خاص: رغم العنف الذي تواجهه المعارضة السعودية سواء داخل المملكة أو خارجها من قبل النظام الغاشم، والذي استعرت مواجهته بعد اعتلاء “محمد بن سلمان” لمقعد ولاية العهد، إلا أنه لا يزال للحق صوت، يستحق أن يُبرز أمام سيل التزييف والاتهامات الملفقة التي يتقن النظام السعودي لصقها بكل من يعارضه.
وسنحاول في هذه الزاوية استعراض أهم وأبرز الأنشطة المناهضة لاستبداد النظام السعودي، والقضايا التي يتبناها النشطاء والأكاديميون والمثقفون السعوديون في مختلف دول العالم، في محاولة لإطلاع القارئ على جهودهم في التصدي لمشروع “ابن سلمان” السلطوي الاستبدادي.
– غضب ومقاطعة شعبية للهند لإساءتها للنبي:
بسبب تغريدة مسيئة للنبي محمد نشرها المتحدث الرسمي باسم حزب بهاراتيا جاناتا الحاكم في الهند، الذي يتزعمه رئيس الوزراء ناريندرا مودي، أثارت غضب الملايين من المسلمين حول العالم، فكتب السياسي الهندي في تغريدة على حسابه الرسمي بتويتر عن سبب زواج النبي محمد من السيدة عائشة وهي لم تبلغ حينها عشر سنوات، مما اعتبر المسلمون أن ما قاله المسؤول الهندي تجاوزًا للخطوط الحمراء.
وتصاعدت حدة التوتر في الهند إثر تغريدات مسيئة للرسول محمد، إذ رآها كثيرون أنها هجوم واضح على النبي محمد، ونددت دول عربية وإسلامية بالتصريحات المسيئة بينها سلطنة عمان وقطر، وطالبت الكويت باعتذار علني وسلمت مذكرة احتجاج رسمية أعربت فيها عن رفضها القاطع و شجبها للتصريحات المسيئة للرسول الكريم عليه الصلاة والسلام وللإسلام والمسلمين.
هذا وتصدر وسم #إلا_رسول_الله_يا_مودي ما تداوله رواد تويتر في مصر والسعودية وعدد من البلدان العربية الأخرى، على خلفية تغريدة اعتُبرت مسيئة للنبي محمد نشرها المتحدث الرسمي باسم حزب بهاراتيا جاناتا الحاكم في الهند الذي يتزعمه رئيس الوزراء ناريندرا مودي.
وامتد الغضب عبر مواقع التواصل إثر تغريدة المسؤول الهندي إلى المطالبة بمقاطعة البضائع الهندية، ونشرت قوائم بأسماء البضائع والمنتجات الهندية.
ونشر مفتي سلطنة عمان أحمد الخليلي، تغريدة قال فيها إن “الاجتراء الوقح البذيء من الناطق الرسمي باسم الحزب المتطرف الحاكم في الهند على رسول الإسلام ﷺ وعلى زوجه الطاهرة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها هو حرب على كل مسلم في مشارق الأرض ومغاربها، وهو أمر يستدعي أن يقوم المسلمون كلهم قومة واحدة”.
واستدعت قطر، سفير الهند لديها، ديباك ميتال، وسلمته مذكرة احتجاج رسمية، على خلفية التصريحات المسيئة للنبي محمد والمسلمين، طما رحبت بإيقاف المسؤول الهندي عن مزاولة نشاطه بالحزب الحاكم.
وأكدت الوزارة أن “هذه التصريحات المهينة التي تحرض على الكراهية الدينية، هي إساءة لمسلمي العالم أجمع، ودعت السلطات الهندية إلى توجيه اعتذار علني وإدانة فورية للتصريحات المعادية للمسلمين.
وتفاعل ناشطون مع هاشتاغ #إلا_رسول_الله_يا_مودي، مطالبين بمواقف رسمية إسلامية تجاه دلهي.
