خاص: رغم العنف الذي تواجهه المعارضة السعودية سواء داخل المملكة أو خارجها من قبل النظام الغاشم، والذي استعرت مواجهته بعد اعتلاء “محمد بن سلمان” لمقعد ولاية العهد، إلا أنه لا يزال للحق صوت، يستحق أن يُبرز أمام سيل التزييف والاتهامات الملفقة التي يتقن النظام السعودي لصقها بكل من يعارضه.
وسنحاول في هذه الزاوية استعراض أهم وأبرز الأنشطة المناهضة لاستبداد النظام السعودي، والقضايا التي يتبناها النشطاء والأكاديميون والمثقفون السعوديون في مختلف دول العالم، في محاولة لاطلاع القارئ على جهودهم في التصدي لمشروع “ابن سلمان” السلطوي الاستبدادي.
– ذكرى وفاة المفكر الحقوقي عبد الله الحامد الثالثة:
تمر في أواخر شهر أبريل، الذكرى الثالثة لوفاة الإصلاحي السعودي البارز، عبد الله الحامد، داخل محبسه، في 24 أبريل 2020، حيث أمضى الأعوام السبعة الأخيرة من حياته في السجن، بعد إدانته في مارس/آذار 2013 بسبب نشاطه السياسي والحقوقي السلمي.
والوفاة جاءت بسبب التدهور الصحي للحامد في الأشهر الأخيرة، وأجّلت السلطات عملية قلب كان قد أطلعه طبيب أنّه بحاجة إليها في أوائل 2020. أضافت الجمعية أنّ السلطات اتخذت خطوات لمنع الحامد من مناقشة وضعه الصحي مع عائلته. تعرّض لجلطة في 9 أبريل/نيسان، وبقي في غيبوبة في المستشفى حتى وفاته في 24 أبريل/نيسان.
كان الحامد أستاذا جامعيا، وإصلاحيا سياسيا، وأحد مؤسسي “جمعية الحقوق المدنية والسياسية السعودية (حسم)”. دافع عن حقوق الإنسان لأكثر من 25 عاما، واحتجزته السلطات السعودية أكثر من ست مرّات منذ 1993. يقول ناشطون حقوقيون سعوديون إنّه لم يتلقَّ الرعاية الطبية المناسبة قبل وفاته.
في 2009، شارك الحامد، وأكاديميون، وحقوقيون آخرون في تأسيس حسم ردا على الوضع المتدهور لحقوق الإنسان في السعودية. دعت الجمعية السلطات السعودية إلى تطبيق مبادئ “الإعلان العالمي لحقوق الإنسان”. كما أوصت بخلق نظام مَلَكي دستوري فيه برلمان مُنتخب ومؤسسات قانونية شفافة تخضع للمساءلة. ساعدت الجمعية أيضا عائلات عديدة على مقاضاة وزارة الداخلية بسبب انتهاكاتها للقانون السعودي في قضايا الاحتجاز التعسفي.
في أبريل/نيسان 2012، نشر الحامد ونشطاء آخرون عريضة تطالب باستقالة وزير الداخلية السابق الأمير نايف بسبب عشرات آلاف المحتجزين الذين قيل إنّهم تعرّضوا لسوء المعاملة أثناء توليه المنصب. اتخذت السلطات إجراءات جنائية ضدّه وضدّ زميله محمد القحطاني بناء على اتهامات شملت “إثارة الفوضى وزعزعة النظام العام”، بالإضافة إلى انتقاد القادة الدينيين والنظام القضائي في المملكة.
في 9 مارس/آذار 2013، حكمت المحكمة الجزائية في الرياض على الحامد بالسجن لخمسة أعوام، مضيفة حكما سابقا بستة أعوام تمّ إلغاؤه بموجب عفو ملكي مشروط أصدره الملك الراحل عبد الله في 2006. أمرت المحكمة بمصادرة أصوله، وحلّ الجمعية، وإقفال حساباته على وسائل التواصل الاجتماعي. قضى حكمه في سجن الحائر قرب الرياض.
من ناحيته، علق الصحفي السعودي المعارض، تركي الشلهوب، على ذلك بقوله: “تمر اليوم ذكرى وفاة قائد حركة الحقوق المدنية، ورائد الدعوة الدستورية في بلادنا، المناضل عبدالله الحامد أبو بلال، الذي رحل كما يليق بمثله أن يفعل، مناضلا، ثابتا، معطاءً كالنهر.. فـرحمه الله رحمة واسعة”.
