بررت المتحدثة باسم البيت الأبيض، جين بساكي، سبب امتناع الإدارة الأمريكية عن فرض عقوبات على ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، رغم ثبوت إدانته في قضية مقتل الصحفي السعودي “جمال خاشقجي”.
وفي تصريحات لقناة “CNN”، قالت المتحدثة: “على مدار التاريخ، وحتى خلال حقبته الحديثة، امتنعت الإدارات الديمقراطية والجمهورية عن فرض عقوبات ضد قادة حكومات أجنبية تربطها معنا علاقات دبلوماسية، بل وحتى في حال غياب العلاقات الدبلوماسية بيننا”.
وأضافت: “نعتقد أن ثمة أساليب أكثر فعالية لمنع تكرار ذلك في المستقبل وكذلك لإفساح المجال أمام العمل مع السعوديين في مجالات يوجد فيها الوفاق وتوجد فيها مصالح قومية للولايات المتحدة. هذا هو وجه الدبلوماسية”.
واستطردت: “هذه هي صورة أي مشاركة معقدة في أمور العالم، ولم نخف أبدا بل كنا واضحين تماما أننا سنقوم بمساءلتهم (الحكام السعوديين) على المستوى العالمي وبأعمال مباشرة”، واصفة اغتيال خاشقجي بـ “الجريمة المروعة”.
وتسبب ذلك الاستثناء من العقوبات، في هجوم إعلامي شنته صحيفتا “واشنطن بوست”، و”نيويورك تايمز”، على الرئيس الأمريكي “بايدن”، وموقفه المتراخي من “ابن سلمان”.
ففي افتتاحيتها، طالبت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية الشهيرة “بايدن” بألا يمنح “ابن سلمان” ورقة البراءة، معتبرة أن الأخير مذنب بقتل “خاشقجي” داخل قنصلية بلاده بإسطنبول.
وأضافت: “قرر بايدن ألا يواصل النهج الذي اقترحه (خلال حملته الانتخابية) وإحداث تغيير أساسي في العلاقات الأمريكية-السعودية وألا يشمل هذا محاسبة أمير متهور”.
من جانبه؛ قال الكاتب البارز في صحيفة “نيويورك تايمز”، “نيكولاس كريستوف” إن “بايدن” ترك قاتل صديقي (في إشارة لخاشقجي) يفلت من العقاب، مضيفًا أن “بايدن” استخدم كلمة “اختنق” بعد قراره نشر التقرير ووصف ما فعله بـ”رسالة ضعيفة”.
من جانبه، قال “آدم شيف”، عضو مجلس النواب الديمقراطي، إن الأمير “يداه ملوثتان بالدم” ويجب أن يواجه عواقب عمله.
وفي هذا الصدد قال “دامير ماروسيك” من المجلس الأطلنطي، إن مشكلة “بايدن” أن كل توقعاته التي وضعها عن السعودية وولي عهدها كانت خطأ.
وأضاف أن لغة “بايدن” عن السعودية قدمت انطباعا بأنه سيتخذ موقفا قاسيا، وما حصلنا عليه كلام متشدد حول حقوق الإنسان بدون تحركات.
وقبل ساعات، كشف الرئيس الأمريكي “جو بايدن” أنه يعتزم إصدار إعلان، الإثنين، يتعلق بالسعودية.
وردا على سؤال حول احتمالية فرضه عقوبات على ولي العهد السعودي، قال “بايدن”، في مؤتمر صحفي، السبت، “سيكون هناك إعلان الإثنين حول ما سنفعله مع السعودية بشكل عام”، بحسب موقع “يو إس نيوز” الأمريكي.