وذكر الأمين العام للهيئة العالمية لنصرة نبي الإسلام، محمد الصغير، إن “تصريحات المتحدث الرسمي باسم حزب بهاراتيا جاناتا الحاكم في #الهند، والتي سب فيها رسول الله ﷺ، وتعرّض لزوجه عائشة في سلسلة ممنهجة من الإساءات ضد الإسلام والتضييق على المسلمين، وأغراهم بهذا التطاول أن كل جرائمهم السابقة مرت دون نكير..”.
من جانبه، علق الصحفي السعودي المعارض، تركي الشلهوب، على تلك الهجمة: “تخيلوا ردة فعل الدولة لو كانت الإساءة لمحمد بن سلمان. تخيلتم؟؟ حسنًا.. قارنوها بردة فعلها على الإساءة لمقام خير الأنام محمد بن عبداللهﷺ. إلا رسول الله يا مودي”.
كما دعا “الشلهوب” لمقاطعة البضائع الهندية، قائلاً: “إن كنت تاجرًا أو مستهلكًا عاديًا، انصر نبيك محمد ﷺ بمقاطعة المنتجات الهندية”.
وأضاف: “الهند ترفض تقديم اعتذار رسمي عن الإساءة للنبي محمد ﷺ وتُهاجم من يدافع عنه عليه السلام، مقاطعتهم أصبحت واجبة، ليعرفوا حجمهم الحقيقي”.
فيما قالت الناشطة السعودية المعارضة، سارة الغامدي: “التجارة مع الله أربح واكسب مليار مرة، من التجارة مع الهنود الذين يحاربون الاسلام والمسلمين والمسلمات، ويسيئون لله ورسوله وزوجات النبي صلى الله عليه وسلم”.
وقال حساب “محقق خاص” الشهير عبر “تويتر”: “ما دام فينا دم لن نسكت عن إهانة نبينا وسيبقى الصوت عاليًا، لبيك يا رسول الله لإن هذه جريمة كبرى مرفوضة بالكامل وخاطئة ومخادعة للرأي العام”.
وأشار حساب “الديوان” الشهير عبر “تويتر” إلى ان السعودية كانت حاضرة في عالمنا العربي والإسلامي عبر مؤسساتها وأموالها وجمعياتها وتصريحات مسؤوليها ولو كان ذلك لأهداف ومآلات سياسية، مضيفًا: “أما اليوم فإنها سلبية مع قضايا العرب والمسلمين وضد الشعوب باتجاه الانزواء على نفسها والتخندق مع الأعداء باسم التسامح والسلام”.
وذكرت الأكاديمية السعودية المعارضة، حصة الماضي، أنه “لو كان الأمر يمس #محمد_بن_سلمان لأقام الدنيا وسحب السفير وأطلق نوائحه المستأجرة لشيطنة #الهند وأهلها”.
فيما قال حساب “مجتهد فيديو” الشهير عبر “تويتر”: “لمّا استقبل محمد العيسى الهندوسي المتعصب #سادجورو_في_السعودية بأبلغ الحفاوة وقال له أحببناك قبل أن نراك فلما رأيناك أحببناك أكثر. سمح لعبيد البقر أن يهينوا الرسول صلى الله عليه وسلم”.
وأضافت الناشطة السعودية المعارضى، حنان العتيبي: “كل ما تقوله أعلام السعودية عن الحوار بين الأديان وما يقوم به محمد العيسى خاصة بعد استقبال #سادجورو_في_السعودية، ليس إلا التنازل عن قيم الإسلام والسماح لكل حقير أن يهين الرسول ﷺ دون اتخاذ أي موقف صارم في رفض هذه الاهانات من قبل الحكومات العربية والإسلامية”.
من ناحيتها، علقت الناشطة السعودية المعارضة، نورة الحربي، على تلك التصريحات المسيئة بقولها: “تذكر ما فعلته السعودية في قضية إساءة شربل وهبة من طرد السفير، أما اليوم فماذا فعلت أمام إساءة مودي على النبي الأكرم؟”، مختتمة تغريدتها بقولها: “الحكومات تمشي وفقاً لأولوياتها”.