بينما قالت مؤسسة “ذوينا” لمناصر أهالي معتقلي الرأي بالسعودية: “24 أبريل 2020 حيث غيّب الموت الدكتور #عبدالله_الحامد الذي يٌعد أحد مؤسسي جمعية حسم”.
وأضافت المؤسسة: “تعرض الحامد للإهمال الطبي وهو على سرير المرض في أحد مستشفيات الرياض، ونقلته السلطات من سجن الحاير سيء الصيت إلى العناية المركزة في 9 أبريل 2020 إثر تعرضه لجلطة دماغية أدخلته في غيبوبة”.
فيما قالت الأكاديمية السعودية المعارضة، حصة الماضي: “قبل 3 سنوات فجعنا بخبر وفاة شيخ الإصلاحيين الدكتور #عبدالله_الحامد، وهو في المعتقل حيث تم منعه من الرعاية الصحية مما أدى إلى تفاقم حالته ووفاته وهذا الانتهاك والتساهل بأرواح المعتقلين ليس بجديد على السلطة السعودية المستبدة”.
في حين قالت الناشطة السعودية المعارضة، مها القحطاني: “في مثل هذا اليوم 24 أبريل فجعنا بوفاة شيخ الإصلاحيين الدكتور #عبدالله_الحامد نتيجة الإهمال الطبي ومازالت قلوبنا تنزف دما، رحمك الله وأسكنك الفردوس الأعلى، لا تنسوه من دعائكم فقد كان من دعاة الإصلاح المخلصين”.
وقال حساب “مجتهد فيديو” الشهير عبر “تويتر”: “كم تخاف دولة ابن سعود عن كلمة الحق حتى قيّدته .. ولكنها لا تعرف بأن الأصوات والأفكار الحرة لا تتقيد ولا تموت بل ستظل في قلوب الأحرار.. لا تستطيعون سجن جميع النشطاء، فالنشطاء مثل الزرع ينبتون كل يوم” #عبدالله_الحامد”.
وقال الباحث في الشأن الخليجي، فهد الغفيلي: “رحم الله شهيد الحرية وشيخ الحقوقيين الدكتور عبد الله الحامد…قال كلمته ومضى…ولكن أثرها سيبقى. الذكرى السنوية الثالثة لوفاته”.
بينما قال الناشط السعودي المعارض بالخارج، ناصر القرني: “اليوم الذكرى الثالثة لوفاة أبوبلال -رحمه الله- قال في أحد الأيام :- لا أطالب بحقوق هذا الشعب لنفسي ، فإنما أنا رجل كبير ولم يبق من العمر أكثر مما ذهب ، لكني أطالب لجيل من الشباب ممن رأيت الحماسة في أعينهم وحب الإصلاح”.
– الحرب على المخدرات:
تفاعلت المعارضة السعودية مع التقارير الإعلامية الرسمية حول جهود الحكومة في ضبط تجار المخدرات، ومنع دخول كميات كبيرة من المخدرات بأنواعها المختلفة.
وجاء ذلك الاهتمام من قبل أطياف المعارضة بالمملكة بعد قيام الذباب الإلكتروني بالترويج لتلك الحملة من خلال وسم #الحرب_على_المخدرات.
وقال الصحفي السعودي المعارض، تركي الشلهوب: “ملف المخدرات في بلادنا شائك، وهي مستهدفة خارجيا فيه بشكل كبير، إلا أن مافيات الفساد هي من تسهل دخول هذا السم إلى البلد ومن ثم تفريقه، وقد كان الرائد تركي الرشيدي يعرفهم، وقد وجه رسالة للملك بأن لديه معلومات هامة وحساسة وطلب لقائه، فاختفى الرشيدي منذ ذلك الحين ولم يره أحد.. لماذا؟!”.
وتابع “الشلهوب” بقوله: “لا شك بأن هناك رجال مخلصين في حملات #الحرب_على_المخدرات ، وجهودهم تقلل كثيراً من استباحة بلادنا بالمخدرات، لكن أصل البلاء في هوامير الفساد، والمتنفذين الداعمين لهم، الذين أوصلوا الحال بأن تكون بلادنا عاصمة الشرق الأوسط للمخدرات”.
