قالت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية إن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لم يتعلم من الدروس التي واجهها خلال مسيرته، وما زال يواصل ارتكاب حماقاته.
وقالت إن الأمير السعودي سعى جاهداً لإنجاح اكتتاب أرامكو، عبر محاولته طرح الاكتتاب في السوق المالي بلندن أو نيويورك لجمع 100 مليار دولار من هذه العملية، لكن إجمالي ما جمعه الأمير هذا الأسبوع كان متواضعاً. وبيعت حصص بقيمة 25 مليار دولار في السعودية ومنطقة الخليج فقط. وتجنبت معظم المؤسسات الدولية عملية الطرح العام، التي لم تطرح لا في لندن ولا نيويورك، بل في سوق التداول المحلي بالرياض.
وأشارت الصحيفة إلى أن الفشل الكبير لطموحات الأمير هو نتيجة تراجع الثقة الدولية تجاه نظامه منذ مقتل الصحفي جمال خاشقجي. ولكن ولي العهد معروف عنه أنه حاكم متهور، ويبدو أنه لم يتعلم شيئاً من أخطائه الإجرامية. ففي الوقت الذي كانت فيه الحكومة تروج لعمليات بيع أسهم أرامكو قامت بحملة اعتقالات جديدة، طالت كتاباً ومدونين وصحفيين في الفترة ما بين 16-21 من نوفمبر الماضي في ثلاث مدن سعودية. ويقال إنه تم الإفراج عنهم قبل أيام بسبب الضغوط الدولية والاحتجاج على اعتقالهم.
واستغربت الصحيفة أن القليل فقط من المعتقلين كان ناشطاً في السابق، فمعظمهم من الذين دعموا في كتاباتهم ثورات الربيع العربي 2011 ولكنهم التزموا بالصمت منذ وصول محمد بن سلمان إلى السلطة. وأشارت لمقالة الأكاديمية السعودية التي تعيش في المنفى “مضاوي الرشيد”، حيث قالت إن صمتهم جعلهم مذنبين في عين النظام بـ ”جريمة الغفلة”، فهم كتاب مستقلون ولكنهم فشلوا في تقديم الدعم الحماسي للأمير ومبادراته.
وعلقت الصحيفة أن انتهاكات السلطة الحالية الذي تجاوز كل الانتهاكات التي مارستها الحكومات السعودية السابقة يدمر خطط التحديث وتنويع الاقتصاد. وبدلاً من ذلك تتجه السعودية ببطء نحو الإفلاس: فالعجز في الميزانية هذا العام أعلى بمرتين من المبلغ الذي ستجمعه من بيع حصص أرامكو، لكن يبدو أن محمد بن سلمان لم يظهر أي إشارة تدل على تغيره.
وتواصل السلطات “احتجاز عدد من الرجال والنساء الأقل شهرة وكانوا ناشطين على “تويتر” ولا يزالون في غرف التعذيب، حيث تم تعذيب النساء الناشطات في حقوق المرأة قبل ذلك” حسب منظمة القسط لحقوق الإنسان. وبعد الضغط الدولي أفرجت السلطات عن بعض النساء المعتقلات وعددهن 18 ناشطة اعتقلن العام الماضي. ولكنها لم تلغ الاتهامات الموجهة إليهن، فيما لا تزال خمس ناشطات معروفات خلف القضبان، بعضهن في سجون انفرادية.
وترى الصحيفة أنه ومن خلال التبرير الذي أعطاه الرئيس ترامب لولي العهد بشأن جريمة قتل خاشقجي؛ فإنه يكون قد أعطاه انطباعاً أن باستطاعته مواصلة وحشيته والحصول في الوقت نفسه على الاستثمارات الغربية التي يحتاج إليها لإنقاذ الاقتصاد السعودي. ولكن أحداث الشهر الماضي تؤشر باتجاه نتيجة مختلفة: “نظام يتغذى فيه عدم التسامح والعزلة الدولية من بعضهما البعض“.