ذكر عبد الله العودة، الأكاديمي السعودي بجامعة جورجتاون الأمريكية ونجل الداعية السعودي المعتقل، سلمان العودة، عن أبرز صفات والده، وطريقته في التعامل مع خصومه.
وأوضح “العودة” في سلسلة تغريدات عبر حسابه الرسمي بـ”تويتر”، إن “سلمان العودة في كل أحواله هو إنسان بسيط واضح مباشر، ليس لديه ما يخفيه، ولا ما يهمس به. وفي كل أحواله طغت عليه بساطة وعفوية جرت عليها سليقته، وصقلها برغبته واختياره، فهو يقول عن نفسه دائما بأنه (الطفل) الذي يمارس طفولته في كل مراحله حتى كانت سيرته الذاتية: (طفولة قلب)!”.
وأضاف نجل “العودة” أن “على الذين يريدون أن يفتروا على سلمان العودة، وأن يتّهموه بأي شيء، أن يبذلوا جهودا خارقة لكي تنطلي على أي أحد، فحساباته واضحة، ونصائحه منشورة، وكتبه مطبوعة، ومقاطعه المرئية يشاهدها الملايين، فكيف يمكن يا ترى أن تقول عنه شيئا لا يعرفه الناس، أو تقول عنه شيئا مجهولا!”.
وتابع “عبدالله” بقوله: “قرّر سلمان العودة أن يتودد حتى إلى خصومه ويشكرهم، فكتب كتابه (شكرًا أيها الأعداء)، وهو يحاول امتثال قول الله تعالى (ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم)، ومع ذلك يقول بأن خصومه يدلّونه على أخطائه وعثراته، فهو كائن حيّ يتغيّر ويتطوّر، ولو كان يقول وهو في الستين ما كان يقوله تماما في الثلاثين من عمره، فهذا يعني أنه أضاع ثلاثين سنة من عمره سدى”.
كما أشار “العودة” إلى بعضًا من مواقف والده في المنزل، وصفاته مع أشقائه وشقيقاته، قائلا: “في البيت نتحلق حوله، فيتحدث شيئا ويستمع أشياءَ، ويسأل ويناقش، فربما اقتنص اقتراحًا من أختي، أو فكرة من أخي، أو كلمة من شخص، أو مبادرة من آخر فدعمها وتبنّاها، فإذا أراد الإعداد لبرنامج أو مقال أو كتاب أو مادة، جلس وبدأ يسأل حتى كأنه هو المتعلم البسيط، فيأخذ لوحه ودواته فيدوّن ما يسمع، ويكتب ما يعجبه، ويناقش حتى كأنه لا يعرف، ويستمع كأنه لم يسمع من قبل، فيتذوق جميل الأدب، ويلتمس عذب الحديث والقصة، ويوظّف كل ذلك فيما يريد أن يقوله وينتجه”.
ولفت “عبدالله” إلى أنه “حينما يسافر، ينظر إلى الأشياء بدهشة من لم يسافر قط، فنسمعه كثيرًا ما يقول: هذا أجمل شيء، وهذا أغرب شيء رأيته، وهذا ألطف مكان نجلس فيه”، وهكذا؛ فهو يحب كل ما يرى ويتذوق أجمل شيء في كل مكان أو طعام أو مناسبة؛ حتى لتشعر أنه لم يرحل قطّ، ولم يرَ شيئًا من قبل”.
وقال “العودة”: “عوّدنا السيد الوالد أن نعيش اللحظة، ونستمتع بها، ونرى الفأل والجمال في كل شيء، فلله ألطاف في كل شيء، وأعاجيب في كل مألوف”.
وتابع: “فهو ينام حيث حلّ به المقام، يعلّمنا ألا نضمر لأحد حقدا ولا ضغينة، وندع الخلق لله، وحيثما كنّا في كل زمان ومكان.. ننام ملء الجفون على طريقة أبي الطيب المتنبي”.
وروى “عبد الله” أن شخصًا في مجلس والده، شتم آخر كان يحرض على اعتقال الشيخ العودة، إلا أن الشيخ نهره، وطالبه بعدم تكرار ذلك.
واختتم “عبد الله العودة” تغريداته، بقوله: “حينما ازداد سِنّه، ازدادت طفولته الجميلة تألقا، فكبُرت طفولته، وكَبُر أمله الذي لا ينقطع، وتحوّلت يداه إلى أجنحة، وصار يغرّد، وبلغ في الحريّة أشدّه وبلغ ستين سنة! وغدا بإذن الله تطير العصافير”.