كشف موقع أمريكي تفاصيل وثائق تحليل مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي (FBI) لسجلات المكالمات الهاتفية، التي تم إجراؤه عام 2007، وأخرى لوكالة الأمن القومي الأمريكية، تكشف دورًا للحكومة السعودية في دعم منفذي هجمات 11 سبتمبر.

وأورد “فلوريدا بولدوج”، السبت، أن التحليل كشف عن إجراء مكالمات بين أشخاص على صلة بمسؤولين سعوديين ومركز اتصالات رئيسي يستخدمه زعيم تنظيم القاعدة وقت هجمات سبتمبر “أسامة بن لادن”.

ويُظهر التحليل أنه في 2 مارس/آذار 2000، قبل 18 شهرًا من هجمات 11 سبتمبر، تبادل هاتف طالب صومالي/ يمني في سان دييغو سلسلة من المكالمات مع رقم هاتف في اليمن، تم الاتصال به أيضًا مئات المرات من قبل “بن لادن” وقيادات تنظيم القاعدة الآخرين.

وكانت تلك المكالمات، هي الأولى من ولاية كاليفورنيا الأمريكية إلى مركز اتصالات القاعدة، حسبما أكد تحليل FBI.

وفي الأسابيع السابقة على مكالمات مارس/آذار، أجرى اثنان من موظفي الحكومة السعودية اتصالات هاتفية متكررة مع الطالب، ما دفع مكتب التحقيقات الفيدرالي للاشتباه في أن هذه الاتصالات كانت “لتحضير وصول الخاطفين في هجمات سبتمبر إلى الولايات المتحدة”.

وتظهر آلاف الصفحات من ملفات المكتب أدلة على العلاقة بين السعوديين “فهد الثميري” و”عمر البيومي” والطالب الصومالي/اليمني “فتحي م.عيدروس”، وهي الصفحات التي أمر الرئيس الأمريكي “جو بايدن” بالإفصاح عن محتواها في سبتمبر/أيلول 2021.

وتعكس الوثائق، التي سبق أن اعتبرتها إدارة الرئيس الأمريكي السابق “دونالد ترامب” بمثابة “أسرار دولة”، عمل المشاركين في عملية “إنكور”، وهي عملية تهدف إلى متابعة التحقيق الأصلي لمكتب التحقيقات الفيدرالي عن أحداث 11 سبتمبر/أيلول.

بدأت العملية عام 2007 بالتدقيق فيما إذا كان 3 رجال سعوديين، هم “الثميري” و”بيومي” والمسؤول بالسفارة السعودية في واشنطن “مساعد الجراح”، قد قدموا المساعدة للخاطفين في هجمات سبتمبر “خالد المحضار” و”نواف الحازمي” عندما وصلا إلى كاليفورنيا في يناير/كانون الثاني 2000، وما إذا كانت تلك المساعدة، حال حودثها، مقصودة أم لا.

ورغم جهود متابعة التحقيق التي بذلها مكتب التحقيقات الفيدرالي، خلص ادعاء المنطقة الجنوبية في نيويورك إلى أنه “لا توجد أدلة كافية لمحاكمة السعوديين الثلاثة”، ولذا أغلق مكتب التحقيقات الفيدرالي ملف القضية رسميًا عام 2021، معتبرا، في مذكرته النهائية، أن قصة التحقيقات قد اكتملت.

لكن “فلوريدا بولدوج” يؤكد أن القصة التي تظهر من الملفات التي تم إصدارها حديثًا تبدو بعيدة عن الاكتمال، مشيرا إلى وثائق تتعلق بـ “الثميري” و”البيومي” وارتباطهما بـ “مكالمات الإعداد” الخاصة بهجمات سبتمبر/أيلول.