وقال حساب “نحو الحرية” الشهير عبر “تويتر”: “عندما أرى دولاً تستدعي السفير، ودولاً تعلن المقاطعة، وأخرى تخاطب الهند بشدة نصرةً لرسولها. وأقارنه بموقف بلاد الحرمين أهم بلد إسلامي ومهبط الوحي أشعر بالخجل”.
فيما عق حزب الأمة الإسلامي على تلك التصريحات المسيئة بقوله: “لا تسمح السلطات السعودية بسب رموز النظام السعودي المجرم في وقت تصرف النظر عمن يسب رموز ديننا الحنيف”.
وتابع الحزب: “السبب بكل بساطة هو أن النظام السعودي لا يمثل الشعب ولا يحقق طموحاته بل هو نظام وظيفي بامتياز تأسس لهدف معين ويزول بزوال ذلك الهدف”.
فيما قال الأكاديمي السعودي المعارض، سعيد بن ناصر الغامدي: “ما تجرأ عابد البقر على النيل من سيد البشر صلى الله عليه وسلم إلا بعد أن رأى هوان الإسلام عند أنظمة الحكم الفاسدة. وخاصة أولئك الذين يستقبلونه بالأحضان ويعقدون معه الصفقات ويستقبلون كهنته الوثنيين المعتدين استقبال المحبة والإعزاز”.
وعلق حساب “ميزان العدالة” الشهير عبر تويتر” قائلاً: “في الوقت الذي يسب فيه النبي صلي الله عليه وسلم من أراذل الهندوس يستقبل #محمد_العيسى أحد رموزها باسم الاعتدال ونشر ثقافة التسامح”.
وتساءل “ميزان العدالة” قائلاً: “لماذا يكون التسامح مع من يسيئون للدين الإسلامي من الصهاينة والهندوس، والسجن والاعتقال لمن يدافعون عنه؟!”.
– التطبيع على قدم وساق:
قالت صحيفة “يسرائيل هيوم”، الأحد، إن هناك مخطط تطبيع تدريجيا قائم حاليا بين المملكة العربية السعودية، وإسرائيل.
وأضافت الصحيفة العبرية، في تقرير لها، أن “السعودية على وشك فتح مجالها الجوي أمام الرحلات الإسرائيلية، كجزء من مخطط التطبيع التدريجي بينها وبين إسرائيل”.
وأشارت إلى أن “ذلك مقابل موافقة إسرائيل على شروط السعودية بشأن الترتيبات الأمنية في جزيرتي تيران وصنافير، اللتين نقلت مصر سيادتهما تحت قيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى السعودية في عام 2017″، حسب ما نقله موقع “العربي الجديد” عن الصحيفة الإسرائيلية.
واستخدمت “يسرائيل هيوم” تعبير “فتح الأجواء بشكل جارف” للإشارة إلى أنه لن تكون هناك أي قيود سعودية على مرور الرحلات الجوية الإسرائيلية من الأجواء السعودية، إلى دول شرق آسيا.
وكان الإسرائيلي يضطر إلى السفر بداية إلى عمّان، ومن هناك يستقل طائرة إلى الشرق الأقصى، أو أخذ رحلات “ترانزيت” إلى الإمارات، ومنها إلى دول مثل تايلاند وفيتنام، أو الاتجاه إلى قبرص وتركيا، ومن هناك على متن رحلات لشركات هذه الدول إلى الشرق الأقصى.
ولفتت الصحيفة إلى أن “السعودية وإسرائيل تقيمان منذ سنوات علاقات غير رسمية تتمثل بتعاون سري بينهما. واليوم، فإن التحالف بين الدولتين على وشك الخروج إلى العلن، ولو جزئياً على الأقل”.
وذلك في ظل “التهديد الإيراني الذي يخافون منه في تل أبيب وفي الرياض، وفي ضوء الرغبة السعودية بتسخين علاقاتها الباردة مع الولايات المتحدة، وعليه يتوقع أن يشهد ملف التطبيع السعودي – الإسرائيلي تطوراً جديداً”.
