خاص: رغم العنف الذي تواجهه المعارضة السعودية سواء داخل المملكة أو خارجها من قبل النظام الغاشم، والذي استعرت مواجهته بعد اعتلاء “محمد بن سلمان” لمقعد ولاية العهد، إلا أنه لا يزال للحق صوت، يستحق أن يُبرز أمام سيل التزييف والاتهامات الملفقة التي يتقن النظام السعودي لصقها بكل من يعارضه.

وسنحاول في هذه الزاوية استعراض أهم وأبرز الأنشطة المناهضة لاستبداد النظام السعودي، والقضايا التي يتبناها النشطاء والأكاديميون والمثقفون السعوديون في مختلف دول العالم، في محاولة لإطلاع القارئ على جهودهم في التصدي لمشروع “ابن سلمان” السلطوي الاستبدادي.

 

“ابن سلمان” ولقاء “الليوان”:

بث التلفزيون الرسمي السعودي وبعض شبكات التلفزة السعودية، الثلاثاء، مقابلة خاصة مع ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، والذي تطرق فيها لما وصل إليه الحال في رؤيته السعودية 2030.

وأطلق “ابن سلمان” خلال اللقاء جملة مواقف في الشأن الخارجي، انقلب فيها على ثوابت بدت، لوهلةٍ، أنها لا تتبدّل، من مِثل الموقف من إيران التي بنى سياسته استناداً إلى عدائها. لكن ثمّة تغييرات تبدّت منذ تسريب اللقاء بين الجانبين في بغداد بداية الشهر الجاري، انتقالاً إلى إعلان ابن سلمان نيّته تحسين العلاقات مع الجمهورية الإسلامية، جنباً إلى جنب رغبته في إنهاء الحرب في اليمن. أما الداخل الذي ينتظر تحقُّق نبوءات 2030، يومَ تسلك رؤيته الإصلاحية طريق النجاح، فوعده برؤية مؤجّلة في 2040 ستكون مرحلة منافسة عالمية!

كما حملت مقابلة “ابن سلمان”، تراجعاً واضحاً عن مواقفَ كان وليّ العهد السعودي قد بنى عليها سياسته لدى تولّيه منصبه، وخصوصاً فيما يتعلّق باليمن وبإيران، فيما غاب كلياً أيُّ ذكر لإسرائيل ولتركيا ولقطر.

وفي الشأن الداخلي، ولا سيما تأثيرات «رؤية 2030» على الشقّ الاقتصادي، برزت تناقضات كثيرة بين ما قاله وما يفعله، توازياً مع استخدامه سلاح الهروب إلى المستقبل. وعلى رغم أن المقابلة التي أجراها معه مقدِّم برنامج «الليوان» على التلفزيون الرسمي السعودي، عبد الله المديفر، جاءت لمناسبة مرور خمس سنوات على إطلاق «2030»، بدا ابن سلمان خالياً من أيّ إنجازٍ في إطار رؤيته الطموحة، لينتقل إلى التحدّث عمّا ستحمُله «رؤية 2040»!

وفي غياب أيّ إنجاز خاص بـ»رؤية 2030»، في ظلّ العزوف الدولي عن الاستثمار في المملكة، خصوصاً بعد اغتيال جمال خاشقجي، قال ابن سلمان: «نقترب من تحقيق عدد من أهداف الرؤية قبل 2030، وقد حدثت خطوات حيوية في المملكة منذ عام 2015 من خلال إعادة هيكلة وزارات وتأسيس مجالس جديدة، ونحن الآن على وشك الانتهاء من تأسيس مكتب السياسات في الدولة».

وقبل أن يظهر شيء من «رؤية 2030» على أرض الواقع، أجاب ابن سلمان ردّا على سؤال «ماذا بعد رؤية 2030؟»، بأن «رؤية 2030 تضعنا في موقع متقدِّم جداً، لكن رؤية 2040 ستكون مرحلة منافسة عالمية». وفي هذا الإطار، استعرض أرقاماً اقتصادية، أبرزها تصاعد مؤشّر سوق الأسهم السعودية «تداول»، من مستويات 6 و7 آلاف نقطة قبل الرؤية، إلى أكثر من 10 آلاف نقطة في الوقت الحالي، علماً بأن الارتفاع لم يقتصر على السعودية، بل شمل أسواق الخليج كلّها، بفعل ارتفاع أسعار النفط وانطلاق حملات التلقيح.

