تحدثت الأكاديمية المعارضة السعودية “مضاوي الرشيد” عن السبب وراء تأخر ولي العهد السعودي “محمد بن سلمان” في الإعلان عن تطبيع بلاده مع إسرائيل على غرار الإمارات والبحرين ومن بعدهما السودان، رغم استخدامه التأثير والوعود المالية لدفع الدول السابقة وغيرها للإقدام على تلك الخطوة.
وأشارت الكاتبة إلى ما نقله الملياردير الإسرائيلي – الأمريكي “حاييم سابان”، بأن “بن سلمان” أخبره بأن سبب تردده في الإقدام على التطبيع هو خشيته من أن يتعرض للقتل من قبل إيران أو قطر أو حتى على يد الشعب السعودي.
واعتبرت الأستاذة الزائرة في معهد الشرق الأوسط بمدرسة لندن للاقتصاد، في مقال نشره موقع “ميدل إيست آي”، أن كلام “بن سلمان” في هذا الصدد ينطوي على مبالغة كبيرة، لأن أيا من قطر أو إيران ليس بمقدورهما تنظيم عملية اغتيال لولي العهد السعودي.
كما أن “بن سلمان” ليس “أنور السادات” الرئيس المصري الذي اغتيل عام 1981 بعد توقيعه معاهدة سلام مع إسرائيل عام 1979 والذي صدم معظم العرب بمن فيهم السعوديون، بجانب أن الوضع اليوم مختلف عن أيام “السادات”.
وأوضحت “مضاوي” أن خوف “بن سلمان” على حياته، نابع من خوفه من أطراف بعائلة آل سعود نفسها، وليس من داخل شعبه الذي لم يقم باغتيال واحد من أفراد العائلة المالكة منذ تأسيسها.
وأضافت أنه من الناحية التاريخية، كان من نفذ الاغتيالات في داخل المملكة هم أفراد من آل سعود منذ القرن التاسع عشر، مشيرة إلى أن من قُتل من الأمراء والملوك السعوديين، قُتل على يد شقيق أو عم أو ابن أخ.
ولفتت إلى أن آخر جريمة قتل وقعت داخل القصر كانت تلك التي راح ضحيتها في عام 1975 الملك “فيصل” عندما أطلق عليه الرصاص ابن شقيقه، الذي كان اسمه أيضاً “فيصل”.
وتابعت: “ولم تكن لجريمة الاغتيال علاقة بالقضية الفلسطينية أو بغيرها من القضايا، فالدافع لكل الاغتيالات كان ببساطة، خلافات داخل العائلة، خيانة، انتقام وصراع على السلطة”.
وذكرت أنه لدى ولي العهد الكثير من الأسباب للخشية من محاولات اغتيال من داخل العائلة أكثر من تنكره للحقوق الفلسطينية أو التطبيع مع إسرائيل.
فمنذ صعوده إلى السلطة في 2017 تبنى “بن سلمان” سياسة اعتقال الأمراء المنافسين له، وحتى الآن لم يعدم نقاده من داخل العائلة، مع أن إعدام المعارضين له في تزايد مستمر.
ورأت “الرشيد” أن “محمد بن سلمان” حتى الآن لا يزال غير قادر على تحقيق المصالحة داخل عائلته وتأمين العرش لنفسه.
وأردفت أن “بن سلمان” لن يتعجل بالإعلان عن علاقاته مع إسرائيل طالما كان قادرا على الحفاظ عليها تحت الطاولة، فهو ليس مجبرا على توقيع اتفاق مثير للجدل مع إسرائيل إذا كانت تكاليف ذلك أعلى بكثير من الحفاظ على تحالف سري معها.
وأضافت أن النظام السعودي بشكل عام، و”محمد بن سلمان” بشكل خاص، يمكن أن يكون مفيدا وبشكل كبير لقضية التطبيع مع إسرائيل دون أن تكون له علاقات معلنة يترتب عليها رؤية العلم الإسرائيلي وهو يرفرف في سماء الرياض.
ونوهت إلى أنه يمكن لـ”محمد بن سلمان”، أن يقوم بدور القناة، أو الميسر، أو الوكيل الذي يعمل من وراء الكواليس، مستخدماً النفوذ السعودي والوعد بتقديم الجوائز المالية لجلب المزيد من البلدان العربية وضمها إلى محور إسرائيل في المنطقة.