خاص: رغم العنف الذي تواجهه المعارضة السعودية سواء داخل المملكة أو خارجها من قبل النظام الغاشم، والذي استعرت مواجهته بعد اعتلاء “محمد بن سلمان” لمقعد ولاية العهد، إلا أنه لا يزال للحق صوت، يستحق أن يُبرز أمام سيل التزييف والاتهامات الملفقة التي يتقن النظام السعودي لصقها بكل من يعارضه.

وسنحاول في هذه الزاوية استعراض أهم وأبرز الأنشطة المناهضة لاستبداد النظام السعودي، والقضايا التي يتبناها النشطاء والأكاديميون والمثقفون السعوديون في مختلف دول العالم، في محاولة لإطلاع القارئ على جهودهم في التصدي لمشروع “ابن سلمان” السلطوي الاستبدادي.

 

تبليغ “ابن سلمان” بدعوى قتل “خاشقجي”:

كشفت منظمة “الديمقراطية الآن للعالم العربي” (DAWN)، بأنها نجحت هي و”خديجة جنكيز”، خطيبة الصحفي السعودي الراحل “جمال خاشقجي”، في تبليغ ولي العهد السعودي الأمير “محمد بن سلمان” بالدعوى المرفوعة أمام محكمة مقاطعة كولومبيا الفيدرالية في 20 أكتوبر/ تشرين الأول 2020، والمتهم فيها بقتل “خاشقجي”.

وذكرت المنظمة عبر بيان لها نشرته عبر موقعها الإلكتروني، أن الشكوى القضائية جاء فيها أن “ابن سلمان ومسؤولين سعوديين آخرين قاموا من خلال التآمر ومع سبق الإصرار، باختطاف وتقييد وتخدير وتعذيب واغتيال الصحفي المقيم في الولايات المتحدة والمدافع عن الديمقراطية جمال خاشقجي، داخل القنصلية السعودية في إسطنبول بتركيا، وأن القتل تسبب في إلحاق أذى وضرر كبير على المدّعين”.

وأوضحت المنظمة أنه بعد أن تم قبول التبليغ، قدّم ثلاثة محامين إخطارات بالمثول للدفاع عن “المُدّعى عليه الأمير محمد بن سلمان ولي عهد السعودية”، وهو ما اعتبرته المنظمة “يمهد الطريق للقضية المرفوعة”.

يشار إلى أنه يمثل المدعين في هذه القضية السفير الأمريكي السابق، كيث هاربر، من شركة المحاماة “جينر آند بلوك”، وفيصل جيل، الشريك الإداري في شركة جيل للمحاماة.

وشملت الدعوى أسماء عدة متهمين بالإضافة إلى ولي العهد، بينهم مستشاره “سعود القحطاني”، واللواء “أحمد العسيري” الذي كان مسؤول استخباراتي رفيع، و21 مسؤولًا سعوديًا آخرين متورطين في جريمة القتل وأربعة متآمرين مجهولين.

من جانبها، قالت المديرة التنفيذية للمنظمة التي أسسها “خاشقجي” ومقرها في الولايات المتحدة، سارة لي ويتسن: “نحن ملتزمون بمحاسبة ولي العهد السعودي أمام محكمة قضائية عن قتله لمؤسسنا جمال خاشقجي، ونشعر بالامتنان لموافقة القاضي بيتس على مذكرتنا بالتبليغ البديل”.

وتابعت “ويتسن” بقولها: “بينما قد يكون ابن سلمان قد فلت من العقوبات التي فرضتها حكومتنا على دوره في جريمة القتل، إلا أنه لن يتمكن من الهرب من الملاحقة القضائية من قبل نظامنا القضائي بسبب الضرر الذي ألحقه بنا وبجنكيز”.

بينما، علق الباحث في الشأن الخليجي بالمنظمة، الأكاديمي السعودي عبد الله العودة، على تلك الأنباء بقوله: “بعد هذه الخطوة، وبعد وجود أدلة رسمية، واعتراف رسمي أمريكي بتورط محمد بن سلمان في التدبير لهذه العملية؛ أظن أن مسار القضية يبدو واضحًا – بإذن الله تعالى”.