ووفقاً للصحيفة ذاتها، فإن الدافع والمحرك الرئيسي لهذا التوجه في السعودية، هو ولي العهد “محمد بن سلمان”، لكن “ليس بمقدوره الآن المضي في هذا الأمر حتى النهاية بفعل معارضة والده، الملك سلمان”.
ولفت التقرير إلى أن الأجواء السعودية مفتوحة الآن أمام الرحلات الإسرائيلية إلى كل من الإمارات والبحرين فقط، كجزء من اتفاقيات التطبيع المعروفة باسم اتفاقيات “إبراهيم”، كذلك تملك شركة الطيران الهندية “إيير إنديا” تصريحاً خاصاً بها للمرور من الأجواء السعودية.
ووفقاً للصحيفة، فقد طالبت إسرائيل بتسيير رحلات مباشرة من تل أبيب إلى السعودية لنقل الحجاج من فلسطينيي الداخل، ومقابل هذه الخطوات السعودية، ستمنح إسرائيل، وفقاً للصحيفة، ضوءاً أخضر لنقل السيادة الكاملة على جزيرتي تيران وصنافير إلى السعودية. فرغم أن الجزيرتين غير مأهولتين، إلا أنهما تتمتعان بأهمية استراتيجية، لأنهما تحكمان السيطرة على الملاحة البحرية في البحر الأحمر، وتسيطران على الملاحة إلى ميناء إيلات.
وتسعى مصر لنقل سيادة الجزيرتين إلى السعودية بشكل تام، وقد أُقرت الخطوة في الجانب المصري، بما في ذلك وفق قرارات قضائية، مقابل الحصول على دعم اقتصادي من السعودية.
وأضافت الصحيفة أن هذه العملية كلها تجري بوساطة من الإدارة الأمريكية، المعنية بدورها برفع معدل إنتاج النفط السعودي من أجل خفض أسعار النفط في الأسواق العالمية، التي ارتفعت بعد فرض حظر نفط روسيا بفعل غزو الأخيرة لأوكرانيا.
ويبدو، بحسب الصحيفة، أن الاتصالات بين الولايات المتحدة والسعودية وإسرائيل بلغت مراحل متقدمة جدا، لكن لم يتم للآن التوصل إلى تفاهمات نهائية بشأن التفاصيل.
وحول خطوات التطبيع، قال الناشط السعودي المعارض، عبد الحكيم الدخيل: “انتهى الأمر: تتفق إسرائيل والسعودية، بوساطة أمريكية، على الترتيبات الأمنية في مضيق تيران، وستكون الخطوط الجوية الإسرائيلية قادرة على التحليق فوق الأجواء السعودية إلى جميع الوجهات”.
فيما تساءل الصحفي السعودي المعارض، تركي الشلهوب: “ما الذي سيجنيه ابن سلمان من التطبيع غير الخزي في الدنيا والآخرة؟؟”.
وأضاف “الشلهوب: “الاحتماء بأمريكا فيه شيء من المنطق، فهي دولة عظمى وحكمت العالم لعقودٍ طويلة وبينها وبين المملكة اتفاقيات حماية، أما الاحتماء بإسرائيل فهو أمر مضحك ومخزي.. ألا تخجل من نفسك يا ابن سلمان؟”.
فيما أوضح حساب “رجل دولة” الشهير عبر “تويتر” أن “التطبيع الذي يسعى له بن سلمان لا يخدم المملكة بأي شكلٍ من الأشكال؛ سيخسر داخلياً، ومسلمو العالم كلُّهم سيقفون ضده، علاوة على أنه سيفتح الأبواب للعدو الإسرائيلي للتغلغل في الدولة سياسياً واقتصادياً واجتماعياً، إسرائيل هي المستفيد الأكبر، وكانوا ينتظرون هذه الفرصة منذ قرون”.
