تمكن محمد بن سلمان ولي العهد السعودي من الوصول إلى سدة الحكم في عام 2017 وما إن تحقق له ذلك حتى فرض قبضة أمنية مفرطة على شعب المملكة الذي يعاني في ظل حكومته.

لم يكمل محمد بن سلمان عام في الحكم حتى أرسل فرقة الموت لاغتيال الصحفي في واشنطن بوست جمال خاشقجي في أكتوبر 2018 في قنصلية المملكة العربية السعودية في إسطنبول وقاموا بتقطيع الجثة وإخفائها في جريمة اهتز لها ضمير الإنسانية في العالم بأسره.

لم يكتف محمد بن سلمان بذلك بل قام باعتقال الصحفيين والناشطين والمدافعين عن حقوق الإنسان والدعاة والمفكرين وأساتذة الجامعات حتى جعل المملكة الواسعة كسجن ضاق بأهله ذرعا.

في الآونة الأخيرة حاول محمد بن سلمان تحسين صورته بشتى الطرق في أكثر من مجال منها الاستثمار في المشاريع الاقتصادية والرياضة بأنواعها وأخيراً انتهج الوساطات الدولية لمحاولة إظهار نفسه الحاكم الداعي للسلام وقد تلطخت يده بدماء الأبرياء.

 

سفاح فاشل

جريمة خاشقجي ليست الوحيدة في سجل محمد بن سلمان الأسود بل تلطخت يداه بدماء الأبرياء في اليمن التي اجتاحها عسكرياً وقام بقصف أهلها بحجة القضاء على جماعة أنصار الله الحوثي لكنه قام بقتل المدنيين وحصارهم حتى ماتوا جوعاً.

علاوة عن ذلك فقد عرف العالم كيف يقوم ولي العهد بكل وحشية بقتل هؤلاء الأبرياء ولذلك حاول تغيير تلك الصورة التي ترسخت في أذهان أحرار العالم فقام بإصلاحات صورية في المملكة من أجل ذلك كالسماح للمرأة بقيادة السيارة في حين أنه يقبض على النساء ويقوم بإصدار أحكام طويلة الأمد بحقهم.

كما قام باستقدام الرياضيين بملايين الدولارات مثل اللاعب البرتغالي كريستيانو رونالدو وأهدر أموال المملكة على نادي نيوكاسل الإنجليزي والفورمولا 1 من أجل أن يظهر في زي الحاكم المنفتح.

 

الوساطة

توجه محمد بن سلمان في الآونة الأخيرة للتوسط بين المتنازعين دوليًا من أجل أن يحسن صورته وعلى رأسهم طرفي الصراع في السودان عبد الفتاح البرهان رئيس المجلس الانتقالي وقائد الجيش الوطني ومن ناحية أخرى محمد حمدان دقلو -حميدتي- قائد قوات الدعم السريع.

كما قام ولي العهد بعرض الوساطة الدولية في الحرب الروسية الأوكرانية والتي اندلعت منذ أكثر من عام ولم يعرض محمد بن سلمان ذلك إلا في تلك الأيام من أجل تحسين صورته.

إضافة لذلك فقد عقدت محمد بن سلمان اتفاقاً مع الحوثيين بعد مرور 8 سنوات من الهزائم المتتالية ولذلك اضطر لذلك الاتفاق الذي يظهر السعودية في دور الخاسر.

الخلاصة أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان يحاول تحسين صورته من خلال الغسيل الرياضي وعرض الوساطات في النزاعات الدولية ويستخدم تلك الأزمات من أجل تبييض السمعة.