منذ تأسيس مؤسسة مسك الخيرية عام 2011، أعلنت أهدافها بتبني الشباب السعودي وتنمية مهاراتهم القيادية، لكنها في الحقيقة ذات أدوار أمنية، تقطر منها الدماء تحت غطاء العمل الخير.

وعمد ولي العهد الأمير محمد بن سلمان على توظيف مؤسسة مسك كـ(أداة ناعمة) للسيطرة على الشباب، كما عمد على توظيف الجواسيس والهكرز وتعقب المعارضين واغتيال بعضهم.

وتأسست المؤسسة عام2011 ويرأس مجلس إدارتها بن سلمان وتعمد على التشجيع على التعلم وتنمية المهارات القيادية وتعزيز مواهبهم.

لكن الحقيقة أن مجموعة من أخطر المجرمين المتورط بجرائم قتل وتقطيع وتعذيب تقود هذه المؤسسة، أبرزها بدر العساكر لااالمتورط بجريمة قتل وتقطيع جمال خاشقجي، وتجنيد الجواسيس لاصطياد الناقدين والمعارضين.

وجند العساكر أخطر جاسوسين في تاريخ “تويتر” أحمد أبو عمو وعلي آل زبارة.

ىوكذلك بدر الكحيل مسؤول حفلات ابن سلمان الماجنة، وعلي آل زبارة الرئيس التنفيذي لمركز المبادرات الذي يمارس أدوار قذرة لإسقاط عشرات الألاف من الشباب.

كما عمل على استقطاب وتجنيد عدد كبير من المشاهير الشباب لتجنيدهم للحظة المناسبة التي سيقفز فيها ابن سلمان لخط خلافة العرش؛ بهدف تلميع صورته والترويج لسياساته وخططه.

ومن هؤلاء أيضا سعود القحطاني الذى عمل بهدوء بعيدا عن الأنظار، وفق أسلوب الدرباوية.

 

سمعة مشوهة

الحقيقة في مؤسسة مسك أنها مؤسسة لا خيرية، وتلقت عدت ؤصفعات موجعة منها المقاطعة وانسحاب شركاءها الدوليين من الاتفاقيات الموقعة معها، مثل “يونسكو” .

وسبتمبر الماضي، وجه الادعاء العام في سان فرانسيسكو غربي الولايات المتحدة لائحة من 7 تهم إلى المواطن السعودي أحمد أبو عمو المتهم في قضية التجسس على تويتر لصالح السلطات السعودية.

ومن ضمن التهم الموجهة إلى أبو عمو : العمل بصفة عميل لدولة أجنبية دون إخطار وزارة العدل الأميركية، وغسيل الأموال، والتلاعب بالأدلة.

ودفع أبو عمو وهو قيد الحبس في الولايات المتحدة، ببراءته من التهم الموجهة له، مما يمهد الطريق أمام محاكمته.

وتشير الدعوى إلى قيام أبو عمو إلى جانب مواطنه علي الزبارة الموظف السابق في تويتر بتقاضي أموال من مسؤول سعودي رفيع المستوى للوصول إلى الأنظمة الداخلية لتويتر، وتعقب معارضين وكشف عناوينهم وأرقام هواتفهم.

ويواجه المتهم السعودي في حال إدانته، السجن 20 عاما، وغرامة قد تتجاوز 600 ألف دولار.

 

اختراق وتجسس

وكشف كتاب “الدم والنفط” نقلا عن سجلات رسمية لمكتب التحقيقات الفدرالي الأميركي “إف بي آي” (FBI) كيف اخترق بدر العساكر تويتر بمساعدة أحمد أبو عمو وعلي الزبارة.

وأوضح الكتاب الذي ألفه كل من برادلي هوب وجاستين تشيك، وهما من مراسلي صحيفة وول ستريت جورنال، أن “إف بي آي” والاستخبارات الأميركية رصدا مكالمات بدر العساكر مع أحمد أبو عمو وعلي آل الزبارة، وأبلغا تويتر عن ممارساتهم المتعلقة باختراق بيانات المستخدمين.

وورد في الكتاب أن القنصل السعودي في لوس أنجلوس ساعد، بأوامر من العساكر، في تهريب الزبارة إلى الرياض اليوم التالي للتحقيق معه ووقفه عن العمل في تويتر.

وقررت وزارة العدل الأميركية -وفق الكتاب- عدم الإفصاح عن اسم العساكر حتى تكتمل التحقيقات، بالتزامن مع بدء الجلسات رغم حصولها على كل المعلومات المتعلقة بالقضية.

وكشف مؤلفا “الدم والنفط” أن العساكر وجه طلبا لأبو عمو من أجل كشف هوية صاحب الحساب المعروف بـ “مجتهد”.

وأضافا أن الزبارة حصل على بيانات حساب “مجتهد” الشهير وموقعه ورقم هاتفه، ومعلومات عن العديد من النشطاء وأعضاء في الأسرة المالكة.

كما كشف الكتاب عن صرف العساكر مبلغ 300 ألف دولار لأبو عمو عن طريق حساب في لبنان مقابل خدماته.

والزبارة مطلوب لدى مكتب التحقيقات الفدرالي الأميركي بوصفه عميلا غير مسجل يعمل لصالح حكومة أجنبية.

إذ صدر بحقه في 5 نوفمبر/تشرين الثاني 2019 مذكرة اعتقال فدرالية من مكتب التحقيقات الفدرالي، وذلك بعد توجيه التهمة له بالعمالة لصالح الحكومة السعودية.

ويوضح مكتب التحقيقات أن المعلومات تفيد بأن الزبارة اشترك في عام 2015 في مخطط للاستيلاء على البيانات السرية للمستخدمين في موقع “تويتر”، وهي جزء من ملكية الشركة الأميركية “تويتر”، وذلك من أجل توفيرها لصالح السعودية.

وبحسب بيان “إف بي آي” فإن البيانات المسروقة تتضمن عناوين البريد الإلكتروني وأرقام هواتف وعناوين بروتوكول الإنترنت الخاصة بمعارضين سعوديين، ومنتقدين لحكومة الرياض وأشخاص آخرين.