قال زئيف حيفتس، الكاتب الإسرائيلي في صحيفة مكور ريشون، إن “إسرائيل يجب ألّا تُشعر نفسها بحاجتها لولي العهد السعودي محمد بن سلمان، ولذلك يجب أن تقول له: لا شكرا، رغم أن موقعه مهم في الرياض لإسرائيل”.
وأضاف حيفتس، الرئيس السابق لمكتب الإعلام الحكومي الإسرائيلي، بمقاله الذي ترجمته “عربي21″، أن “مناسبة هذا المقال هو الحديث الأخير للرئيس دونالد ترامب، حين برر دفاعه عن ابن سلمان في قضية مقتل الصحفي جمال خاشقجي بقوله المفاجئ: “إسرائيل كانت ستعيش مشاكل كثيرة من دون السعودية”، ما جعل إسرائيل تعيش حالة ارتباك من هذه التصريحات، دون معرفة كيف تتعامل معها”.
وأوضح حيفيتس 70 عاما، ومؤلف 14 كتابا في الصراع العربي الإسرائيلي، أن “إسرائيل لا تعتقد أن السعودية شريكتها الأساسية بحفظ أمنها، وليس لها دور مركزي بالمواجهات التي تخوضها أمام التهديدات المحيطة بها، سواء مع حماس بغزة أو حزب الله بلبنان، كما أن التخطيط العسكري العملياتي الإسرائيلي لا يأخذ بعين الاعتبار، وبالتأكيد لا يجب عليه، أي مساعدة قادمة من السعوديين في حال نشوب حرب مع إيران”.
وأشار حيفيتس، الذي يكتب بصورة دورية في الصحافة الأمريكية، إلى أنه “صحيح أن الدولتين، السعودية وإسرائيل، لديهما هدف مشترك بوقف التمدد الإيراني في المنطقة، لكن منظومة العلاقات بينهما ما زالت تسير بهدوء، ومرتبطة بالمصالح فقط، كانت قائمة قبل ابن سلمان، وستبقى قائمة طالما أن لهما هدفا مشتركا”.
وأضاف أن “إسرائيل تقدر عاليا منظومة العلاقات غير الرسمية مع السعودية، بما فيها الدور الذي يقوم به ابن سلمان لتطويرها، وبفضلها فتحت أبواب أمام إسرائيل في الجزيرة العربية، فقد وصل رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو لسلطنة عمان، ووصل اثنان من وزرائه لأبو ظبي ودبي، والبحرين هي المرحلة القادمة من خطط زيارات نتنياهو، مثل هذه الخطوات لم تكن لتتم دون مباركة السعودية، وبالذات الملك سلمان وابنه المحبب إليه”.
وأشار إلى أن “نتنياهو يرى في استقرار القيادة السعودية مصلحة ايجابية لإسرائيل، ولذلك بعد أن وصف قتل خاشقجي بالمروع، فقد أوصى ترامب بدعم ولي العهد، لأن أي زعزعة في السعودية ستتضرر منها مصالح الولايات المتحدة، في إشارة إلى ما قام به الرئيس الأمريكي السابق آيزنهاور تجاه إيران عام 1953”.
وأوضح أن “إسرائيل تدرك أن العائلة السعودية ليست شفافة، لكن ليس من مؤشرات على أن ولي العهد يعيش خطر الانقلاب عليه، فالأمير تركي الفيصل، الرئيس الأسبق للمخابرات السعودية، قال إن الملك وابنه يتمتعان بدعم لا محدود من داخل العائلة”.
الكاتب لفت الأنظار إلى “إشارة جديرة بالتنبه، وهي الجولة الخارجية التي قام به ابن سلمان إلى الإمارات والبحرين ومصر وتونس، لأن الحكام الذين يشعرون بالخطر لا يغادرون بلدانهم، وقبلها شارك في قمة العشرين بالأرجنتين، ورغم عدم لقاء ترامب به، لكنه سيواصل الدفاع عنه”.
وختم بالقول إن “إسرائيل ستبقى الكلمة السحرية لدى الإنجيليين الجمهوريين، لتبرير استمرار موقف ترامب المناصر لابن سلمان، ولذلك ليس من مصلحة لنتنياهو في توبيخ ترامب أو إغضاب ابن سلمان، لكن الزعيم الإسرائيلي يعرف جيدا أن دولته لن تكون في مشاكل كثيرة إن لم يقف ترامب بجانب ابن سلمان”!