وفيما يتّصل بالبطالة، أشار إلى أنها كانت – قبل الرؤية – تبلغ 14%، «لكننا نستهدف خفضها إلى 11% في العام الحالي». لكن قراءة سريعة لأرقام «الهيئة السعودية للإحصاء» الصادرة في آذار/ مارس الماضي، تبيّن عدم وجود أيّ شفافية في تعامل المملكة مع أرقام البطالة. فقد أظهرت تلك الأرقام انخفاض معدّل البطالة الإجمالي بين السعوديين، حيث بلغ 12.6% في الربع الرابع من عام 2020، مقارنةً بـ 14.9% خلال الربع الثالث من العام ذاته.

ورد الصحفي السعودي المعارض بتركيا، تركي الشلهوب، على تصريحات “ابن سلمان” خلال البرنامج بعقد مقارنات بين تصريحاته وتصريحات لمسؤولين من قبل توليه العهد، ليبرهن أنه لا جديد تم في المملكة بعهده.

وقال “الشلهوب” في أحد تغريداته التي تناولت اللقاء: “وزير الاقتصاد والتخطيط (2014): 60% من العائلات السعودية تمتلك مساكن خاصة. محمد بن سلمان (2021): خلال 4 سنوات وصلت نسبة تملك السكن إلى 60%”.

وفي تغريدة أخرى حول نسبة البطالة التي ذكرها “ابن سلمان” في اللقاء، قال “الشلهوب”: “الإحصاءات العامة: تراجع معدل البطالة بين السعوديين إلى 11.5 % بنهاية عام 2013. محمد بن سلمان: البطالة قبل الرؤية كانت 14% انخفضت بعد الرؤية إلى 12.6%”.

وأضاف “الشلهوب”: “الشعب يعاني الفقر والبطالة والتداوي وقلة الراتب وارتفاع الأسعار، وابن سلمان في كل مناسبة يقول أنا غني ومرتاح، تبًا للقائد الذي يتعالى على مواطنيه ولا يشعر بمعاناتهم!”.

وتابع بقوله في تغريدة أخرى: “ابن سلمان قال إننا في هذه الفترة سنضطر إلى الضغط على المواطن لكي لا نقع في الكوارث مستقبلًا؛ هو يضغط على المواطن ليس لتجاوز الكوارث في المستقبل كما يقول، ولكن لجعل المواطن يركض خلف لقمة العيش في النهار والليل ويغض الطرف عن الكوارث التي يرتكبها ابن سلمان وزبانيته”.

وحول ما قاله “ابن سلمان” عمن سبقوه، غرد “الشلهوب”: “لم ينجح ابن سلمان إلا في إذلال المواطن وجعله يركض وراء لقمة العيش وخلق الكوارث داخليًا وخارجيًا، وتشويه صورة السعودية، والخضوع لأمريكا وإسرائيل والإمارات.. ثم يقول إن العهد السابق كان فاشلاً!”.

بينما علق الباحث بالشأن الخليجي، فهد الغفيلي، على ما ذكره “ابن سلمان” بشأن “الحوثي” ورغبته في إجراء مباحثات معهم، قائلاً: “لم يمر ساعة على تصريح ابن سلمان بأنه يتمنى بأن يجلس الحوثي على طاولة المفاوضات، حتى أرسل الحوثي طائرة مسيرة ملغمة على سماء المملكة. أي فشل هذا؟!”.

في حين قال حساب “الإصلاحيون السعوديون” تعليقًا على الحوار: “حذروا من تصريحاته المخادعة، واكشفوا أكاذيبه المتجددة”، وأرفق الحساب بتغريدته مقطع مصور يوضح التناقض في تصريحات “ابن سلمان” خلال اللقاء.

وكان الحساب قد غرد قبل اللقاء، قائلاً: “أسئلة كثيرة وجهها إصلاحيون سعوديون لابن سلمان، هل سيمتلك الشجاعة للرد عليها؟”.

واعتبرت الأكاديمية السعودية المعارضة بالخارج، حصة الماضي، أن متابعة مثل تلك اللقاءات يضيع الوقت، قائلة: “وقتي أثمن من أضيعه في متابعة ليوان المديفر، واستمع هبد ابن سلمان الذي هو من أمر باللقاء، وفرض الأسئلة، والقناة تابعة وليست مستقلة، والحلقة مسجلة”.