وأعلنت منظمة الديمقراطية الآن الخبر، بقولها: “منظمة (DAWN) وخديجة جنكيز ينجحون في تبليغ ولي العهد السعودي بالدعوى القضائية ضده، ما يمهد الطريق للقضية المرفوعة في جريمة قتل جمال خاشقجي”.

في حين علقت الأكاديمية السعودية المعارضة، حصة الماضي، على الأنباء بقولها: “دعوى قضائية جديدة رفعتها خطيبة “خاشقجي”، السيدة خديجة جنكيز، ومنظمة الديمقراطية الآن “داون”، على المجرم محمد بن سلمان”.

وحول تداعيات قبول القضية وتبليغ “ابن سلمان”، أوضح المعارض السعودي البارز، سعد الفقيه، أن “قبول الدعوى يعني أن هناك اختصاص، وهو تطور مهم في محاكمة ابن سلمان، وخطر كبير عليه، وهو لن يستطيع تجاهلها نظرًا لمصالحه الضخمة في أمريكا، وقد يعرض تعويضات على المحكمة لذوي خاشقجي، أم لو الدعوى جنائية فلا مجال للتعويضات، وأتوقع استخدام حيل إجرائية من جانب ابن سلمان لعرقلة هذه المحاكمة”.

وقال الناشط السعودي المعارض بالخارج، عبد الله الغامدي: “منظمة (DAWN) وخديجة جنكيز ينجحون في تبليغ ولي العهد السعودي بالدعوى القضائية ضده، ما يمهد الطريق للقضية المرفوعة في جريمة قتل جمال خاشقجي”.

 

تهديدات سعودية بالقتل لمقررة أممية:

كشفت مقررة الأمم المتحدة الخاصة المعنية بحالات الإعدام خارج نطاق القضاء والإعدام التعسفي، أجنيس كالامارد، عن تلقيها تهديدات من مسؤول سعودي؛ بسبب تحقيقاتها في قضية مقتل الصحفي السعودي المعارض، جمال خاشقجي.

وفي مقابلة لها مع صحيفة “الجارديان” البريطانية، قالت “كالامارد” إن “زميلاً لها في الأمم المتحدة نبهها، في يناير/كانون الثاني 2020، إلى أن مسؤولاً سعوديًا كبيرًا تفوه مرتين بتهديد متعلق بها في اجتماع مع كبار مسؤولي الأمم المتحدة الآخرين في جنيف في ذلك الشهر”.

وأضافت المقررة الأممية المنتهية ولايتها أن هذا المسؤول، الذي لم تسمه، أشار إلى أن هناك من يستطيع أن “يتولى أمرها، إذا لم يتم كبح جماحها من قبل الأمم المتحدة”.

وحول ردود فعل زملائها ممن حضروا الاجتماع لكلام المسؤول السعودي، قالت “كالامارد” التي ستنضم إلى منظمة العفو الدولية كأمين عام هذا الشهر: “تهديد بالقتل… هذا ما فهمناه من الكلام”.

وأشارت المقررة الأممية إلى أن أفراد الوفد السعودي انتقدوا عملها في مقتل “خاشقجي”، وسجلوا غضبهم من تحقيقها واستنتاجاتها، كما أثاروا مزاعم لا أساس لها بأنها تلقت أموالاً من قطر، وأشارت الصحيفة أن هذا الادعاء يستخدم بشكل متكرر ضد منتقدي الحكومة السعودية.

وأوضحت “كالامارد” أنه عندما أعرب مسؤولو الأمم المتحدة عن قلقهم من هذه التهديدات، سعى باقي السعوديين الحاضرين بطمأنتهم بأن التعليق لا ينبغي أن يؤخذ على محمل الجد، وغادرت المجموعة السعودية الغرفة، لكن بقي المسؤول السعودي الكبير الزائر في الخلف، وكرر التهديد المزعوم لبقية مسؤولي الأمم المتحدة في الغرفة.