فيما قال العقيد السعودي المنشق، رابح العنزي: “في ظل الاستراتيجية الشاملة لتنويع مصادر الدخل السعودي يقوم محمد بن سلمان ببيع وترويج المخدرات المصادرة كمورد مالي إضافي لدعم اقتصاد الدولة”.
وأضاف “العنزي”: “يتم جمع المخدرات المصادرة في مستودعات كبيرة ثم يتم إعداد محاضر إتلاف مزيفة قبل توزيعها وبيعها على المواطنين خاصة من فئة الشباب”.
في حين قالت الأكاديمية السعودية المعارضة بالخارج، حصة الماضي: “أين #تركي_الرشيدي الذي أبلغ عن من يقف خلف دخول #المخدرات لـ #السعودية وتم اعتقاله واختفت أخباره”.
بينما قال الناشط السعودي المعارض، ناصر القرني: “الحملة الحالية على تجار المخدرات مهمة جدًا خصوصًا بعد تفشيها في البلد، لكنها تتناقض مع التطبيع مع أكبر مهرب مخدرات للبلد – النظام السوري – واختفاء الرائد تركي الرشيدي منذ ٨ سنوات الذي تكلم عن رؤوس كبيرة تعمل في ترويج المخدرات”.
– إجلاء السعوديين من السودان:
روج الذباب الإلكتروني التابع للديوان الملكي السعودي للعمليات التي يقوم بها الجيش السعودي لإجلاء رعايا المملكة في السودان، واصفين إياها بأنها مهمة مستحيلة.
ونشرت حسابات على “تويتر” مفتخرة بجواز السفر السعودي وأنه يحمل الحماية لكل من يحمله، وهو ما أثار ردود فعل غاضبة من قبل أطياف من المعارضة.
وقال الصحفي السعودي المعارض، تركي الشلهوب: “من الطبيعي والبديهي والاعتيادي أن تقوم دولة ما بإجلاء مواطنيها في بلاد تشهد اضطرابات مفاجئة.. أما غير الطبيعي أن يتحول هذا الإجلاء إلى موسم تطبيل وتبجيل وتضخيم، لكن السبب واضح: لا يوجد عداه ما يستحق التطبيل وللتغطية على الإخفاقات.”
وقال الناشط المعارض، هاني صبيان: “لا تحدثني عن الجواز الذي يتيح الدخول، فكل جوازات السفر تعتبر وثائق سفر لدخول الدول.. أريدك ان تحدثني عن اقوى جواز سفر يمكن صاحبه من الخروج بسلام وامان وقت الازمات، ووقت الكوارث، والجوائح والحروب!”.
فيما قالت الناشطة السعودية المعارضة بالخارج، أريج السدحان: “حامل هذا الجواز 🇸🇦 في السعودية بلا حقوق ولا كرامة ولا حرية واذا تنفس ولو بتغريدة ستحرك اساطيلها وجيوشها لخطفه وتعذيبه وسجنه و اخفاءه قسريا لسنوات”.
وقالت الاكاديمية السعودية المعارضة، حصة الماضي، ساخرة من الترويج لحماية جوزا السفر السعودي لصاحبه: “الحمدلله الذي سهل لنا الخلاص من #الجواز_السعودي لأنه وباء على حامله”.
بينما قال حساب “مجتهد فيديو” الشهير عبر “تويتر”: “إن كنت لائذاً على جدار ” السفارة السعودية ” فهذا يعني أنك في حمى نظام “مناشير” المملكة العربية السعودية ثم تقطع أوصالك ولا أحد يعرف أين جثتك”.
فيما قال الباحث في الشأن الخليجي، فهد الغفيلي: “معظم الدول أجلت مواطنيها (ومواطني دول أخرى) من السودان. ولكن لم نجد لهم جلبة وضجيجًا كما فعل إعلام المملكة الرسمي. عقدة النقص عند ابن سلمان وحب المديح تتجلّى في كل المواقف”.
وعلق الناشط السعودي المعارض، عبد الله الغامدي، على ذلك بقوله: “السعودية مضخمة عملية #اجلاء_رعايا_الدول_من_السودان كأنها من المهمات المستحيلة مع أن الأمر تم ترتيبه وتنسيقه مع الأطراف المتقاتلة في #السودان ! خف علينا يا محمد رامبوا”.