رجح مصدر عربي، أن تكون حملة الاعتقالات التي طالت كبار الأمراء في العائلة المالكة السعودية، “خطوة استباقية” مرتبطة بتدهور صحة الملك “سلمان بن عبدالعزيز”.
ولا يستبعد المصدر، الذي تحدث لصحيفة “القدس العربي”، السبت، شريطة عدم ذكر اسمه، إقدام ولي العهد السعودي الأمير “محمد بن سلمان”، على هذه الاعتقالات “بحدوث تطور مقلق في صحة الملك سلمان”.
وأضاف: “العاهل السعودي، يعاني من الزهايمر المتقدم، ولا يسيطر على الأمور السياسية والأمنية في البلاد، التي تبقى في يد ابنه محمد الذي لا يتردد في إزاحة كل من يشك فيه”.
وفي وقت سابق الجمعة، كشفت صحف أمريكية ومصادر سعودية أن السلطات في المملكة اعتقلت الأمير “أحمد بن عبدالعزيز” والأمير “محمد بن نايف”، وشقيق الأخير الأمير “نواف بن نايف”.
وقالت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية، في تقرير لها، إن أفرادا من الحرس الملكي السعودي هم من تولوا عملية اعتقال الأمراء الثلاثة، صباح الجمعة، بشكل درامي، قبل تفتيش منازلهم.
وحسب المصدر، فإن هواتف أبناء الأمراء، أغلقت، ووضعهم تحت الإقامة الجبرية، وقطع اتصالاتهم بالخارج، مما شكل مؤشرا على وقوع شيء ما.
وأضاف: “إقدام ولي العهد على اعتقال عمه أحمد، هو خرق فظيع لتقاليد العائلة الملكية، فالأمر لا يتعلق بأمير عادي، بل بابن المؤسس عبدالعزيز”.
يأتي ذلك، في الوقت الذي قال المغرد السعودي الشهير “مجتهد”، إنها هناك تكتم شديد على “حدث كبير” (لم يكشف عنه)، مضيفا أن الاعتقالات في العائلة والضباط الكبار، مرتبطة بهذا الحدث.
وأضاف في تغريدة له: “الحكومات الغربية قلقة من تداعيات الحدث، وإذا لم يبادر بن سلمان بالإعلان، فهناك نية عند حكومات غربية لتسريب التفاصيل لإرغامه على التعامل مع الحدث بجدية ومسؤولية”.
وتقدم رواية الاعتقال وجود مؤامرة بين الأمراء ضد “بن سلمان”، حسبما ذكرت “وول ستريت جورنال”، حيث اتهموا بالخيانة والعمل على انقلاب داخلي.
لكن المصدر أكد أن “بن نايف” يعيش في عزلة تامة، حيث لا يسمح له حتى باستعمال الهاتف أو الإنترنت، وفي منطقة نائية بعيدة عن العاصمة أو جدة وومكة.
والمعروف أن الأمير “أحمد” من المعارضين لسياسات “بن سلمان”، قبل أن يعود من منفاه الاختياري بلندن إلى المملكة في 2018، بناءً على دعوتين من شقيقه الملك “سلمان”.
وحسب ما نشرته عدة مصادر، فإن الأمير “أحمد” أثقل الأمراء مكانة في العائلة وافق على العودة بعد حصوله على ضمانات بريطانية وأمريكية بعدم المساس به، وكان يُعول عليه في كبح جماح “بن سلمان”.
بينما “بن نايف”، فتقول تقارير غربية، إنه قيد الإقامة الجبرية بقرار من “بن سلمان”، منذ الإطاحة به من ولاية العهد بـ”انقلاب قصر”، في يونيو/حزيران 2017، ولا يخرج إلا بموافقة ولي العهد.