وافقت “أوبك+”، الإثنين، على خفض طفيف في إنتاج النفط. وبرر التكتل، الذي تقوده روسيا والسعودية، القرار بأنه خطوة ضرورية لإبطاء التراجع الأخير في أسعار النفط العالمية.
ويمكن أن تتعمق هذه التخفيضات في الأسابيع المقبلة، وقد نشهد اجتماعات أخرى لـ”أوبك+” خلال وقت قصير لتقليل الإنتاج أكثر إذا لزم الأمر، وفقًا لـ”بلومبرج”.
ويسلط تخفيض الإنتاج – الذي يأتي بعد أقل من شهرين من زيارة الرئيس “جو بايدن” إلى السعودية وطلب زيادة إنتاج النفط – الضوء على الصعوبات التي تواجهها الولايات المتحدة في حشد شركاء الشرق الأوسط لدعم الجهود الغربية لعزل روسيا.
وتأتي هذه الخطوة في وقت سيئ بالنسبة “لبايدن”، فمن المتوقع أن تعتمد أوروبا على النفط لإنتاج الكهرباء هذا الشتاء، حيث أوقفت روسيا إمدادات الغاز الطبيعي إلى أوروبا. بعبارة أخرى، يمكن أن تؤدي زيادة أسعار النفط إلى إلحاق الضرر بجهود “بايدن” لمساعدة الديمقراطيين في انتخابات التجديد النصفي بالكونجرس هذا الخريف مع اختبار قوة الجبهة الموحدة للغرب ضد روسيا.
وعلى نطاق أوسع، تثير هذه الأخبار تساؤلات حول حجم المكاسب التي تحصل عليها واشنطن حقًا من التقرب من القادة المستبدين مثل ولي العهد السعودي الأمير “محمد بن سلمان”.
وكتب “تريتا بارسي” من معهد “كوينسي”: “من الواضح أن الاسترضاء لم ينجح”. وأضاف: “مضاعفة الجهود في العلاقة السيئة فكرة سيئة. لقد حان الوقت لإصلاح سياسة أمريكا في الشرق الأوسط”.
الجدير بالذكر أن قرار “أوبك+” يتزامن أيضًا مع تقارير تفيد بأن الولايات المتحدة وإيران قد تتمكنان من إحياء الاتفاق النووي الإيراني. وإذا نجحت هذه الجهود، فستكون طهران قادرة على زيادة صادراتها النفطية بشكل كبير، ما سيساعد على الأرجح في خفض الأسعار في الأسواق العالمية.
وتشير خطوة خفض الإنتاج أيضا إلى أن الرياض ما زالت غير مستعدة لدعم جهود واشنطن تجاه إيران، وفقًا لمحلل سوق النفط “تاماس فارجا”. وقال “فارجا” لـ”رويترز”: “هذه الخطوة رسالة سعودية للولايات المتحدة بشأن إحياء الاتفاق النووي الإيراني”.
وفي كل الأحوال، فإن خطوة خفض الإنتاج تؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن زيارة “بايدن” الأخيرة إلى المنطقة فشلت في تحقيق أي من أهدافها، وينبغي إجراء مراجعة شاملة للعلاقة مع القيادة السعودية الحالية.