خاص: تصريحات جريئة تلك التي أطلقها مسؤول السياحة في مدينة “نيوم”، أندرو ميكوفي، حول المدنية التي يسعى ولي العهد السعودي “محمد بن سلمان” لإنشائها ككانتون على أرض المملكة التي تحوي أقدس المقدسات الإسلامية؛ الحرمين الشريفين.

فـ”ميكوفي” وعد كل من يسكن تلك المدينة الكانتونية بأرض الأحلام وجنة الأرض التي لا يوجد عليها أي شيء محرم، فكل شيء مباح طالما أنت من “النيوميين”؛ أي من سكان “نيوم”، وهو الأسم الذي أطلقه المسؤول على سكان تلك البقعة من أراضي المملكة.

والكانتون؛ كما هو معروف تقسيم إداري، يكون صغير نسبيًا من حيث المساحة والسكان عندما يقارن بالتقسيمات الأخرى، مثل؛ المحافظات أو الإدارات أو الأقاليم. وأشهر الكانتونات في العالم وأهمها سياسيًا هي تلك في سويسرا، والكانتونات في كوستاريكا، وهي السياسة التي اتبعها الاحتلال الصهيوني في تقسيم أراضي الضفة الغربية، من خلال تقسيمها بالمغتصبات (المستوطنات) لتصبح الأراضي الفلسطينية عبارة عن كانتونات منفصلة.

 

الجنة الموعودة:

قال مسؤول السياحة في مدينة “نيوم” في تصريحات لصحيفة “ناشونال نيوز”، على هامش معرض سوق السفر العربي، المنعقد حاليًا في مركز التجارة العالمي بدبي، إن مشروع المدينة الموعودة سيكون دولة منفصلة داخل المملكة، وأن الخمور سوف يسمح بتداولها داخل المدينة.

وأوضح “ميكوفي” أن “مدينة نيوم ستُعامل كدولة داخل الدولة، بمنطقتها الاقتصادية وسلطتها الخاصة، وحتى قوانينها ولوائحها ستكون مختلفة عن القوانين التي تُطبق في السعودية، لكي تتوافق مع طموحات الأشخاص الذين سيعملون ويعيشون هناك”.

وأضاف أن “نيوم ستُعامل كدولة خاصة، منفصلة عن القواعد التي تحكم بقية المملكة، لأننا نبني دولة جديدة بالكامل تقريبًا من الصفر”.

وأشار “ميكوفي” إلى أن “الأشخاص الذين سيعيشون في نيوم لن يُشار إليهم على أنهم سعوديون، وسيطلق عليهم لقب (نيوميين Neomians)”.

كما ذكر أن المشروبات الكحوليات لن تكون ممنوعة في نيوم، بزعم تقديم خدمات سياحية تنافسية للزوار، وأن نقدم ما تقدمه الوجهات المتنافسة، على حد قوله.

وقال “إنها وجهة جذابة لكثير من الناس لأنها فرصة للمساعدة في إنشاء دولة جديدة بالكامل تقريبًا من الصفر”.

 

– جيل “ابن سلمان” الجديد:

ولكن أخطر تصريحات “ميكوفي” تلك التي قال فيها إن “أقوى قوة لدينا وراء هذا؛ هو جيل جديد من الشباب السعودي الذين يعتنقون بشغف مستقبلًا جديدًا، ويعتبرون نيوم منارة لذلك المستقبل”.

نعم؛ تلك هي الخلاصة، والنتيجة التي سعى لها “ابن سلمان” من بنائه تلك المدينة ومثيلاتها كـ”ذا لاين”، والهوية الغربية التي يحاول فرضها على السعوديين منذ توليه ولاية العهد، إيجاد جيل من “النيوميين”، ليس فقط في “نيوم”، ولكن في كل بقاع المملكة السعودية، وأن تكون “نيوم” مجرد نقطة انطلاق لهذا الجيل الذي يريد به “ابن سلمان” مسخ ومحو هوية المملكة التي عرفت بها طوال العقود الماضية.

جيل يعتنق أفكار المملكة التي يريد “ابن سلمان” أن يوجدها على أرض المملكة، لا شيء ممنوع ولا توجد محرمات، وكل شيء مستباح ومباح باسم الحرية التمدن والتجديد والتطوير والتمكين.

 

ومشروع “نيوم”؛ الممول بشكل أساسي من خلال مليارات الدولارات التي خصصها صندوق الاستثمارات العامة في المملكة العربية السعودية، ومن المقرر أن يكون مدينة ضخمة متطورة من الناحية التكنولوجية وصديقة للبيئة من شأنها أن تجتذب الاستثمارات والشركات من جميع أنحاء العالم، على حد زعم القائمين عليها.

وتبلغ مساحة المشروع ضعف مساحة نيويورك، وتقع في منطقة تبوك الشمالية الغربية بالمملكة العربية السعودية على طول ساحل البحر الأحمر، ومن المخطط أن تكون مدينة مستقبلية، مع سيارات أجرة طيران، وقمرًا اصطناعيًا، ودروسًا يدرسها معلمو التصوير المجسم كل شيء من المقرر مشاهدته داخل حدود المدينة الكبرى، وهي من الأشياء التي من المفترض أن تجذب عقول الشباب الشغوف بكل ما هو جديد ومتطور ومستقبلي!