خاص: تقريبًا لم يبق شيء لم تفعله حكومة الرياض لتثبت للعالم الغربي أنها ليست متشددة وليست سلفية، بل وليست إسلامية بالمرة، والغرب كان يعرف هذا من سلوك الرياض الخارجي ويمتعض من تصرفات داخلية، حتى جاء (مبس) ليشتري العرش بأي ثمن، وبعد قتل خاشقجي الشنيع على يد وحوش (مبس) صار مستعدًا لفعل أي شيء حتى لو قيل له: ارقص عاريًا.
المظالم والمنغصات والمنكرات تملأ أرض الجزيرة العربية وبلاد الحرمين الشريفين، ولم يبق إلا أمور سنراها أو نرى مثلها قريبا ما لم يتحرك الشعب لإنقاذ نفسه وماله والدفاع عن دينه وتقاليده وتماسكه، والحفاظ على شرف جوار الحرمين وخدمتهما.
فلا نستغرب لو نصبت في مدن بلادنا تماثيل لكل من اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى، ولن نستغرب لو نادى المنادي بأعلى صوته من منابر الديوان الملكي وإمارات المناطق قائلاً: اعل هبل، ولن نستغرب حين تدق نواقيس الكنائس في محيط مكة والمدينة وباقي مدن جزيرتنا.
ولن نستغرب لو امتلأت الزوايا بدكاكين الخمر، وشاع في الزوايا بيوت الدعارة والعهر والخنا، وصارت الطائرات تنقل لبوابة الحرمين ولغيرها من المدن الحجاج والمعتمرين والسكارى والزناة والفجرة في آن واحد.
ولن نستغرب حين ترتفع أعلام إسرائيل في سماء الرياض، ويحل زعماء اليهود أضيافًا على قصور السلام والعوجا، بل وحتى الصفا، فلربما رق قلب نتيناهو من مشاهدة الحرم أو سماع صوت السديس وهو يتصنع البكاء أو يستظرف بلغة عبرية.
وماذا بقي؟ لا شيء؛ فـ(مبس) أفقرنا، و(مبس) أهاننا، و(مبس) يأبى إلا أن يجعلنا لعنة في الدنيا وعند التاريخ، و(مبس) لا يرتاح حتى يأخذنا معه إلى نار جهنم، فهل سنرضى ونسكت؟!