سلطت صحيفة “واشنطن بوست” الضوء على التغيرات الاجتماعية التي شهدتها السعودية خلال السنوات الماضية، مشيرة إلى أن حكام البلاد يغيرون البلد بسرعة ويعتبرون مشاركة المرأة في الوظائف العامة أولوية.
وذكرت الصحيفة الأمريكية، في تقرير لها، أن السلطات السعودية، في ظل تخطيطها لمستقبل البلاد ما بعد النفط، تهدف إلى دمج النساء في الوظائف العامة، وتبدو “عازمة على إجراء تغيير حقيقية، أو على الأقل إقناع العالم بذلك”.
وأشارت إلى أن بطولة “ليف جولف”، المقامة في مدينة جدة، والممولة من قبل الحكومة، تعد جزءا صغيرا من “الخطة السعودية”.
وأوضحت أن الاتحاد الرياضي للجامعات السعودية طلب المشاركة بالعمل التطوعي الخاص بالبطولة، واختار أكثر من 300 متطوعا غالبيتهم من الطالبات.
وفي السياق، نقلت الصحيفة عن رئيس المشاركة المجتمعية والمنتخبات الوطنية في الاتحاد السعودي للجولف، “بوشعيب الجادياني”، قوله: “الحكام هنا يغيرون هذا البلد بسرعة كبيرة جدا”.
وأشارت إلى أن السلطات السعودية أغلقت أبوابها، لسنوات طويلة، أمام الزائرين من مختلف أنحاء العالم، وسمحت بأول تأشيرات سياحية للمملكة في عام 2018، وهو نفس العام الذي تم فيه رفع الحظر الوطني على قيادة المرأة للسيارة والعمل خارج منزلها.
وجاءت تلك الخطوات كجزء من سياسة اتخذها الزعيم الفعلي للبلاد، ولي العهد ورئيس الوزراء، الأمير “محمد بن سلمان”، والذي سمح للنساء السعوديات بممارسة الرياضة وحضور الأحداث الرياضية، لأول مرة.
وأورد التقرير أن تشغيل مطار الملك عبد العزيز الدولي في جدة، يعمل بالكامل تقريبا في مراقبة جوازات السفر بكوادر نسائية.
وتساءلت الصحيفة: “هل يأتي ذلك نتيجة التوظيف المتنوع؟، أم نظرا لأن المطارات غالبا ما تكون الأنطباع الأول عن مكان ما”.
لكن التقرير أشار أيضا إلى أن النساء في السعودية لازلن مقيدات بالحصول على موافقة ولي الأمر الذكر للسفر، وأن القضاء بالمملكة حكم على امرأة، في أغسطس/آب الماضي، بالسجن 34 عاما بسبب تغريدات تنتقد الحكومة.
كما نوهت الصحيفة إلى أن 4 سنوات مضت على جريمة اغتيال الكاتب الصحفي السعودي “جمال خاشقجي”، ولم تخفف السعودية من موقفها إزاء المعارضين، ولذا فإن موقفها من حقوق النساء أقرب إلى “أعمال الضيافة الواضحة التي تهدف إلى كسب التأييد”.
ونقل التقرير عن “زينب أبو الخير”، المحكوم على شقيقها بالإعدام في سجن سعودي منذ 2014 بتهمة تهريب مخدرات مزعومة: “إنهم (السلطات السعودية) يريدون التصرف على هذا النحو لأنهم بحاجة إلى غسل وجوههم”.
واعتبرت “زينب” أن السلطات السعودية “تحاول إظهار صورة للعالم أن المملكة تغيرات”، وعلقت: “يتغيرون، نعم، لكن هذا لا يزال غير كافٍ”.