هيئة التحرير
خاص: تحدثت الصحف الأجنبية عن انعقاد مفاوضات سرية بين السعودية وإيران، قادها من الطرف السعودي رئيس الاستخبارات خالد الحميدان.
وبادئ الأمر لا توجد مشكلة في عقد مفاوضات مع العدو الإيراني، إن كان في ذلك مصلحة البلاد، لكن المشكلة هي في كيفية اتخاذ القرارات وإدارتها!
فالذي رأيناه في كل السنوات الماضية أن محمد بن سلمان هو المتفرد بالقرار، وهو مع ذلك لا يحسن القراءة السياسية ولا التخطيط الاستراتيجي، ورأينا كيف أن قراراته تبع لنوازعه الشخصية لا للمصالح العليا.
ففي موضوع إيران على سبيل المثال:
أي سياسي لو تولى الأمر فمن البدهي أن أول ما سيقوم به هو دعم الأطراف التي تواجه إيران بالنيابة، كحزب الإصلاح في اليمن، والثورة الشعبية في سوريا، لكن الذي فعله مبس هو عكس ذلك تمامًا، كما هو معروف للجميع.
وكان من المنطقي لمحاصرة النفوذ الإيراني تعميق التحالف التاريخي مع باكستان وتقوية الصلات مع تركيا، لكن الذي فعله مبس مع تركيا وباكستان أقل ما يوصف أنه مراهقة سياسية.
يبدو أن مبس لا يعلم أن العلاقة مع باكستان تعني إمكانية نفوذ سعودي في أفغانستان التي تحاذي إيران في شريط حدودي طويل.
ويبدو أن مبس لا يريد أن يعلم أن تركيا -وإن أدارت خلافاتها مع إيران بطرق سلمية- إلا أن العداء التركي الإيراني تاريخي، وتركيا الآن تحاصر النفوذ الإيراني في الشمال السوري والشمال العراقي وأذربيجان، ودخلت مؤخرًا في الخط في المفاوضات الأفغانية، وتخطط للدخول إلى اليمن.
وعلى كل حال ننتظر ما تسفر عنه اللقاءات السرية مع إيران، على الأقل ربما توقف صواريخ الحوثي التي تمطرنا صباح مساء!