وإن كان لم يمنعها متابعة اللقاء من التعليق على مقتطفات نشرت له، بقولها: “الغريب إن محمد بن سلمان يحاول الاستدلال بحديث ليقتل من يريد، مع أنه قتل الكثير قبل ذلك منهم؛ عبد الله الحامد، اغتيال جمال خاشقجي، استشهاد عبد الرحيم الحويطي، وغيرهم الكثير خاصة من أعدم خارج نطاق القانون”.

وقال الناشط السعودي المعارض، مقبول العتيبي: “٦٠ %من الشعب يملك مسكن، ومعدل البطالة ١٢%، والكثير من الفقش في اللقاء. ما قدرت أكمل!”.

بينما نظر المعارض السعودي البارز، سعد الفقيه، إلى اللقاء على أنه “لقاء لمستبد لذاته والوطن والشعب والدين والتاريخ إلى حيث ألقت، وكلها تعاني بسببه. ولذلك حين يتطلع الشعب إلى مقابلة ابن سلمان فإنه لا ينتظر منها الجديد، فالناس يدركون أنها مقابلة عادية، ولكنهم يتطلعون لمعرفة بما يفكر هذا المستبد الآن وما وراء هذا الكلام”.

واعتبرت الصحفية السعودية اللاجئة بهولندا، ريم سليمان، تصريحات “ابن سلمان” بشأن إيران والحوثي رفع لراية الاستسلام، قائلة: “إيران دولة جارة ونطمح أن تكون لدينا علاقة مميزة معها”، تصريح ولي العهد رفع لراية الاستسلام أمام الحوثي. إيران برأيي مجرمة كحكومة ولا يمكن أن تتحول إلى صديق في يوم من الأيام.

كما علقت “سليمان” على مقوله “ابن سلمان” باللقاء بأنه سوف يكون هناك بعد رؤية 2030، رؤية لـ 2040، قائلة: ولي العهد: “نأمل أن تتحقق رؤية 2030 أولاً، حينها نحن من سنطالب بمواصلة المسير قدمًا بقدم خلف ولي العهد”.

وتابعت بقولها: “لن يتحمل الناس مزيدا من الوعود بالمشاريع المخدرة، فهم يرون واقعهم المعيشي يتردى يوما بعد يوم بغلاء الخدمات الأساسية وارتفاع أسعار المواد الاستهلاكية. إنهم يريدون تحسين هذا الواقع لا غير”.

وقالت الناشطة السعودية المعارضة، نورة الحربي: “قرر اجتثاث الحوثي خلال أسبوعين، واليوم يدعو الحوثيين للتصالح .وعد بنقل المعركة إلى داخل إيران، واليوم يتحدث عن تحسين علاقاته مع طهران.. هبد مبس”.

وحول موقف “ابن سلمان” من المعارضين، واستخدامه نصوص دينية لقتلهم، قالت الناشطة السعودية المعارضة، علياء الهذلول: “من أول يوم من اعتقال أختي وإلى الأمس، لم أشعر بوجود خطر عليّ. بعد مقابلة محمد بن سلمان بالأمس، فهمت أنه متعطش للدماء وللتخلص من كل من يخالفه الرأي. هل حياتي في خطر؟”.

في حين قال الناشط السعودي المعارض، عبد الله العودة: “يقول ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، إنه يعتمد على تقاليد دينية لقتل المعارضين. كان هذا في مقابلته أمس، قال اقتباس نبوي أجبرنا على قتل جميع أنواع المتطرفين. هذا مجرد نهج منظم لقتل المنشقين!”.

وعلقت الناشطة السعودية المعارضة بلندن، علياء الحويطي، على اللقاء بقولها: “ابن سلمان مع المديفير يهجر أهل القرى، ويضخ مليارات في الصحراء لمدن فانتازية، وهو لم يعالج لا البنية التحتية ولا تصريف الماء والسيول في البلدان الكبيرة الرئيسية.. أليس هذا حمق وعدم تركيز على الأولويات؟! ويتحدث عن فشل من سبقوه وهو أكبر فاشل!”.

في حين قال الناشط السعودي المعارض البارز بكندا، عمر بن عبد العزيز، ساخرًا: “على طارئ الكفاءة أغلب اللي ماسكين المناصب الأن هم أصحاب محمد بن سلمان، ومثال على الكفاءة الفاشلة الحالية وزير الدفاع!”.

