ما هو الثمن المفترض أن تدفعه إسرائيل مقابل التطبيع مع السعودية، والذي إذا ما تحقق سيغير المعادلة في الساحة العربية والإيرانية.. هكذا تحدث الكاتب الإسرائيلي المخضرم “عكيفا ألدار”، عن المصالحة السعودية الإيرانية.

ونقل ألدار، وهو الرئيس السابق لمكتب صحيفة “هآرتس” بواشنطن، عن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو المتهم بالفساد، الأسبوع الماضي، وهو يقول: “لا يوجد أوهام لدى القيادة السعودية بخصوص من هم الأعداء والأصدقاء بالنسبة لهم”.

ولفت إلى أن صحفي إسرائيلي مبتدئ كان سيسأل نتنياهو: “إذا كان الأمر هكذا (الأعداء هم الإيرانيون والأصدقاء هم الإسرائيليون)، سيدي رئيس الحكومة، لماذا إذن يفضل ولي العهد محمد بن سلمان دعوة العدو الإيراني لرفع علم في الرياض، ويبعد المغازل الإسرائيلي من العاصمة السعودية؟”.

ونوه في مقال نشرته “هآرتس” إلى أن “نتنياهو يدرك أن التطبيع مع السعودية، سيؤدي إلى إنهاء النزاع العربي-الإسرائيلي، بل هو يعرف أن التطبيع مع السعودية، يمكن أن يمهد الطريق لمحادثات مع الفلسطينيين”.

وأضاف: “منذ فترة طويلة لم نسمع من نتنياهو أقوال حقيقية ودقيقة تماما، لكن العلاقات الدبلوماسية مع دولة النفط الغنية يمكن أن تغيير المعادلة في الساحة العربية والفلسطينية وفي الساحة الإيرانية أيضا، ولكن يجب الدفع، الثمن مذكور في مبادرة السلام العربية من مارس/آذار 2002، التي مر على ولادتها في الشهر الماضي 21 عاما”.

وقال ألدار: “في مقابل التطبيع مع جميع الدول الإسلامية، مطلوب من إسرائيل أن تسمح بإقامة دولة فلسطينية على كل الأراضي التي احتلها في 1967 (مع تبادل للأراضي) وحل متفق عليه لمشكلة اللاجئين”.

وتابع: “المبادرة يمكن أن تحصل على مصادقة مطلقة في مؤتمر القمة العربية الذي سينعقد في الشهر المقبل في الرياض”.

وذكر أن “العلاقة بين السعودية وإيران ليست قصة غرام”، ونقل عن المستشرق ماتي شتاينبرغ قوله لـ”هآرتس”: “نحن نشهد توازنا استراتيجيا بين تنازل السعودية عن مطالبتها بتخلي إيران عن مخزونها النووي وبين تجنب إيران مطالبة السعودية بأن تتنصل من المبادرة العربية”.

وتابع: “إيران يمكنها أن تراهن بأن إسرائيل ستتجاهل المبادرة وستعمق الاحتلال، بدلا من الدفع قدما بالتطبيع مع السعودية والدول العربية الأخرى”، مؤكدا أن “الفراغ الذي تعاني منه القضية الفلسطينية وإبراز مركزية النزاع والمسجد الأقصى في صلبه، كل هذا يخدم طهران”.

وقدر ألدار، أن “اتفاق بروح المبادرة العربية، كان سيجبر إيران على التسليم بالحقيقة المنتهية، فمصلحة إيران في مصالحة مع دول الخليج كانت ستمنعها من تحطيم الأدوات وتؤثر على مواقف حزب الله وحماس والجهاد الإسلامي”.

وأضاف أنه “هكذا بقينا مع بشرى وزير الأمن يوآف غالانت، التي تقول؛ إسرائيل يجب عليها الاستعداد لتهديد أمني حقيقي في كل الساحات في نفس الوقت”.

ولفت الكاتب الإسرائيلي إلى أنه “في عشية يوم الذكرى الـ75 (احتلال فلسطين وقيام دولة الاحتلال)، ستعرف كل أم عبرية أن الحرب الإقليمية ليست قضاء محتوما، وسيعرف كل أب عبري أن السلام الإقليمي ليس حلما خياليا”.