قالت صحيفة “نيويورك تايمز” إن الاعتقالات الأخيرة في السعودية، التي طالت صحفيين وكتاباً وأكاديميين، ستجلب مزيداً من الغضب الأمريكي على السعودية وولي عهدها، محمد بن سلمان.
وأضافت الصحيفة في تقرير لها، السبت، أن المشرعين الأمريكيين وصفوا تلك الاعتقالات بأنها دليل على عدم احترام السعودية لتحالفها مع الولايات المتحدة.
ونقلت عن السيناتور الجمهوري ماركو روبيو، تغريدة له على “تويتر” جاء فيها أنه “في ظل مثل هذه الإجراءات فإنه سيكون من الصعب الحفاظ على الشراكة الأمريكية مع السعودية”.
من جهته قال السيناتور الديمقراطي توم مالينوفسكي: “إن الاعتقالات الجديدة أظهرت أن محمد بن سلمان لا يزال يشعر أنه لا يوجد لديه ما يخشاه من إدارة دونالد ترامب”.
وتابع السيناتور الذي سبق له أن قدم تشريعاً من أجل منع منح تأشيرات للمسؤولين عن مقتل الصحفي جمال خاشقجي: “الأمير (بن سلمان) لا يفهم إلى أي حد يضر تهوره بالشراكة الأمريكية السعودية”.
وأشارت الصحيفة إلى أن جميع المعتقلين الذين أُعلن عنهم، يوم الخميس الماضي، مرتبطون بمجموعة من ناشطات حقوق المرأة اللواتي احتُجزن منذ الربيع الماضي.
ووجهت إليهن تهمة “الخيانة والتعامل مع الأجانب وتقويض أمن السعودية”، في حين تؤكد جماعات حقوق الإنسان أن سبب اعتقال الناشطات هو دعواتهن المتكررة للحصول على حقوق المرأة.
وقال المحامي السعودي المعارض والمقيم في بريطانيا، يحيى عسيري، للصحيفة، إنه لا يعرف ما السبب الذي أدى إلى حملة الاعتقالات الأخيرة، خاصة أنها جاءت بعد أيام من قرار الرياض الإفراج عن ثلاث ناشطات.
ومن بين المعتقلين أيمن الدريس، وهو زوج الناشطة السعودية ملاك الشهري، وسبق له أن فر إلى واشنطن، العام الماضي، إبان حملة الاعتقالات. وفي 2016 اعتُقلت زوجته بسبب خروجها دون غطاء رأس، وأُفرج عنها لاحقاً.
وقالت الشهري من مقر إقامتها في كاليفورنيا إن زوجها اتصل بها من مزرعة العائلة وأبلغها أن هناك قوة أمنية جاءت لاعتقاله، مضيفة: “أنا خائفة، لقد أبلغني بضرورة أن أكون حذرة”.
وأضافت: “سبق له أن ألغى حسابه على تويتر بدافع الخوف، واقتصر عمله على ترجمة مقاطع فيديو من الإنجليزية للعربية لنشر الوعي بالأفكار النسائية. لم نكن نتوقع أن يحدث له ذلك، هو لم يرتكب أي خطأ، لقد كان حذراً، ولكن يبدو أن حذره لم ينفعه”.
ومن بين المعتقلين يزيد الفيفي، وهو صحفي يعمل في صحيفة “الشرق” الحكومية، وظهر مؤخراً في شريط فيديو يتحدث عن إهمال المسؤولين لمناطق من جنوب السعودية، وتحدث عن الفقر وقلة الفرص وضعف البنية التحتية.
وأكدت الصحيفة أن الاعتقالات الأخيرة تأتي في وقت بات فيه بن سلمان تحت الأنظار، وخاصة في الكونغرس الأمريكي، الذي حث السعودية على الإفراج الفوري وغير المشروط عن الناشطات.
وهذا يعني –طبقاً للصحيفة- أن الحملة ستزيد من واشنطن على ولي العهد، الذي أكدت تقارير وكالة الاستخبارات الأمريكية مسؤوليته عن قتل خاشقجي، في مبنى قنصلية بلاده بإسطنبول، في الثاني من أكتوبر الماضي.