بينما قال حساب “الديوان” عبر “تويتر”: “إنه محمد بن سلمان أتاكم بأرقام اقتصادية مهووسة من يخالفه فسيكون مع عصام الزامل .يشرح لكم السنة، وكيف نحتج بها، ومن يخالفه فسيكون مع سلمان العودة، و عبد العزيز الطريفي. أعلنها صراحة أنه سيقتل كل من لا يوافق مذهبه لأنه متطرف مستدلاً بحديث من كيسه”.

وتساءل المعارض السعودي البارز، سعيد بن ناصر الغامدي، عن بعض نقاط اللقاء قائلاً: “اقتلوا من هو يتطرف! هل هذا تمهيد لجرائم جديدة يخطط لها؟ هل يدخل في كلامه تطرف هيئة الترفيه؟ وتطرف مستشاريه كتركي الحمد؟ وتطرف أعوانه في بغض فلسطين ومحبة ونصرة الصهاينة؟ وتطرفه هو في القمع والخطف والسجن؟ وتطرفه في العبث بأموال بلادنا وهدم المنازل وأخذ الأراضي؟”.

انتفاضة القدس:

شهدت مدينة القدس المحتلة منذ عدة أيام، مواجهات بين الفلسطينيين والقوات الصهيونية، بعد محاولات الأخيرة منع الفلسطينيين من التجمع في منطقة باب العامود، لإحياء ليالي شهر رمضان فيها.

وبلغت الأحداث ذروتها مساء الخميس وفجر الجمعة، حيث شهدت المدينة مواجهات عنيفة بين الشبان الفلسطينيين والقوات الصهيونية وكذلك شارك فيها مستوطنون، أسفرت عن اعتقال 50 فلسطينيا، وإصابة نحو 105 أشخاص في صفوف الفلسطينيين.

وكان ناطق باسم الهلال الأحمر في مدينة القدس قد صرح أن “الحصيلة النهائية لإصابات مواجهات مدينة القدس هي 105 إصابات نقل للمستشفى 22 إصابة منها، ووصفت كل الإصابات التي نقلت للمستشفى بالمتوسطة، كما تم علاج باقي الإصابات ميدانياً”.

من جانبه، أكد المعارض السعودي البارز، سعيد بن ناصر الغامدي، على أن أهل الحرمين وأهل القدس واحد، ولكن ما يمنع تأييدهم للقدس وأهلها هو حالة البطش التي تعيشها المملكة، قائلاً: “يا أهل القدس، أهلنا في بلاد الحرمين معكم، يدعون لكم، ويتمنون مساندتكم؛ لكنهم يخشون بطش الحكومة المؤيدة للصهاينة، كما تظهره قناة العربية وكتّاب عكاظ ومغردي الديوان”.

في حين قال الصحفي السعودي المعارض، تركي الشلهوب: “الدفاع عن فلسطين (قضية نبيلة)، لن يحمل لواءها سوى الشرفاء”، متابعًا بقوله: “لم نسمع رأي “هيئة كبار العلماء” بما يحدث في القدس؟!”.

وأضاف “الشلهوب” في تغريدة منفصلة: “كلما أدخل هاشتاق #القدس_تنتفض وأرى حجم التعاطف والتفاعل العربي الرهيب مع رجال الأقصى، أزداد إيمانًا بحتمية انتصار أمّتنا، وأزداد يقينًا بأننا أمة لن تُهزم ولن تنكسر”.

بينما قالت الأكاديمية السعودية المعارض، حصة الماضي: “القدس تنتفض.. نصر الله من نصر مسرى رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم”، متابعة بقولها: “السلطة السعودية كاذبة وكلامها يناقض فعلها والدليل ما تقوم به من شيطنة لأهلنا الفلسطينيين عبر أدواتها المتنوعة”.

وقالت الناشطة السعودية المعارضة، حنان العتيبي، أن “ألم القدس، ألم في قلب كل مسلم حر، ولا يزول هذا الألم الا بزوال الصهاينة وحكام العرب الخونة.. متضامنة مع القدس”.

وكذلك قالت الناشطة السعودية المعارضة، نورة الحربي: “فلسطين دولة عربية محتلة وتحريرها واجب، والاحتلال الصهيوني تغتصب مسجدنا الأقصى والتطبيع بكل أشكاله خيانة، فأنا متضامنة مع القدس”.

