بقلم/ ترف عبد الكريم
منذ أن قفز محمد بن سلمان إلى ولاية العهد والفضائح السياسية تتوالى، وهي ما تعنينا كنشطاء سياسيين وحقوقيين ومعارضين بشكل عام.
تعنينا لأنها تسبب له إحراجًا أمام المجتمع الدولي، وهذا ما يجعل الثقة به مهزوزة من قبل الحلفاء، اعتقالات لكافة أطياف الشعب، احتجاز سعد الحريري في الرياض وإرغامه على تقديم استقالته، الذي لولا تدخل الرئيس الفرنسي ربما أقام في المملكة السعودية إقامة جبرية حتى حين، واغتيال جمال خاشقجي- رحمه الله-، وآخرها فضيحة التجسس على الحلفاء والمعارضين. هذه الفضيحة المدوية الآخذة بالكبر والتطور شيئًا فشيئًا منذ 2017.
ابتدأت بالطُرق المعروفة تقليديًّا بإرسال رابط لهاتف الضحية، والانطلاق من تويتر استهدافًا للنشطاء وتوظيف من لا ضمير له مثل علي آل زبارة، وأحمد ابو عمو، الموظفان السابقان في تويتر وغيرهم ممن يتبعون المستبد على غير هدى، للنيل من كل من استشعر المسؤولية بضرورة التصدي للاستبداد وأهله، وصولاً إلى التآمر على المعارضين مع شركة “إن إس أو” الاسرائيلية ودفع أموالٍ باهظة لتحقيق تلك الغاية الدنية واختراق خصوصيات الآخرين باسم الإرهاب وحماية الأمن، وهذا لا علاقة له إلا بالقمع باسم الأمن والخوف من كل صوت يفضح جرائم الحاكم المجرم الظالم.
حتى التجسس على الحلفاء ليس من سمات الدول التي تحافظ على حدود الاحترام بين الدول وتعي ذلك جيدًا، وإن كانت الولايات المتحدة الأمريكية التي تجسست على هاتف أنجيلا ميركل.
لم يعد مفهوم الإرهاب هو ذلك المفهوم التقليدي الذي رسخ بالذهن كأدوات متفجرة وأسلحة..إلخ بل إن الإرهاب بصورته الحديثة هو الخوف حد الرعب من هاتفك المحمول! نعم، وبلا مبالغة لا سيما إن كنت تقف في وجه الحاكم، سواء كنت في الداخل أو الخارج.
أموالٌ تهدر وتبذر لاستهداف النشطاء، أو تُبذر على مصالح المستبد الشخصية وكلها تذهب إلى ما لا قيمة له في رفعة الوطن والمواطن.
لو كانت هذه الفضائح شخصية أخلاقية تمس الحاكم بالدرجة الأولى وسلوكه سواء كان ظالمًا أو عادلًا لما كتبتُ عنه، ذلك أنني لا يعنيني ذلك ولست ممن يبحث عن فضائح الآخرين، وهذا ما ينبغي للنشطاء الترفع عنه والتحلي بالخُلق الحميد مهما كانت الغاية والوسيلة المستخدمة لبلوغ الهدف.
فضيحة كالتجسس على الحلفاء والنشطاء وربما أي ناشط محتمل فهذا ما لا يجب السكوت عنه، كونه يمس أمننا بالدرجة الأولى ومقدرات وطننا، ومع ذلك فضائح سياسية كهذه تخدمنا كمعارضين وتسيء له من حيث لا يعلم، وتوضح مدى خشيته من الآخر المخالف الذي سبب له إزعاجًا ووقف له بالمرصاد، وربما فعلته تسبب له أرقًا في أروقة المحاكم.
ومع ذلك استمر المعارضون وسيستمرون في رصد الجرائم التي يرتكبها الحاكم، وإعلاء صوت الحق الذي لا يُسكت صاحبه إلا الموت.