وعلق الصحفي السعودي المعارض بتركيا، تركي الشلهوب، على تلك التهديدات بقوله: “ابن سلمان لم يكتفِ بقتل خاشقجي، فراح يُلاحق كل من يعمل على تحقيق العدالة في هذا الملف، آخرها “كالامار”  (المقررة الأممية المعنية بحالات الإعدام خارج نطاق القضاء)، التي هددها مسؤول سعودي رفيع بالقتل إن لم تترك التحقيق بالقضية”

في حين قالت الصحفية السعودية اللاجئة بهولندا، ريم سليمان: “أنا أصدق أي خبر على هذا النحو، لا سيما بعد ترحيل د. أسامة الحسني. للأسف”.

بينما قال الأكاديمي السعودي المعارض بالولايات المتحدة، عبد الله العودة: “مسؤول سعودي رفيع ضمن وفد السعودية يهدد بالقتل المحققة الأممية في شأن خاشقجي، إنيس كالامارد”، متابعًا بقوله: “هذه البلطجة السياسية جلبت وستجلب الويلات”.

وقالت الناشطة السعودية المعارضة، نورا الحربي: “من فضائح ابن سلمان الجديدة؛ كاد أن يقتل كالامارد المحققة بجريمة تقطيع خاشقجي”.

وأشارت الناشطة السعودية المعارضة، علياء الهذلول، إلى أن “ابن سلمان” يحاول قتل كل الناس من كل الجنسيات، مضيفة أن تلك ليست المشكلة فقط، ولكن المشكلة انه سيتم استخدام اسمه لابتزازه في كل جريمة قتل أو محاولة قتل من قبل أصدقاءه (الذين فقدوا الثقة فيه)، وأن ذلك الابتزاز سيكون ابتزازا له وللبلد بأكملها”.

في حين علق الناشط السعودي المعارض البارز، عمر بن عبد العزيز، على ذلك قائلاً: “الأمم المتحدة تؤكد في بيان لها التهديدات الصادرة من السعودية بالقتل ضد المحققة، اغنيس كالامارد”، متابعًا: “ابن سلمان المهزوم مستمر في حماقاته”.

حملة للكشف عن مصير الاقتصادي “حمزة السالم”:

دشن نشطاء حقوقيون، حملة للكشف عن مصير الاقتصادي السعودي المختفي منذ نوفمبر 2020، حمزة السالم، وسط أنباء عن اعتقاله من قبل السلطات هناك.

وأوضح حساب “معتقلي الرأي” عبر سلسلة من التغريدات أن “السالم”، وهو أستاذ جامعي سابق بجامعة الأمير سلطان، وله خبرة طويلة في المجال الاقتصادي بُحكم تخصصه في المجال منذ حَمل الدكتوراه من كبرى الجامعات الأمريكية، مختف منذ نوفمبر 2020، وانقطعت أخباره بشكل كامل، وسط أنباء عن اعتقاله.

وتحت وسم #اين_حمزة_السالم، دعا الحساب الناشطون والمغردون للتغريدة للضغط على السلطات السعودية للإفصاح عن مصير، ومكان احتجاز “السالم”، مشيرين إلى أن السلطات وحدها هي المسؤولة عن حياته.

وأضاف “معتقلي الرأي” أنه بمرور الأيام، تزيد المخاوف على حياة “السالم”، الذي توقف عن التغريد وانقطعت أخباره بشكل تام.

وأشار الحساب إلى أن آخر تغريدات “السالم” كانت في 12 نوفمبر الماضي، ثم توقف تمامًا عن التغريد، وعن نشر مقالاته، وتوقف عن الظهور الإعلامي، ما يؤكد فرضية اعتقاله.

وتساءل “معتقلي الرأي” عن مصير “السالم” وهل يقبع حاليًا في أحد السجون، أم أنه رهن الإقامة الجبرية في أحد المستشفيات إثر تدهور وضعه الصحي؟!

وتوقع الحساب أن يكون سبب اعتقال “السالم” هو إبداء رأيه في رؤية 2030، مُقدمًا بعض النصائح التي من شأنها تصحيح تلك الرؤية بما يخدم المواطن، مضيفًا أنه معروف عن “السالم” أنه يعبّر عن رأيه بشفافية في كتاباته، وينتقد حالة تبرير هيئة كبار العلماء لبعض الأمور غير الجائزة شرعًا لأجل إيجاد مخرج لكبار الفاسدين في الدولة كي يتلاعبوا بالأموال، وينهبوا خيرات المواطنين.

