لا تظهر عبارة عيد الميلاد على واجهات المحلات، لكن السعوديين باتوا يقبلون عليه بشكل متزايد، وتتسرب روح العيد إلى منازلهم”.. بهذه الكلمات سلطت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية الضوء على انتقال الاحتفال بالكريسماس من السر إلى العلن في المملكة.
فبعدما اقتصرت مظاهر الاحتفال بعيد الميلاد سرا على العمال الأجانب في السعودية وبعض المواطنين المتأثرين بالحياة الغربية، بدأت المناسبة تخرج إلى العلن مع تخفيف السلطات السعودية القيود الدينية، في ظل توجهات جديدة يتبناها ولي العهد السعودي، الأمير “محمد بن سلمان”.
وتشير الصحيفة إلى أن “بن سلمان” خفف بعض القيود الدينية الصارمة، ويحاول تقديم نفسه بأنه معتدل، وفي هذا الإطار جاء التسامح مع مظاهر الاحتفال بعيد الميلاد ضمن إجراءات أخرى أقدمت عليها المملكة منها منح المرأة المزيد من الحريات، وأدخلت وسائل ترفيه كانت ممنوعة في السابق.
ويتوقع العديد من السعوديين أنه حتى الخمور، التي تعد من “الخطوط الحمراء” بالمملكة، قد يتم السماح ببيعها قريبا، بحسب “نيويورك تايمز”.
وفي السياق، نقلت الصحيفة عن “مها الجيشي”، 36 عاما، إن كعك الزنجبيل الخاص بعيد الميلاد بات يُباع في مجمع تجاري في الرياض، إضافة إلى بعض زينة العيد مثل تماثيل حيوانات الرَّنَة التي كانت “الجيشي” تخشى أن يُقبض عليها إن وجدت عندها في المنزل.
وتساءلت “مها”: “هل أنا في السعودية، هل أنا في حلم؟، في إشارة إلى أن كل ذلك كان قبل سنوات “حراما”، بحسب تعبيرها.
كذلك، احتفلت السعودية “أمنية الزاهري” مع زوجها “مايك بوناكلي” بعيد الميلاد لأول مرة علنا؛ حيث قاما بشراء سترة عيد ميلاد لكلبهم، وجلبا شجرة خاصة بالمناسبة من متجر متخصص.
وفي بلد محافظ جدا، تتذكر “أمنية”، 35 عاما، كيف كانت والدتها تُهرب الهدايا إلى غرفتها في 25 ديسمبر/كانون الأول من كل عام، لكن الأمور تغيرت الآن؛ فمنذ العام الماضي، بدأت متاجر الرياض تبيع هدايا وأشجار عيد الميلاد علنا، فيما باشرت المقاهي في تقديم كعك الزنجبيل.