تشير صحيفة فايننشال تايمز البريطانية في تقرير إلى أن ملك السعودية سلمان بن عبد العزيز جلب الحرس القديم مرة أخرى إلى الحكومة، وذلك من خلال التعيينات والتعديلات التي أمر بإجرائها قبل أيام.
ويوضح التقرير -الذي اشترك في إعداده أحمد العمران من الهفوف وأندرو إنغلاند من لندن- أن التغييرات بمجلس الوزراء السعودي محاولة واضحة لجلب الخبرة والهيكلية لصنع القرار.
وتضيف الصحيفة أنه عندما تم اعتقال الوزير السابق إبراهيم العساف بفندق ريتز كارلتون في الرياض -خلال حملة مكافحة الفساد غير العادية التي نفذها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان- اعتقد الكثيرون أنها كانت نهاية مشينة لحياة مهنية طويلة تخدم الدولة السعودية.
عساف الذي خدم كوزير مالية في عهد ثلاثة ملوك يعود الآن إلى الحكومة بعد مرور عام على حادثة اعتقاله، وفق ما تقول فايننشال تايمز.
قائد فعلي
وتوضح أن الملك سلمان عين الخميس الماضي العساف وزيرا للخارجية، وهو منصب أخذ يزداد أهمية مع مواجهة الرياض للأزمة الدبلوماسية الناجمة عن جريمة قتل المواطن الكاتب الصحفي جمال خاشقجي بالقنصلية في إسطنبول أوائل الشهر قبل الماضي.
وتضيف الصحيفة أن العساف يعتبر واحدا من اثنين من المحاربين القدامى الذين تم إعطاؤهم أدوارا بارزة بالحكومة الجديدة، حيث أمر الملك بتغييرات حكومية واسعة في محاولة واضحة لاستخلاص الخبرة والمزيد من الهيكل المؤسسي لصنع القرار.
ونسبت إلى أحد السعوديين المطلعين القول “إنهم يحاولون بناء إطار مؤسسي لمعالجة بعض الأخطاء التي وقعت خلال الأشهر الـ 12 الماضية” مشيرا إلى جريمة قتل خاشقجي، والخلافات السعودية مع كندا وألمانيا، والتي حدثت تحت ناظري بن سلمان.
ويضيف المصدر المطلع أن الأزمة الناجمة عن قتل خاشقجي أجبرت القيادة على ما يبدو على جلب المزيد من الضوابط والتوازنات.
تغييرات ومخاوف
وتساءلت الصحيفة ما إذا كانت هذه التغييرات ستكون كافية لتهدئة المخاوف الغربية بشأن الاتجاه الذي سلكته السعودية تحت قيادة بن سلمان القائد الفعلي للبلاد.
وتشير إلى أنها أيضا محاولة لتوجيه رسالة إلى العالم مفادها أنه يتم تمكين الأيدي ذات الخبرة بالسعودية، غير أن بن سلمان يحتفظ بالسيطرة القوية على البلاد.
وأما الشخصية الأخرى التي تم تكليفها بدور حاسم فتتمثل في الأمير عبد الله بن بندر بن عبد العزيز الذي أوكل إليه الملك قيادة الحرس الوطني، والذي يعتبر وحدة النخبة المسؤولة عن حماية عائلة آل سعود الحاكمة.
وتضيف الصحيفة أن الملك أمر الخميس أيضا بالمزيد من التعيينات وإحداث المزيد من التغيرات في الحكومة الجديدة.