلا يذهب المال إلى حزب الله من خلال الحكومة.
ورأى مدير معهد المشرق في بيروت “سمير غانم”، أن احتجاجات لبنان جاءت بمثابة “هدية من السماء” للسعودية التي تخوض حربًا بالوكالة مع إيران، مضيفًا: “من الواضح أن حزب الله هو الخاسر الأول، وأي محاولة من قوة إقليمية اختطاف الحركة (الاحتجاجية) فإنها ستقسمها بناء الخطوط الطائفية”.
وعن السبب الثاني لعدم وقوف الحلفاء الخليجيين موقف المتفرج على أحداث لبنان التي دخلت أسبوعها الثاني، هو نابع من عدم تنفيذ “الحريري” أية إصلاحات تطالب بها الدول المانحة قبل توفير الأموال التي تم التعهد بها في مؤتمر المانحين عام 2018.
وفشلت محاولات “الحريري” الحصول على دعم مالي من الإمارات قبل اندلاع الاحتجاجات في لبنان، إذ زار أبوظبي وعاد فارغ اليدين.