قالت صحيفة إسبانية إن ضابط المخابرات السعودي السابق سعد الجبري، يدعي أنه في مرمى نيران ولي العهد محمد بن سلمان، بسبب الصلة بينهما إلى جانب الأسرار التي يعرفها عن المملكة.

وأشارت “ألموندو” إلى إن “ابن سلمان يحتفل بمرور 4 سنوات على تنصيبه وليا للعهد في السعودية، لكن، يحيط بهذا الاحتفال الكثير من الظلال بسبب طريقته في الاستيلاء على السلطة من خلال القضاء على خصومه”.

علاوة على ذلك، أثارت أساليبه في تطهير بيئة ولي العهد السابق محمد بن نايف، الذي أصبح قيد الإقامة الجبرية منذ الإطاحة به عام 2017؛ الكثير من التنديد وأطلقت ناقوس الخطر.

 

مصير خاشقجي

وذكرت الصحيفة أن من الشخصيات الأخرى التي أصبحت في مرمى ابن سلمان يبرز المسؤول الكبير السابق في المخابرات السعودية، الجبري، الذي استنكر تحول عائلته إلى ورقة مساومة لإجباره على العودة من المنفى ليتم احتجازه.

من جهتهم، يدافع حلفاء ابن سلمان عن أن قضيته “جزء من حملة مكافحة الفساد التي يقودها في المملكة”.

وتجدر الإشارة إلى أن الجبري، الذراع اليمنى لابن نايف، موجود حاليا في كندا، ويخوض معركة قانونية ضد الزعيم السعودي بحكم الأمر الواقع.

ونوهت الصحيفة بأن “المسؤول السابق في المخابرات السابق يتهم ابن سلمان بإرسال 50 عميلا إلى كندا لقتله عام 2018، ويدعي أن الخطة فشلت، عندما فشلت هذه الفرقة في اجتياز الحدود الكندية”.

من جانبه، ينفي ولي العهد كل هذه الاتهامات، لكن الجبري أوصل قضيته وندد بها في مارس/آذار 2020 في محكمة اتحادية أميركية، وفق ألموندو.

وبشكل عام، تستذكر هذه الشكوى قضية الصحفي جمال خاشقجي الذي اغتيل من قبل نفس الفرقة السعودية – فرقة النمر- في أكتوبر/تشرين الأول 2018، بقنصلية المملكة بإسطنبول.

وأوردت الصحيفة أن الجبري كان شأنه شأن خاشقجي، شخصية مقربة من ولي العهد السابق، ابن نايف.

وفي السياق، توصلت المخابرات الأميركية إلى أن ابن سلمان نفسه “وافق على عملية القبض على خاشقجي أو اغتياله”، وفقا لتقرير نشرته واشنطن في شباط/فبراير 2021.

 

أحداث مروعة

ونقلت الصحيفة أن ابن نايف، ابن عم محمد بن سلمان، أزيح من ولاية العرش قبل 4 سنوات ووضع رهن الإقامة الجبرية.

وحتى يومنا هذا، لا يعرف أي شيء عن موقع وزير الداخلية السعودي السابق، الذي كان يتمتع بنفوذ كبير في دوائر المخابرات الغربية. وخلال الفترة التي خدم فيها الجبري قسم المخابرات، تمكن من إقامة روابط مهمة مع وكالة المخابرات المركزية.

وبشكل عام، تنسب المخابرات الغربية للجابري، إلى جانب وكالة المخابرات المركزية، كلا من التحول والتحديث في جهاز الأمن السعودي.

وأضافت الصحيفة أنه عندما حدث انقلاب القصر السعودي بقيادة ابن سلمان على ابن نايف في يوليو/تموز2017، كان الجبري خارج المملكة.

وعندما رأى كيف خلع رئيسه المباشر من منصبه، قرر عدم العودة؛ ربما مستشعرا بما سيحدث في الأيام القليلة القادمة.

