سلطت صحيفة “واشنطن بوست” الضوء على دوافع النهج الجديد لإدارة “جو بايدن” إزاء السعودية، وسط حديث عن لقاء قريب بين رئيس الولايات المتحدة وولي العهد السعودي “محمد بن سلمان”.
وذكرت الصحيفة الأمريكية، في تقرير لها، أن زيارة نائب وزير الدفاع السعودي، الأمير “خالد بن سلمان”، إلى واشنطن كمبعوث لأخيه الأكبر، الحاكم الفعلي للمملكة، جاءت بمثابة تمهيد للقاء المنتظر، مشيرة إلى تناقض ذلك مع تعهد سابق لـ”بايدن” بأن يجعل السعودية و”بن سلمان” منبوذين جراء جريمة اغتيال الصحفي السعودي “جمال خاشقجي” والجرائم الأخرى بحق المعارضين لنظام المملكة المطلقة.
وعلقت الصحيفة على هكذا تناقض بالإشارة إلى أن “الانتخابات قادمة في أمريكا، وأسعار النفط في أعلى مستوياتها، وربما يفكر بايدن بمنح محمد بن سلمان المقابلة التي يرغب بها وجها لوجه، مقابل رفع إنتاج النفط”.
واستند التقرير إلى التلخيص الرسمي من البيت الأبيض للقاء جمع “خالد بن سلطان” ومستشار الأمن القومي الأمريكي “جيك سوليفان”، الذي أفاد بأنهما ناقشا “تنسيق الجهود والتأكد من مرونة الاقتصاد العالمي”، وهي لغة دبلوماسية لزيادة إمدادات النفط السعودية.
وأضافت الصحيفة أن “الحرب الأوكرانية التي لم يتوقعها أحد في بداية ولاية الإدارة الحالية، زعزعت الاقتصاد العالمي وفرضت كلفة عالية على الحلفاء الأوروبيين لأمريكا”، مشيرة إلى أن “بايدن لو قدّم تنازلات إلى محمد بن سلمان، فستكون نيابة عن الآخرين ونفسه”.
وكان “بايدن” قد بدأ ولايته بالإفراج عن وثيقة استخباراتية تؤكد دور ولي العهد السعودي في مقتل “خاشقجي”، “لكنه لم يتخذ إجراءات عقابية كتجميد أرصدته ومنعه من السفر إلى الولايات المتحدة، كما كان يجب أن يفعل” بحسب التقرير.
وفي المقابل، رفض ولي العهد السعودي الغاضب كل محاولات التواصل من الرئيس الأمريكي، وتجاهل طلب الولايات المتحدة المساعدة في تخفيف أزمة ارتفاع أسعار النفط بضخ مزيد من النفط الخام.
وخلصت الصحيفة إلى توقع مفاده “تناقض صارخ بين المبادئ الأمريكية المعلنة والسياسة المقبلة لبايدن”، وتساءلت: “على مدى عقود، لبّى الرؤساء الأمريكيون مطالب النظام السعودي بناء على فكرة مبالغ فيها حول أهمية المملكة الاستراتيجية، ولكن إلى متى؟”.
وكانت قناة “سي.ان.ان” الأمريكية، نقلت عن مصادر متعددة إن الرئيس الأمريكي، جو بايدن، والحاكم الفعلي للمملكة العربية السعودية، ولي العهد، محمد بن سلمان، قد يجتمعان للمرة الأولى في أقرب وقت في الشهر المقبل.
وأشارت القناة في تقرير نشرته عبر موقعها الإلكتروني، إلى أن هذا الاجتماع سيأتي بعد شهور من الرفض الدبلوماسي لمثل تلك المقابلة، ويمثل تحولاً لرئيس الولايات المتحدة.
وقال مسؤولون أميركيون حاليون وسابقون إن مسؤولي إدارة “بايدن” يجرون محادثات مع السعوديين بشأن ترتيب لقاء شخصي محتمل أثناء تواجد الرئيس في الخارج الشهر المقبل.
وأشارت المصادر إلى أن المملكة العربية السعودية تتولى حاليًا رئاسة مجلس التعاون الخليجي، لذا فإن أي مشاركة بين “بايدن” و”ابن سلمان”، من المرجح أن تتزامن مع اجتماع مجلس التعاون الخليجي في الرياض.
من جانبه، قال مسؤول أمريكي سابق مطلع على المناقشات: “يجب أن نأخذ بعين الاعتبار حدوث شيء كهذا، فالأمر يتعلق فقط بالوقت وليس إذ”، ولم يرد مسؤولون سعوديون على طلب للتعليق.
وأوضحت القناة في تقريرها أنه كان من الممكن اعتبار الاجتماع بين القادة الأمريكيين والسعوديين أمرًا روتينيًا، لكنه يمثل الآن تحولًا كبيرًا بسبب التوتر الأخير في العلاقة، ومن المحتمل أيضًا أن يثير ذلك بعض الجدل في الداخل بالنسبة لـ”بايدن”، الذي انتقد بشدة سجل السعوديين في حقوق الإنسان، وحربهم في اليمن، والدور الذي لعبته حكومته في مقتل الصحفي جمال خاشقجي.