وعلق الصحفي السعودي المعارض بتركيا، تركي الشلهوب، على اختفاء “السالم” بقوله: “لأن ابن سلمان يعرف بأنه سيفعل العجائب باقتصاد البلد؛ لذلك حرص على اعتقال جهابذة الاقتصاد، أمثال د. حمزة السالم وعصام الزامل، لكي لا يقوم أحد بكشف الفظائع التي سيرتكبها”.

وأضاف “الشلهوب” في تغريدة منفصلة: “ابن سلمان ظلم د. حمزة السالم مرةً باعتقاله، ومرةً بتغييبه وإخفاء أخباره، ظلمٌ مركب، عليه من الله ما يستحق!”.

بينما قال الأكاديمي السعودي المعارض، عبد الله العودة: “أين حمزة السالم، وأين عبد العزيز الدخيّل، وأين عصام الزامل، وأين كل اقتصاديي البلد؟!”.

وتساءلت الأكاديمية السعودية المعارضة بالخارج، حصة الماضي، عن مصير “السالم” بقولها: “أين حمزة السالم يا ظلمة؟! هل ابتلعته معتقلاتكم سيئة الصيت كغيره من الأبرياء؟!”.

في حين علقت منظمة سند الحقوقية -تحت التأسيس-، على ذلك بقولها: “أين حمزة السالم الذي كان يتحدث دون أي خوف حول الواقع المالي والاقتصادي السيء، كاشفًا أن أغلب مؤسسات البلد لا تعلم ما يحدث حول الاقتصاد”.

وقال المعارض السعودي البارز، سعيد بن ناصر الغامدي: “كل يوم تؤكد الدولة الأمنوقراطية على قدرتها العظيمة في تكميم أفواه الناصحين، وتغييب المفكرين، ومعاداة النخب الجيدة، وإبراز أهل التفاهة والتطبيل، أين حمزة السالم؟!”.

بينما قالت الصحفية السعودية اللاجئة بهولندا، ريم سليمان: “حمزة السالم، عصام الزامل، وغيرهما كثيرون من قامات الوطن الكبيرة، لا يمكن أن يكون مكانهم السجن، البلاد أحوج ما تكون إليهم في ظل أزمات عديدة مثل جائحة كورونا التي تهدد اقتصادات الدول المتقدمة فكيف بدولة نامية كالسعودية”.

وتابعت “سليمان” بقولها: “البلدان المتقدمة تحرص على العقول الاقتصادية الفذة وتجعلها في صدارة المشهد الاقتصادي للبلاد، لتجنيبها المآزق، لكن سلطات بلادي تخطفهم وتخفيهم بمعزل عن العالم الخارجي. أتساءل أين الحكمة في ذلك؟!”.

في حين قال الناشط السعودي المعارض، عبد الله الغامدي: “جريمته أنه قال الحقيقة “رؤية 2030 غير واقعية”، فحقد عليه ابن سلمان واعتقله، ولو كان ابن سلمان واثق من رؤيته لما انزعج من كلامه وترك انجازاته تتحدث عنه وتكذب حمزة وغير حمزة أمام الجمهور؛ لكنه باعتقاله أثبت للشعب صحة كلام حمزة”.

المبادرة السعودية لإنهاء الحرب باليمن:

أعلن وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان آل سعود، مبادرة للمملكة لإنهاء الحرب في اليمن، تبدأ بوقف لإطلاق النار، وسط رفض من الحوثيين حتى الآن.

وأوضح “ابن فرحان” أن المبادرة تتضمن وقفا لإطلاق النار على مستوى البلاد تحت إشراف الأمم المتحدة، وإعادة فتح مطار صنعاء، والسماح باستيراد الوقود والمواد الغذائية عبر ميناء الحديدة.

وتشمل المبادرة السعودية أيضًا استئناف المفاوضات السياسية بين الحكومة المدعومة من السعودية، والحوثيين المتحالفين مع إيران.

وأوضح الأمير “فيصل” أن المبادرة ستدخل حيز التنفيذ بمجرد موافقة الحوثيين عليها.

