يعتلى محمد بن سلمان الحكم في المملكة العربية السعودية منذ ما يقرب من ستة أعوام، وعد خلالها الشعب السعودي بالانفتاح والرفاهية إلا أن أبناء السعودية لم يروا منه سوى القمع والتنكيل.

 

قدم محمد بن سلمان وعودًا للنساء بالانفتاح والحرية وتظاهر بذلك عبر السماح للمرأة بقيادة السيارة في المملكة وروج له الإعلام كونه الحاكم المتحضر الذي يقدر المرأة.

 

لكن على أرض الواقع فإن المرأة تعاني في عهد محمد بن سلمان سواء كانت ناشطة أو حتى بعيدة عن ميدان العمل السياسي والحقوقي، وقد أظهرت تقارير تساهل حكومي فاضح في المملكة تجاه قضايا العنف في المملكة وهو ما تسبب في استفحال الظاهرة.

 

أما عن النساء الذين حاولوا انتقاد السلطات في السعودية فقد سلط عليهم محمد بن سلمان زبانيته فقاموا باعتقالهم وتعذيبهم وقام القضاء المسيس بالحكم عليهم بسنين مديدة في السجن وأما عن من هم خارج المملكة فلم يسلمن هؤلاء من بطش بن سلمان.

 

القمع مستمر

 

وثقت المنظمة الأوروبية السعودية لحقوق الإنسان استمرار القمع في حق النساء من قبل محمد بن سلمان ورجاله وسلطت الضوء على الحملة التي شنتها الأجهزة الأمنية في المملكة بين شهري مايو ويوليو 2018.

 

كما أكدت التوثيق الحقوقي أن تلك الحملة لا تزال مستمرة والتي يتلوها حالات العنف والتعذيب والأحكام التعسفية لأبرز المدافعات عن حقوق الإنسان، وأكدت المنظمة الحقوقية على عدم وجود أرقام رسمية لأعداد المعتقلات بسبب التعتيم الإعلامي.

 

ورصدت المنظمة استخدام محمد بن سلمان وقضائه لنظام مكافحة الإرهاب ومكافحة جرائم المعلوماتية بشكل سيء بغرض التنكيل بالمعتقلات وهو ما حدث مع المعتقلة سلمى الشهاب التي حكم عليها بـ 34 عاماً.

 

قمع عابر للحدود

 

لا يكتفي نظام محمد بن سلمان بقمع النساء داخلياً بل أصبح القمع لديه عابر للحدود سواء للسعوديات أو حتى من غيرهن طالما ينتقدن الرياض ونظام الحكم فيها، وعلى رأس من تضررن من أفعال محمد بن زايد هي المذيعة في قناة الجزيرة القطرية غادة عويس.

 

استخدم محمد بن سلمان برنامج بيغاسوس للتجسس على المذيعة اللبنانية التي تعمل في قناة الجزيرة القطرية وقام زبانيته بابتزازها من خلال اختراق هاتفها وانتهاك خصوصياتها.

 

كذلك قام الاجهزة الامنية باختراق هواتف كل من الفارسة علياء الحويطي والناشطة لجين الهذلول وغيرهم من الناشطات اللاتي تعرضن للإختراق وانتهاك الخصوصية من قبل محمد بن سلمان.

 

الخلاصة أن الحاكم المتحضر المنفتح يقوم بالتجسس على النساء وانتهاك خصوصيتهن وكذلك يسلط زبانيته عليهم ويقوم القضاء المسيس بإصدار أحكام طويلة الأمد في حقهن.