في حين قالت الناشطة السعودية المعارضة بلندن، علياء الحويطي: “وحدها وبمداد من ربها، وبأيادي شعبها، لاتحتاج أحداً لتنتصر فالله بظله يظلها! القدس تنتصر”.

عام على وفاة د “عبد الله الحامد”:

أحيا نشطاء سعوديون على شبكة التواصل الاجتماعي “تويتر” الذكرى الأولى لوفاة الريادي الإصلاحي المدافع عن حقوق الإنسان د. عبدالله الحامد، فجر الجمعة 24 أبريل 2020م، 12 رمضان 1441 هجرية، نتيجة الإهمال الطبي المتعمّد الذي لاقاه في السجن بعد أن أوصى الأطباء بإجراء عملية جراحية عاجلة لم تتحها له السلطات السعودية.

وذكّر النشطاء بمسير عبدالله الحامد تحت وسمي #ذكرى_استشهاد_عبدالله_الحامد، #عبدالله_الحامد، متحدثين عن معاناته داخل السجون التي زج فيها أكثر من خمس مرات من جراء نشاطه الحقوقي، آخرها كان في مارس 2013، بعدما حكم عليه بالسجن لمدة 11 سنة لتأسيسه وآخرين جمعية الحقوق السياسية والمدنية (حسم).

وأشار المشاركون في الإحياء إلى دعوة الحامد لإصلاح منظومة الحكم في السعودية، ولمشاركة الشعب في صنع القرار السياسي عبر التزام الحكم الشوري.

وأجمعوا على أن الجزيرة العربية فقدت بفقد الحامد (69 عامًا) أحد رواد الإصلاح والدفاع عن حقوق الإنسان والمقاومة السلمية، مشيرين إلى أنه قضى عمره مناضلًا ومدافعًا عن “حق الأمة بأوطان عادلة وحرة”.

وأوضحت الأكاديمية السعودية المعارضة بالخارج، حصة الماضي، أنه بعدما مر عام على فقد “الحامد”، الذي توفي نتيجة للإهمال الطبي في معتقلات السعودية سيئة الصيت، فإن هذا ليس بجديد على السلطة القمعية بهدف التخلص من المعتقلين وقد تكرر ذلك كثيرًا.

بينما قال المحام والناشط الحقوقي السعودي، يحي العسيري: “عام على وفاة البطل الإصلاحي المناضل د. عبد الله الحامد، بعد أن تركته السلطات السعودية يموت في السجن!”.

وتابع بقوله: “فقدناك حبيبنا، فقدنا رسائلك وصوتك وروحك الحية، لكن النهر يحفر مجراه، وعملك وفكرك وحرصك ونبلك حاضرة لا يستطيعون قتلها بهمجيتهم وقمعهم وعساكرهم ومرتزقتهم”.

من جانبها، دعت منظمة “القسط” لحقوق الإنسان السلطات السعودية لفتح تحقيق في وفاة “الحامد”، ومحاسبة المسؤولين، وتوفير الرعاية الطبية اللازمة لجميع المعتقلين.

وقال الناشط الحقوقي بالشأن الخليجي، دانيال ويكهام: “صادف اليوم مرور عام على الوفاة المأساوية للمصلح والمفكر السعودي الشهير عبد الله الحامد. في ذلك الوقت كان يقضي عقوبة بالسجن 11 عامًا بسبب نشاطه السلمي وتورطه مع جماعة حقوقية. توفي بعد شهور من الإهمال الطبي”.

في حين دعا الناشط السعودي المعارض، مقبول العتيبي، في ذكرى وفاة “الحامد” إلى قراءة أعماله ونشرها بين أفراد المجتمع لزيادة الوعي، مذكرًا ببعض أعماله، مثل؛ (الكلمة أقوى من الرصاصة، ثلاثية المجتمع المدني، حقوق الإنسان بين نور الإسلام وفقهاء غبش الطغيان)، والعديد من الأبيات الشعرية.

وعلقت الناشطة مها القحطاني، على ذكرى وفاة “الحامد” بقولها: “مر عام على وفاة د. عبد الله الحامد، شهيد الوطن، ولا زالت العين دامعتا والقلب حزينًا. إلى رحمة الله يا أبا الاصلاحين”.

بينما قال حزب التجمع الوطني: “في مثل هذا اليوم قبل عام خسرنا، أحد أهم قادة الإصلاح والمقاومة السلمية من أجل الحكم الشورى، الدكتور عبد الله الحامد، رحم الله ابا بلال”.