من جانبهم، رفض الحوثيون المبادرة على لسان الناطق الرسمي باسم الجماعة، محمد عبد السلام، والذي قال عبر “تويتر” إن “أي مواقف أو مبادرات لا تلحظ أن اليمن يتعرض لعدوان وحصار منذ ست سنوات وتفصل الجانب الإنساني عن أي مقايضة عسكرية أو سياسية وترفع الحصار، فهي غير جادة ولا جديد فيها”.

وأضاف “عبد السلام” أن “السعودية جزء من الحرب ويجب أن تنهي الحصار الجوي والبحري على اليمن فورا”، متابعًا إن “جماعته ستواصل الحديث مع السعودية وعمان والولايات المتحدة للتوصل إلى اتفاق سلام”.

كما قال وكيل وزارة الإعلام اليمنية التابعة للحوثيين، صالح الحميدي، في تصريحات لقناة “الجزيرة”، إن المبادرة السعودية “لا تحمل شيئًا جديدًا”.

وعلق الأكاديمي السعودي المعارض بالولايات المتحدة، عبد الله العودة، على تلك الأنباء بقوله: “إنهاء الحرب في اليمن وإيقاف النزيف الإنساني والاقتصادي ضرورة قصوى”، متابعًا بقوله: “كان يمكن أن يحصل هذا خلال كل السنوات الخمس الماضية، لكن التهور السياسي والتعطش للدماء والرغبة بصناعة أي شي حتى ولو كانت كارثة عالمية من أجل الوصول للكرسي تعمي وتصمّ”.

وأضاف في تغريدة أخرى عبر حسابه الموثق بـ”تويتر”: “الذي يرسل أبناءنا للمحارق في اليمن؛ هو الذي يقضي حفلاته في اليخت مع أبناء الذوات من أموال الضرائب التي يدفعها الفقراء والمعدمين وذوي الدخل المحدود”.

بينما علق الصحفي السعودي المعارض بالخارج، تركي الشلهوب، على المبادرة السعودية بقوله: “تطور حالة ابن سلمان خلال الحرب، في القسم الأول: نستطيع أن نجتث الحوثي خلال أيام قليلة، القسم الثاني: نطلب من المجتمع الدولي الضغط على الحوثي لوقف استهداف المملكة، القسم الثالث: سنفوّض أمرنا لله ونعلن وقفًا لإطلاق النار أحادي الجانب، ونتمنى من الحوثي الموافقة على المبادرة!”.

وأضاف “الشلهوب” في تغريدة منفصلة: “حتى لو رفضت جماعة الحوثي “مبادرة الانكسار” السعودية، فإنها حصلت على شيء مهم جدًا وهو (اعتراف السعودية بشرعية الجماعة، وبكونها طرف من أطراف الحكم في اليمن)، السعودية خسرت كل شيء بسبب المراهق ابن سلمان”.

من جانبها، قالت الأكاديمية السعودية المعارضة، حصة الماضي، تعليقًا على المبادرة: “يظن المجرم محمد بن سلمان أنه سيغطي على فشله بهذه المبادرة، وأطلق أذرعه الإعلامية للتطبيل لها، ولا يعلم أنهم يكشفونه أكثر، وينطبق عليهم المثل “كاد المريب أن يقول خذوني”.

وتابعت “الماضي” بقولها: “الهدف من مبادرة المملكة للسلام في اليمن حفظ ماء وجه المجرم محمد بن سلمان بعد وصول مسيرات وصواريخ أنصار الله إلى كل مكان في السعودية وضرب مصافي النفط بسبب فشله وانهزامه”.

وحول سبب إطلاق تلك المبادرة الآن، قال المعارض السعودي البارز، سعد الفقيه: “لم يكن سبب مبادرة ابن سلمان همّ الحرب ولا الدمار والقتل والمرض والمجاعات، ولا جنوده الذين يقتلون ويصابون ويعاقون، ولا التريليون الذي اختفى؛ بل سببها الإنذار الذي وجهه له بايدن بأن هذه الحرب يجب أن تقف، وإلا فشخصية ابن سلمان السيكوباثية لا تكترث بشيء من هذه الدماء وذلك الدمار”.

وأضاف “الفقيه”: “وأسوأ من ذلك تلقى ابن سلمان الإهانة الأكثر إذلالاً برفض الحوثيين للمبادرة وإصرارهم على أن لا وقف لإطلاق النار إلا بشروطهم، وعلى الأرجح سيضطر ابن سلمان لتلبية معظم الشروط وهو ذليل”.