وبعد أشهر قليلة من إعلان ابن سلمان خليفة للعرش، انطلقت حملة تطهير في شكل حملة لمكافحة الفساد أدت إلى اعتقال أكثر من 300 من أعضاء القصر الملكي ورجال الأعمال في فندق “ريتز كارلتون” بالرياض.

ولم يكتف ابن سلمان بذلك، فعمل على إغلاق المطار لمنع المذكورين من مغادرة البلاد.

وفي إطار سعي ابن سلمان للسيطرة على المملكة دون معارضة، اعتقل أيضا العشرات من نشطاء حقوق الإنسان.

وبحسب موقع “ميدل إيست آي”، تشير مصادر مطلعة على الوضع إلى أن ولاء الجبري لابن نايف ومعرفته بتعقيدات المملكة، بعد عقود من العمل في وزارة الداخلية، جعلته هدفا لحملة تطهير ابن سلمان.

وأكد نفس المصدر أن “محاولة اغتيال سعد قبل أيام، مثلها مثل مقتل جمال خاشقجي، لم تكن حادثة استثنائية بل بالأحرى كانت تعكس الطريقة التي يعمل بها ابن سلمان بانتظام في السنوات التي سبقت الأحداث المروعة لمقتل الصحفي في عام 2018″.

 

مصير وحشي

وأضافت الصحيفة أن مجموعة من الشركات العامة في الدولة العربية أطلقت دعوى قضائية ضد الجبري في كندا، متهمة إياه بتحويل مليارات الدولارات من أموال الدولة بينما كان مسؤولا كبيرا في وزارة الداخلية، في محاولة لتسليمه قسرا إلى المملكة، في يناير/كانون الثاني 2021.

وفي السياق، قال نجله خالد – المنفي أيضا في كندا – إن الاتهامات الموجهة لوالده غير صحيحة وأن ابن سلمان استهدفه لأنه كان يعرف الكثير من الأسرار عن المملكة. فيما جمدت حسابات الجبري من قبل لجنة مكافحة الفساد برئاسة ابن سلمان.

وأوردت الصحيفة أنه بالتوازي مع ملاحقة الجبري، ألقي القبض على اثنين من أبنائه – عمر، 23 سنة، وسارة، 21 سنة- عام 2020 وحكمت عليهما محكمة سعودية بالسجن مدة 9 و6 سنوات ونصف على التوالي، في محاكمة تخللها وجود مخالفات، بحسب الأسرة.

أما التهمة التي وجهت إليهما، فتمثلت في غسل الأموال والتآمر للهروب من المملكة بطريقة غير مشروعة.

وفي حلقة أخرى تذكر بـ”المصير الوحشي” لخاشقجي، ندد المسؤول رفيع المستوى في المخابرات السعودية بمحاولة عملاء ابن سلمان في سبتمبر/أيلول 2018 إغواء إحدى بناته، حصة المزيني، لزيارة القنصلية السعودية في إسطنبول، المدينة التي تعيش فيها، وقد شجعتها القنصلية على تجديد جواز سفرها لتتمكن من العودة إلى السعودية.

في هذا الصدد، أعربت وزارة الخارجية الأميركية عن “قلقها العميق” بشأن اعتقال أبناء الجبري، التي وصفته بـ”الشريك القيم في مكافحة الإرهاب، والذي ساعد عمله في إنقاذ أرواح لا تحصى من الأميركيين والسعوديين”.

كما أعربت وزارة الخارجية الكندية عن قلقها بشأن اعتقال عمر وسارة.

من جانبه، قال رئيس البعثة الأميركية السابق في الرياض، ديفيد رونديل، لصحيفة “فاينانشيال تايمز”: “ليس من الواضح ما إذا كان ابن سلمان ينظف البحر أم أنه ينشئ طاقما جديدا من القراصنة. ربما هو يجهز خلطة مركبة من الاثنين”.