وقال الناشط السعودي المعارض، عبد الحكيم الدخيل: “د عبدالله الحامد الرجل الذي اخلص لوطنه وللقيم والأخلاق العالية والمواطنة الصادقة رحل الى ربه لكنه لم يرحل من قلوب المخلصين للوطن المؤمنين بتقديم النصح والمشورة دون خوف او وجل ودون مصلحة خاصة. رحمك الله ابا بلال واسكنك فسيح جناته”.

وقال الأكاديمي السعودي المعارض بالولايات المتحدة، عبد الله العودة: “في ذكرى استشهاد عبد الله الحامد نتذكر مشروع الإصلاحيين الذين كان الحامد أبرزهم، وكيف أن الحل الدستوري الذي طرحوه كان سيوفّر على البلد الكثير وسيحميه من مستقبل مثل هذه العصابة الآثمة التي تحكم البلد الآن”.

تكثيف لاستدعاء واعتقال المغردين بالسعودية:

كشفت مصادر حقوقية سعودية النقاب عن حملات اعتقال شنتها السلطات السعودية مؤخرا، وشملت عددًا من المغردين والناشطين عبر مواقع التواصل لأسباب مختلفة.

وقال حساب “معتقلي الرأي” الشهير عبر “تويتر”: “تأكد لنا أن عدداً من المغرّدين تم اعتقالهم مؤخراً فقط لأنهم لا يزالون يضعون صورة محمد بن نايف في حساباتهم على تويتر”.

وأضاف الحساب أنه “من بين التُهم التي تم توجيهها لبعض المعتقلين مؤخراً: “المشاركة في قروبات وتساب فيها تجار أتراك”.

وأوضح” معتقلي الرأي” أن المعتقل يتم سؤاله من قبل المحققين: “لماذا لم تبلغنا أن ذلك التاجر التركي المشارك في القروب تكلّم عن المملكة”، ويذكرون له اسم شخص من التجار”.

وتشن السلطات السعودية حملات اعتقال كل فترة وأخرى حتى تشعر الناشطين أنهم تحت قبضة الأمن وعينه، ولتخويف جموع الشعب السعودي من قول رأيه، في قمع أكيد لحرية التعبير.

من جانبه، قال الصحفي السعودي المعارض، تركي الشلهوب: “السلطات كثفت مؤخرًا من استدعاء المغردين لأجل التحقيق معهم بخصوص تغريداتهم. ما هذا النظام الضعيف الذي تُخيفه “تغريدة” ؟؟”.

بينما قالت الأكاديمية السعودية المعارضة، حصة الماضي: “امتلأت معتقلات السعودية سيئة الصيت بالأبرياء؛ لأن السلطة هشة وترعبها التغريدات والصور الرمزية والصمت عن التطبيل وعدم الدعاء لولي الأمر بما فيه الكفاية”.

كما علقت “الماضي” كذلك على اعتقال “لجين الداغستاني”، و”لجين البوق”، قائلة: “يبدو أن اسم لجين سبب عقدة عند محمد بن سلمان؛ بسبب صمود وانتصار البطلة لجين الهذلول، فأمر باعتقال كل من يحمل هذا الاسم”.

في حين قال حساب “سعوديات معتقلات” الشهير عبر “تويتر”: “المؤلم أنهم حرروا لجين الهذلول، واعتقلوا مقابل ذلك لجين البوق، ولجين داغستاني”.

بينما علق حساب “الحرية أولاً” على “تويتر” حول اعتقال شخص كتب جرافيتي مؤيد لمعتقلي الرأي بقوله: “يقبع سعودي شجاع وراء القضبان إلى أجل غير مسمى بسبب كتابات على الجدران تقول “خاشقجي”، و”السجناء السياسيون الأحرار”، و”لجين الهذلول بطلة.. المفارقة المطلقة: إذا طالبت بإطلاق سراح سجناء الرأي، فسوف تصبح واحدًا منهم”.

وأيضًا قال الأكاديمي السعودي المعارض بالولايات المتحدة، عبد الله العودة، معلقًا على اعتقال هذا الشخص: “قالت السلطات السعودية إنها اعتقلت للتو مواطنًا سعوديًا قام بالكتابة على الجرافيتي لدعم السجناء السياسيين، وخاشقجي”.