وقال حساب “محقق خاص” الشهير عبر “تويتر”: “المملكة السعودية قوّت علاقاتها مع العديد من جيرانها العرب والمسلمين، وتسعى لبناء رابطه مع الاحتلال الإسرائيلي، عدو العرب والمسلمين الأول. هذه السياسة الخارجية للمملكة في عهد بن سلمان.. #التطبيع_خيانة”.
وأضاف حساب “الديوان” الشهير عبر “تويتر”: “صحف أجنبية تتحدث رسميا : الاتفاقيات والعلاقات #السعودية مع المحتل الإسرائيلي بلغت مستويات عالية جدا، صفقات تجارية واستثمارات وفتح المجال الجوي السعودي أمام طيران المحتل!! ابن سلمان يصنع المستحيل لإرضائهم لعل الإدارة الأمريكية تقبل به”.
وعلقت الأكاديمية السعودية المعارضة، حصة الماضي، على تلك الأنباء بقولها: “حسبنا الله على الحكومات العربية وعلى رأسهم #السعودية فهم من يحمي الاحتلال الاسرائيلي وطبع معه سراً أو علناً”.
وقالت الناشطة السعودية المعارضة المقيمة بلندن، علياء الحويطي: “ابن سلمان (تربية اليهودية) بالاتفاق مع إسرائيل أن يتم إشهار الزواج السري القائم بين دوله آل سعود والكيان، ف100سنة بالسر لن تخدم وعليه وهب الأول الجزيرتان للثاني ليكون احتكاك تل أبيب بالرياض مباشر وعلى مراحل تكشف الخيانة وتكون أمر واقع مسلم به. غير هذا كلام فارغ”.
وأضافت “الحويطي”: “بسبب البعبع الإيراني المزعوم، سيعلن ابن سلمان ما كان تحت الطاولة من تعاون مشترك مع دولة الكيان، على فكره لا جديد في التعاون والتنسيق من قيام دولة آل سعود قتلت المسلمين وحاربتهم وأخرستهم للأبد، انظروا إلى سجونه من يملأها! الجديد فقط إعلان “مملكة سعودية صهيونية” فرع تل أبيب بقيادة ابن سلمان!”.
وقال حساب “ميزان العدالة” الشهير عبر “تويتر”: “أخطر ما جاء في تقرير وول ستريت جورنال حول التط بيع القريب بين ابن سلمان والصهاينة أن قياس الرأي العام في المملكة يشير لفتور الشباب (دون الثلاثين) عن القضية الفلسطينية وعدم اهتمامهم بها، لهذا يعتقل ابن سلمان العلماء والمفكرون والمصلحون ويحاول تغريب المجتمع باسم الترفيه والحداثة”.
وتابع الحساب بقوله: “الأنباء تتوالى عن اجتماعات عدة بين الجانبين السعودي والصهيوني من أجل تنفيذ وإبرام مشاريع واتفاقيات مشتركة تنتهي بإعلان التطبيع”، مختتمًا التغريدة بقوله: “ابن سلمان يسعى جاهدًا لإرضاء أسياده من أجل زيارة بايدن”.
– التحقيق مع “كوشنر” حول أموال “ابن سلمان”:
جاءت الأنباء متواترة من العاصمة الأمريكية واشنطن، عن نية لجنة تابعة لمجلس النواب الأمريكي “الكونجرس” فتح تحقيق موسع حول استغلال صهر الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، ومستشاره السابق، جاريد كوشنر، منصبه الحكومي للحصول على استثمار بقيمة ملياري دولار في شركته الجديدة للأسهم الخاصة قبل صندوق الثروة السيادي السعودي.
وقالت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، في تقرير لها ترجمه الموقع حصريًا، أن النائبة كارولين ب. مالوني، النائبة الديمقراطية عن نيويورك والتي تقود لجنة الرقابة والإصلاح في مجلس النواب، منحت السيد “كوشنر” مهلة أسبوعين في خطاب أرسل الخميس، لتقديم المستندات المتعلقة باستثمار الصندوق السعودي العام الماضي في شركته، كما طلبت أي مراسلات شخصية بينه وبين والزعيم الفعلي للمملكة السعودية، ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، أثناء إدارة “ترامب” أو بعدها.
