قال مدير تحرير موقع “ميدل إيست آي” البريطاني، الصحفي البارز ديفيد هيرست، إن الصحفي الراحل جمال خاشقجي كان لديه العديد من المشاريع الهادفة، وهو ما أدى إلى مقتله في قنصلية السعودية بمدينة إسطنبول.
جاء ذلك خلال جلسة عقدت في اليوم الثاني من أعمال منتدى “TRT WORLD”، الثلاثاء، بعنوان “جريمة قتل جمال خاشقجي، هل هي انعكاس للجغرافيا السياسية الإقليمية؟”.
وأوضح هيرست أن “خاشقجي كان يسعى إلى إنشاء معهد للتدريب، وإطلاق صحيفة نيويورك تايمز بالعربية”.
وقال: إن “السبب الأساسي وراء كل هذه الأفكار، هو توفير مزيد من المعلومات للعالم العربي، كان لديه شغف بالتدريب، لم يكن يفكر فقط في أصدقائه القابعين بالسجن، بل كان يشعر بالمسؤولية تجاههم، لقد أسكتوا جمال بسبب نشاطه الزائد هذا”.
ولفت الصحفي البريطاني إلى أنه لا يزال غير قادر على قبول غياب خاشقجي، متمنياً لو كان “موجوداً في مكان ما، أو أنه كان يختبئ في قارب، أتمنى أن تكون الإشاعات الرائجة التي تدعي احتجازه في مكان ما صحيحة”.
وأضاف: “لقد صرح المسؤولون الأتراك كثيراً أن خاشقجي لم يخرج من مبنى القنصلية، ولكن ما إن صارت المعلومات واضحة حول مقتله أصبحت أشعر بالضيق أكثر فأكثر، إلى أن تحول الأمر إلى كابوس عندي”.
ووصف هيرست “خاشقجي” بأنه “كان خصماً معتدلاً (للسلطات السعودية) أراد العودة إلى بلده”، مشيراً إلى أنه بعد جريمة اغتياله البشعة اهتزت صورة ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، في الشارع البريطاني والأمريكي.
وأوضح “أنه (ابن سلمان) لم يجرؤ على زيارة هذين البلدين مؤخراً، حتى وإن تمكن من حضور قمة الزعماء العشرين، إلا أنه لم يعد يتجول في الشوارع تلك بحريته، خوفاً من ردة فعل الناس هناك”، مضيفاً أنه “رغم ذلك لم تتغير دكتاتورية بن سلمان شيئاً للوراء”.
وأردف أن “الغرض من قتل خاشقجي هو إسكات الصوت الناطق بالنقد المعتدل تجاه السعودية في واشنطن”.
وتسببت جريمة خاشقجي، المرتكبة في 2 أكتوبر 2018، بتشويه كبير في صورة المملكة أمام العالم؛ للطريقة الوحشية التي ارتكبت بها، ورافقها تنديد عالمي، خصوصاً أنّ جهاز الاستخبارات الأمريكي “سي آي إيه” أشار إلى ضلوع محمد بن سلمان في الجريمة.
وفي مقابلة مع برنامج “60 دقيقة” على شاشة قناة “سي بي إس” الأمريكية، مؤخراً، نفى ولي العهد السعودي أنه أصدر الأوامر بقتل خاشقجي، لكنه قال إنه يتحمل “في نهاية المطاف المسؤولية كاملة”؛ بوصفه القائد الفعلي للبلاد، وأدلى كذلك بتصريحات مشابهة لقناة “بي بي إس” الأمريكية.