قالت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، إن ولي العهد السعودي “محمد بن سلمان”، بات يشكل تهديدا للأمن القومي الأمريكي، وكان يجب على الرئيس “دونالد ترامب” تحميله مسؤولية مقتل الصحفي “جمال خاشقجي” منذ البداية.
جاء ذلك في مقال للكاتب “جيسون رضائيان”، في الذكرى الثانية لاغتيال “خاشقجي”، أشار فيه إلى أن الولايات المتحدة ضيعت فرصة تاريخية لإعادة تشكيل علاقاتها مع السعودية.
وأضاف: “كل ما كان على الرئيس دونالد ترامب فعله هو تحميل ولي العهد السعودي مسؤولية القتل البشع للكاتب في صحيفة واشنطن بوست جمال خاشقجي قبل عامين، ولكن ترامب تردد بعمل هذا وسيدفع الشعب السعودي الثمن الباهظ لتردده”.
وأشار إلى أن “تقليل اعتماد الولايات المتحدة على السعودية كان أولوية استراتيجية لصناع السياسة الخارجية في أمريكا منذ هجمات 11 سبتمبر، لكن تراجع شهية الأمريكيين للنفط من الشرق الأوسط جعل من استمرار العلاقة محلا للتساؤل”.
وتابع: “في الحقيقة لا يوجد اليوم مورد أو مصدر طبيعي أو استراتيجي نريده من السعودية لا يمكننا الحصول عليه في مكان آخر، لكن الطبيعة التعاقدية التي تبناها ترامب أظهرت أنه غير مهتم بتقليل التأثير السعودي في البيت الأبيض”.
ووفق الصحيفة، فقد منحت الجريمة البشعة لقتل خاشقجي والطريقة الفاشلة للتستر عليها فرصة للولايات المتحدة لإعادة النظر في التحالف مع السعودية وبرؤية جديدة، ولم يقلل “ترامب” من أهمية الجريمة، ولكننا نعرف الآن أنه كان يحاول الاستفادة منها.
وأشار الكاتب إلى أنه “مع تراجع صحة الملك سلمان، يمكن لابنه محمد تسلم العرش. ولو تم تجاهل جرائمه التي لا يمكن العفو عنها، فستندم الإدارات الأمريكية المقبلة على أنها لم تعاقبه وتركته يفلت من العقاب”.
وشدد الكاتب: “علينا الدفع لمحاسبة محمد بن سلمان.. ليس لأنه الطريق الصحيح والأخلاقي لعمل هذا، بل من أجل التحرر من الاعتماد والتورط المستمر مع ديكتاتور يدفعه التعطش الأعمى والعنيف للسلطة، ويظل تهديدا لمصالحنا وأمننا القومي”.