ونقلت الصحيفة عن النائبة “مالوني” أنها كتبت في الرسالة المؤلفة من ثماني صفحات أن اللجنة تحقق في “ما إذا كانت مصالحك المالية الشخصية قد أثرت بشكل غير صحيح على السياسة الخارجية للولايات المتحدة أثناء إدارة والد زوجك، الرئيس السابق ترامب”.
ورد المتحدث باسم “كوشنر” في بيان، قائلاً: “أثناء إبرام ست اتفاقيات سلام في الشرق الأوسط، التزم السيد كوشنر تمامًا بجميع الإرشادات القانونية والأخلاقية أثناء وبعد خدمته الحكومية”.
وتابع البيان: “إنه فخور بكونه من بين العديد من أصحاب المصلحة في القطاع الخاص الذين يعملون على تعزيز التواصل بين الأمريكيين والإسرائيليين والعرب لتشجيع استمرار التقدم الإقليمي”.
بينما لم يرد متحدث باسم الحكومة السعودية وصندوق الاستثمارات العامة السعودي، الكيان الذي استثمر ملياري دولار، على الفور على طلبات للتعليق من قبل الصحيفة.
وذكرت “نيويورك تايمز” أنه بفضل إعادة تقسيم الدوائر داخل الكونجرس، تواجه “مالوني”، المشرعة المخضرمة من منطقة أبر إيست سايد في مانهاتن بنيويورك، معركة أولية صعبة ضد النائب، جيرولد نادلر، وزميلها منذ فترة طويلة، وزميلها الديمقراطي من أبر ويست سايد. ولعب “نادلر”، وهو رئيس اللجنة القضائية في مجلس النواب، دورًا بارزًا في جلستي الاستماع لعزل “ترامب” وشن حملة بشأن دوره كناقد لإدارة “ترامب”.
وأشارت الصحيفة إلى أن رسالة “مالوني” تشير إلى إفصاحات، نشرتها صحيفة نيويورك تايمز لأول مرة في أوائل أبريل، تفيد بأن صندوق الثروة السيادية الرئيسي للحكومة السعودية استثمر ملياري دولار في شركة “كوشنر” على الرغم من اعتراضات إحدى لجانه الداخلية الخاصة بسبب افتقاره للاستثمار ذي الصلة. حدث هذا الاستثمار بعد أقل من ستة أشهر من ترك “كوشنر” لمنصبه في البيت الأبيض – وهو الدور الذي منحه إشرافًا واسعًا على جهود الإدارة الدبلوماسية في الشرق الأوسط -.
وأكدت الصحيفة أنه خلال الفترة التي قضاها في الحكومة، طور “كوشنر” علاقة وثيقة مع الأمير “محمد”، حتى عندما واجه الأمير انتقادات بشأن سجله الحقوقي وحرب المملكة العربية السعودية في اليمن. في وقت لاحق، عندما واجه الاستثمار المخطط له بقيمة 2 مليار دولار في شركة الأسهم الخاصة بـ”كوشنر” شكوكًا من مسؤولي صندوق الاستثمار العام، صوت مجلس إدارة صندوق بقيادة الأمير “محمد” بالموافقة عليه على أي حال!
وأثار خبراء الأخلاقيات مخاوف بشأن استثمار الصندوق السعودي في شركة “كوشنر”، والتي يبدو أنها تمثل الغالبية العظمى من أصوله البالغة 2.5 مليار دولار. وفقًا للإيداعات، حثت السناتور إليزابيث وارن، الديموقراطية عن ولاية ماساتشوستس، وزارة العدل على “إلقاء نظرة فاحصة حقًا” على ما إذا كان “كوشنر” قد انتهك أي قوانين جنائية.
