مطلق العتيبي
خاص: هل سيزور بايدن السعودية؟ وهل سيلتقي بمحمد بن سلمان؟
أسئلة ملأت الفضاء الإعلامي الفترة الماضية، ولكن ليس هذا هو السؤال المهم، وإنما: كيف سيقود محمد بن سلمان السياسة السعودية في ظل هذه الأزمة؟
ما زالت دول الخليج، الإمارات والسعودية بالذات، في أزمة البحث عن الظل (أي: الحماية)، بعد التغيرات العالمية الأخيرة، ورغبة أمريكا في الانسحاب من المنطقة لتتفرغ لمواجهة الصين.
وحتى لو جاء بايدن إلى المنطقة، والتقى رؤساء دول الخليج، فلن يكون أمراً مطمئناً لهم تماماً؛ لأنه لولا أزمة الحرب الروسية الأوكرانية لما فكر بايدن في مشاركة اتصال مع ابن سلمان، ومن المعلوم أن إدارة بايدن لازالت تتهم ابن زايد وابن سلمان في التدخل غير المشروع في الانتخابات الرئاسية الأمريكية التي أسفرت عن فوز ترامب.
الإمارات تعي ذلك جيداً، وتعي أنها بحاجة إلى حماية إقليمية أيضاً، ولذا شهدنا الانعطافة المباشرة في علاقاتها السياسية، ودخلت في مصالحة مع تركيا، وخلال الأيام القريبة الماضية كان وزير الدفاع التركي في الإمارات.
محمد بن سلمان استوعب ذلك مؤخراً، وحاول مفاوضة إيران، لكن المفاوضات فشلت، لذا استدار نحو تركيا، لكنه لا يزال متردداً، يقدم رجلاً ويؤخر أخرى في العلاقة معها.
مشكلة محمد بن سلمان أعمق بكثير من ابن زايد، فهو في ورطات ومجموعة أزمات، لأنه فاقد للشرعية محلياً ودولياً، ومواطن ضعفه وابتزازه كثيرة، والأشد من ذلك أن خياراته محدودة، فلا هو الذي يستطيع أن يرتمي في حضن روسيا والصين؛ لأن أمريكا هي من تحمي مؤخرته “كما صرح ترامب”، ولا هو الذي يستطيع أن يشاغب أمريكا كما يفعل أردوغان، ولا هو الذي يستطيع أن يكون شريكاً موثوقاً للإدارة الأمريكية كما هي قطر والأردن.
كل الأوراق التي كانت تمتلكها السعودية أحرقها ابن سلمان، ولذا لا يستطيع إلا أن يقدم التنازلات تلو التنازلات لبايدن وإدارته.
ولكن هل ستقف روسيا صامتة فيما لو حركت السعودية الكارت الوحيد الذي بيدها الآن، وهو كرت النفط؟
أعان الله شعبنا، وحفظ بلادنا، وأعاذنا من إمارة السفهاء.