– حازم عياد/ كاتب وباحث سياسي
أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكي جو بايدن سينطلق في جولة تشمل المنطقة العربية في 13 و16 من تموز المقبل، سيزور خلالها إسبانيا لحضور قمة الناتو ومن بعدها يتوجه إلى فلسطين المحتلة ليلتقي قادة الكيان الصهيوني ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في رام الله.
جولة بايدن ستشمل المشاركة في قمة دول مجلس التعاون الخليجي وبحضور الأردن ومصر والعراق في جدة، وبرعاية الملك سلمان بن عبد العزيز الذي تمت الإشارة إليه بوضوح في بيان البيت الأبيض.
الديوان الملكي السعودي من ناحيته اكد امس الثلاثاء 14 يونيو زيارة جو بايدن للسعودية في 16 من يوليو المقبل دون أن يكشف عن جدول أعمال الزيارة وتفاصيلها، وإن كانت ستشمل لقاءات منفردة لبايدن مع قادة دول المنطقة المشاركين بالقمة، أم ستقتصر على إلقاء خطاب على المجتمعين في جدة، وإن كانت ستتضمن الإعلان عن وثيقة جديدة وتفاهمات أمنية وسياسية واقتصادية، أم أنها مجرد محاولة لكسر الجليد بين إدارة بايدن وكل من الرياض وأبوظبي.
فالإعلان عن زيارة بايدن جاء بعد جدل أمريكي داخلي كبير حول طبيعة العلاقة التي تجمع الإدارة الأمريكية الحالية بالقيادة السعودية وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، كما أنها جاءت بعد اشتعال حرب أوكرانيا والجهود الأمريكية لحظر النفط الروسي، وزيادة إنتاج النفط العربي في المقابل.
رغم وضوح الأجندة الأمريكية والخليجية التي تبلورت خلال الأشهر التي تبعت اندلاع حرب أوكرانيا، فالتصعيد الإسرائيلي مؤخرا في سوريا بغارات استهدفت مطار دمشق، والعمليات الاستخبارية التي استهدفت إيران، والنشاط الاستفزازي شرق المتوسط بإرسال سفن الحفر إلى المنطقة المتنازع عليها بين لبنان والكيان الصهيوني، مَثَّل محاولة جادة لإسرائيل لفرض أجندتها على بايدن والمجتمعين في جدة، خصوصا أن الزيارة سبقها فيض من التسريبات الإعلامية الإسرائيلية حول أهداف الزيارة الرئاسية الأمريكية للسعودية وغاياتها.
الكيان الصهيوني معني بخلق مناخ إقليمي يسمح لها بتمرير أجندتها الإقليمية ووضعها على سلم أولويات المجتمعين في جدة؛ فشحن الكيان الصهيوني الأجواء بمناخات الحرب كما ورد على لسان رئيس أركان جيش الاحتلال كوخافي.
والتي استعرض فيها إمكاناته الخطابية في تهديد لبنان بالدمار في حال استهداف النشاطات الصهيوني في حقل كاريش، والتحذير قبل ذلك من البرنامج النووي الايراني على لسان وزير الخارجية لبيد، ورئيس الوزراء بينت ووزير الدفاع غانتس، تؤكد ان إسرائيل تروج لنفسها كقوة عسكري قادرة على حماية تدفق الغاز والنفط الى أوروبا.
شحن الأجواء يضمن لقادة الكيان الصهيوني تمرير اجندته السياسية والامنية في المنطقة، وعلى رأسها مشروع الإنذار المبكر الذي يسمح للكيان بزرع منظوماته للدفاع الجوي، وعناصر من جيشه في عدد من البلدان العربية لمساعدته على مواجهة الهجمات البالستية او المسيرات القادم من إيران ومن غيرها، والأهم من ذلك اختراق المنظومات الامنية العربية والسياسية والقطاعات الاقتصادية على رأسها قطاع الطاقة بتقديم نفسه كحامٍّ للحمى.
الكيان الصهيوني وإن لم يكن حاضرًا في قمة جدة، فإنه يأمل أن يكون كذلك عبر أجندته التي يتوقع أن يحملها بايدن وعدد من المسؤولين، فان كانت إسرائيل أعدت أجندتها التي تعرفها جيدا فهل اعد العرب أجندتهم في المقابل لفرضها على على بايدن؟ فأجندتهم يجب أن تتضمن إنذاراً أخيرا لبايدن بالذهاب إلى الصين وروسيا.