وفي رسالتها المؤرخة يوم الثلاثاء، أشارت “مالوني” إلى أن الشركة الأم لشركة Affinity قد تأسست في 21 يناير 2021 – بعد يوم من مغادرة “كوشنر” البيت الأبيض -، وكتبت: “علاقتك الوثيقة مع ولي العهد بن سلمان، ومواقفك المؤيدة للسعودية خلال إدارة ترامب، وقرار صندوق الاستثمارات العامة بتمويل نصيب الأسد من مشروعك التجاري الجديد – بعد ستة أشهر فقط من نهاية فترة ولايتك في البيت الأبيض”، “ابتكر مظهر المقايضة لعملك في السياسة الخارجية.”
وبدلاً من ادعاء انتهاك أي قانون قائم، كتبت “مالوني” أن التحقيق سيسعى إلى جمع معلومات حول ما إذا كانت هناك حاجة إلى قوانين أكثر صرامة لتقييد الموظفين العموميين السابقين من التعامل مع نظرائهم الحكوميين السابقين.
كما درست لجنة الرقابة بمجلس النواب إدارة ترامب وعلاقتها بالسعودية في الماضي. في عام 2019، حققت في منح البيت الأبيض تصريحًا أمنيًا لـ”كوشنر” على الرغم من الإشارات الحمراء التي رفعها مسؤولو المخابرات بالرفض، وأصدرت تقارير عن استعداد الإدارة لمشاركة تكنولوجيا الطاقة النووية مع المملكة.
من جانبه، قال الصحفي السعودي المعارض، تركي الشلهوب: “نيويورك تايمز: الكونغرس يبدأ التحقيق مع كوشنر بشبهة استثمار #السعودية 2 مليار دولار في شركته.. هذه الـ 2 مليار ذهبت إلى إسرائيل!”.
فيما قال حساب “نحو الحرية” الشهير عبر “تويتر”: “الكونجرس الأمريكي سيعيد فتح قضايا كوشنر غير القانونية في التعاون مع مجرم كمحمد بن سلمان في الفترة القادمة. الكثير من الإثارة في قادم الأيام!”.
وعلق الأمين العام لحزب التجمع السعودي المعارض بالخارج، عبد الله العودة: “بعد حملتنا في منظمة وضغطنا على الكونغرس للتحقيق في الأموال الضخمة التي قدّمها محمد بن سلمان لجاريد كوشنر.. الكونغرس الأمريكي يبدأ تحقيق في هذه الأموال”.
وقال مغردة سعودية تُدعى، حوراء على: “مليارا دولار التي خصصها ولي العهد للاستثمار في شركات كوشنر الإسرائيلية، لو أنها وجّهت لتعويض أهالي الأحياء المهدمة وتوفير بدائل لهم، ألم يكن ذلك أفضل؟”.
فيما قالت الناشطة السعودية المعارضة، نورة الحربي: “لجنة الرقابة والإصلاح بمجلس النواب الأميركي بدأت تحقيقات في منح الحكومة السعودية 2 مليار دولار لـ”جاريد كوشنر” صهر الرئيس السابق “دونالد ترامب، يا ترى هذه المنحة الكبيرة لكوشنر مقابل ماذا؟!”.
وقال حساب “مفتاح” الشهير عبر “تويتر”: “الكونجرس يطلب من كوشنر تسليم كل من الوثائق المالية والمراسلات الشخصية بينه وبين ابن سلمان أثناء وبعد فترة وجود كوشنر في البيت الأبيض في عهد ترامب، وتمنحه مهلة أسبوعين لتقديم المستندات المتعلقة بالاستثمار السعودي في شركته”.
فيما قال حساب “ميزان العدالة” الشهير عبر “تويتر”: “الكونجرس سيفتح تحقيقات حول علاقة شركة كوشنر بابن سلمان وشراكة الأخير معه بـ2 مليار دولار، بينما لا صوت يسمع في مملكة ابن سلمان الاستبدادية حول تلك المليارات المهدرة من أموال الشعب!”.
وذكرت صحيفة الاستقلال- الخليج أن “لجنة الرقابة والإصلاح بمجلس النواب الأميركي بدأت تحقيقات في منح الحكومة #السعودية 2 مليار دولار لـ”جاريد كوشنر” صهر الرئيس السابق “دونالد ترامب”.