كشف حساب “تحقيقات البلدة” عن خفايا الانقلاب على ولي العهد السابق محمد بن نايف بمؤامرة دبرها ولي العهد محمد بن سلمان من تصدر المشهد في المملكة.
وأورد الحساب في تحقيق له معلومات حصرية عن ليلة سقوط محمد بن نايف، وما سبقها من خيانة أحد أبرز مساعديه اللواء عبد العزيز الهويريني له.
ووفقا للتحقيق الذي جاء بعنوان: “انقلاب القصر”، فقد عمل “الهويريني” تحت إمرة مباشرة من محمد بن نايف، بعد أن قاده حدث مشبوه جرى في ظروف مثيرة للجدل ليصبح ضمن دائرة الرجال الذين يثق بهم “ابن نايف”.
وبحسب المعلومات الخاصة التي حصل عليها “تحقيقات البلدة”، فإن “الهويريني” الذي كان ضابطا في منصب متواضع في وزارة الداخلية السعودية، قد استغل إصابة حصل عليها في تفجير وقع في السعودية قام به عناصر من تنظيم القاعدة ليصبح ضمن الضحايا الذين التقى بهم “ابن نايف” الذي كان يتولى منصب نائب وزير الداخلية آنذاك.
وذكر التحقيق أن “الهويريني” روى لـ”ابن نايف” أثناء زيارته له في المستشفى قصة نجاته من الموت المحقق، الأمر الذي أدى إلى إعجابه به ومنحه فرصة ليكون أحد العاملين المقربين منه، واولك له العديد من المهام “القذرة”، كان من بينها قمع وخنق المطالبين بالإصلاح والحريات.
وأكد التحقيق بأن “الهويريني” الذي منحه “ابن نايف” ثقته، هو الذي نفذ إجراءات أفضت إلى عزل الأمير وسجنه، في تحرك غير متوقع حتى للمسؤول الأمني سعد الجبري الذي طلب منه الأمير السفر للخارج تحوطا مما سيجري له.
وأشار التحقيق إلى أن رسائل مسربة لمحادثة جرت قبيل عزل “ابن نايف” بفترة وجيزة جمعت بين رجلي “ابن نايف “الجبري” و”الهويريني” . الا أن الأول لم يكن يتوقع بخيانة الأمير والمساهمة في تغييبه وإخفاءه.
وأورد التحقيق بأن “الهويريني” نفذ خطة رسمها محمد بن سلمان الذي كان يشغل منصب “ولي ولي العهد” ومحمد بن زايد الذي كان يشغل منصب ولي عهد أبو ظبي، وأعلم بها جاريد كوشنر، صهر الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب قبل تنفيذها.
وفقا للمعلومات فإن الخطة كانت تقتضي اغتيال “ابن نايف” معنويا أمام كبار العائلة الحاكمة، ولترتيب ذلك شرع “الهويريني” بترتيب “حفلة حمراء ماجنة” في إحدى شاليهات مدينة جدة وقام بزرع كاميرات عدة لضمان بقاء جميع الحضور في الحفلة التي ضمت رجالا مخمورين ونساء بملابس فاضحة تحت المراقبة.
وأشار التحقيق إلى ان “ابن نايف” ذهب للحفلة غير مدرك للفخ الذي نصب له، بسبب ثقته العالية في “الهويريني”، حيث تم التقاط صور له بأوضاع مخلة.
ليقوم “الهويريني” بجمع الصور والتوجه بها إلى قصر السلام الذي كان فيه “ابن سلمان” في انتظاره، وتم اختيار مجموعة من الصور والفيديوهات تساعد في القضاء على سمعته.
وأكد التحقيق، انه بعد أيام من ذلك توجه “ابن سلمان” إلى مكة، حيث كان يقيم الملك سلمان بن عبدالعزيز في قصر الصفا، وقدم له الصور كأدلة لعدم أهلية “ابن نايف” لمنصب ولاية العهد.
وبحسب مصادر، فإن المقاطع شملت مشاهد ظهر فيها “ابن نايف” في حالة عدم اتزان شديد. إضافة إلى تعاطيه المخدرات والمسكنات.
وقال التحقيق، إن الملك سلمان استدعى بعد ذلك هيئة البيعة إلى قصر الصفا، ثم استدعى “ابن نايف” إلى مكتبه الخاص ووبخه بسبب الصور التي وصلته، وقام بإخباره بأن هيئة البيعة مجتمعة في القصر. ثم هدده بفضيحة أمام كبار الأسرة الحاكمة وكشف صوره لهم إذا لم يوافق على قرار عزله.
وأشار التحقيق إلى أن “ابن نايف” انصاع لكلام الملك سلمان وتنازل لصالح محمد بن سلمان.
ولفت إلى انه رغم أن بعض أعضاء هيئة البيعة لم يوافقوا على تولي “ابن سلمان” ولاية العهد كالأمير أحمد بن عبدالعزيز، إلا ان حملة الانقلاب نجحت.
وفقا للتحقيق، فإنه بعد أن انتهى “ابن سلمان” من انقلابه على “ابن نايف” شرع بتوجيه الضربات القاضية له. فقام بتعذيبه للحد الذي جعله عاجزا عن الاهتمام بنفسهن وعزله عن العالم عبر وضعه تحت الإقامة الجبرية، ثم اغتياله معنويا وإسقاطه من أعين الناس عبر نشر معلومات بأنه كان مدمنا للمخدرات.