تناول الكاتب في صحيفة الواشنطن بوست الأمريكية، ديفيد أغناتيوس، أساليب السعودية في مراقبة معارضيها بالداخل والخارج من خلال استخدام أحدث أنواع التجسس الإلكتروني، وباستخدام أجهزة إسرائيلية.
ويقول الكاتب إن الصحفي السعودي، جمال خاشقجي، لم يكن يعلم وهو يدخل قنصلية بلاده في إسطنبول أنه هدف رئيسي في حرب المعلومات التي شنّها ولي العهد، محمد بن سلمان، ضد معارضيه، والتي تضمّنت قرصنة واختطافاً، وحتى القتل.
ويؤكد الكاتب أن الولايات المتحدة و”إسرائيل” والإمارات، ودولاً أخرى، “دعمت السياسات السعودية لمكافحة التطرّف من خلال تقديم الدعم في مجال التجسس الإلكتروني، لكنها أفضت إلى نهاية كارثية (في إشارة إلى قتل خاشقجي)”.
ويوضح أن مركز الدراسات والشؤون الإعلامية في الرياض الذي كان يديره سعود القحطاني (أُقيل مؤخراً)، كان في مقدمة من أدّى دوراً كبيراً في استخدام التكنولوجيا المتطوّرة للتجسس ومراقبة المعارضين.
لقد عمل القحطاني وزملاؤه بداية مع شركة هاكينغ تيم، وهي شركة إيطالية، ثم سعوا للحصول على منتجات شركتين إسرائيليتين؛ وهما مجموعة “NOS”، وشركة تابعة لها تُدعى “كيو سايبر”، إضافة إلى شركة “دارك ماتر” الإماراتية.
وبحسب مصادر مطّلعة، فإن القحطاني بنى شبكة مراقبة، وتلاعب بوسائل التواصل الاجتماعي في إطار حملته ضد جماعة “الإخوان المسلمين”، وأعدائه أيضاً، في إشارة على ما يبدو إلى معارضي بن سلمان.
ويشير الكاتب إلى أن السعودية بدأت ببناء حامية إنترنت منذ نحو 10 سنوات، عندما كان القحطاني يخدم الملك السابق، عبد الله، حيث سعى السعوديون وقتها لتسليح أنفسهم في مجال الفضاء السيبراني.
ويضيف: “لقد أخبرني مسؤول استخباري أوروبي أن الأدوات التي تحتاجها (السعودية) لمكافحة الإرهاب هي نفس الأدوات التي تحتاجها لقمع المعارضة”.
هوس “السوشيال ميديا”
يعود هوس السعودية بوسائل التواصل الاجتماعي إلى الثورات العربية، التي اندلعت عام 2011؛ فلقد خشيت الرياض أن تكون هي التالية فيما سمّاه مارك لينش، خبير السياسة العربية بجامعة جورج واشنطن، “احتجاجات الهاشتاغ”.
لقد راقبت السعودية من كثب اتصالات مواطنيها وأنشطتهم السياسية الأخرى، وقدّمت وسائل الإعلام الرقمي فرصاً جديدة للقيام بهذا النوع من المراقبة والقمع أيضاً، كما يقول الكاتب.
وفي 2013، سعت الرياض لشراء برامج من شركة “هاكينغ تيم” الإيطالية، القادرة على اختراق أجهزة آيفون وآيباد. وعام 2015 أرادت الوصول إلى هواتف آندرويد، بحسب سجلات الشركة التي كشف عنها موقع “ويكيليكس”.
ومع وصول الملك سلمان إلى الحكم، عام 2015، أراد القحطاني أن يثبت ولاءه للملك الجديد وابنه، حتى تحوّل إلى شخصية لا غنى عنها، لكنها شخصية خطيرة؛ بسبب أنه كان مقرّباً من الدائرة الداخلية لبن سلمان، كما يصفه الكاتب.