في حين قال الناشط السعودي المعارض، ماجد الأسمري، حول رفض الحوثيين للمبادرة: “ويستمر الحوثي في تمريغ أنوف من كان وما زال ركنًا أساسيًا بالفتنة في اليمن وبقية دول الجوار، وخذلان المسلمين وقضاياهم العادلة”.

وقالت الصحفية السعودية اللاجئة بهولندا، ريم سليمان: “أنا مع الحل السياسي والتفاهم اليمني، لكن لست مع بقاء العاصمة ومدن شمال اليمن رهن اختطاف مليشيا موالية لإيران”.

وأضافت “سليمان” في تغريدة أخرى: “يجب أن تتضمن التسوية السياسية القادمة في اليمن إقصاء أبوظبي عن المشهد كليًا، ومحاسبة مليشيا الحوثي وكل المتسببين بالكارثة هناك”.

أول ظهور لـ”العسيري” بعد نشر تقرير “خاشقجي”:

تداول نشطاء سعوديون عبر موقع التواصل، صورًا للواء أحمد العسيري، نائب رئيس الاستخبارات السعودية، والمتهم بقتل الصحفي السعودي “جمال خاشقجي”، في أول ظهور له بعد نشر تقرير الاستخبارات الأمريكية حول الحادثة، والذي أدانه.

وكان أحد مشاهير السوشيال ميديا في المملكة، ويُدعى “قتيبة”، نشر صور لـ”العسيري” وهو يجلس بجواره في إحدى الطائرات، دون أن يحدد وقت أو مكان التقط الصور، واكتفى بالتعليق عليها قائلاً: وأنا في الطيارة قابلت المعالي، أحمد عسيري، ما شاء الله عليه كل مرة أسلم عليه يتذكرني”.

وكانت إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، قد رفعت السرية مؤخرًا عن التقرير الاستخباراتي الذي تناول حادثة مقتل الصحفي السعودي المعارض، جمال خاشقجي، بإسطنبول في تركيا، والذي أدان “العسيري” باعتباره كان رئيسًا للفريق الذي قام بعملية الاغتيال.

كما فرضت الإدارة الأمريكية على “العسيري”، وآخرون عقوبات؛ منها تجميد أي أموال أو أصول له في الولايات المتحدة، ومنعه من الدخول للأراضي الأمريكية، وإلغاء أي تأشيرة دخول سابقة له.

وعلق خالد الجبري، نجل مسؤول الاستخبارات السعودي السابق “سعد الجبري”، على الصور بقوله: “عندما يمشي القاتل حرًا!”.

وتابع “خالد” بقوله: “أول صورة علنية للواء أحمد عسيري، بعد أقل من شهر من تسميته وإقراره من قبل الحكومة الأمريكية لدوره في الاغتيال الأسود لجمال خاشقجي، الذي كان من المفترض أن يحتفل بعيد ميلاده الثالث والستين اليوم!”.

في حين قال الصحفي السعودي المعارض، تركي الشلهوب: “منفذ أغبى عملية اغتيال بالتاريخ، يُسافر وهو مرتاح!”.

من ناحيتها، علقت الأكاديمية السعودية المعارضة، حصة الماضي، على تلك الصور بقولها: “عار علينا أن المجرم، أحمد عسيري، يسرح ويمرح بحماية من المجرم الأكبر، محمد بن سلمان، بينما يزج بخيار أبناء الوطن في المعتقلات سيئة الصيت”.

وقال حساب “متسعود تائب”: “ليست مصادفة أن يظهر القاتل (المغيب عن الظهور)، في يوم ذكرى مولد الضحية جمال خاشقجي؛ بهدف استفزاز المشاعر، وليظهر نفسه بمظهر (أنا حي وهو ميت)، كإشارة انتصار على قتله لجمال خاشقجي”.

وقالت الناشطة السعودية المعارضة، نورة الحربي: “ليست صور سفر، أحمد عسيري، في نفس يوم ذكرى ميلاد خاشقجي صدفة، بل هو تحد عدواني من قِبل نظام ابن سلمان وعملائه ضد العدالة في حقوق الشعب”.