سلطت وكالة “بلومبرج” الأحد، الضوء على الأسباب التي دفعت المملكة العربية السعودية إلى “تحدي” الولايات المتحدة الأمريكية، عبر اتفاقها مع روسيا على قيادة تكتل منظمة الدول المصدرة للبترول “أوبك+” نحو خفض كبير لإنتاج النفط يصل إلى مليوني برميل يوميا.
وذكرت الوكالة الأمريكية 3 أسباب محتملة للخطوة السعودية، أولها: محاولة واشنطن إحياء الاتفاق النووي مع إيران، عدو الرياض الإقليمي، في ظل مشاركة السعودية في حرب اليمن، وما اعتبرته دول الخليج افتقارا إلى الحماية من واشنطن ضد هجمات الوكلاء المدعومين من إيران.
وأضافت أن الدافع الثاني يتمثل في أن ولي العهد السعودي الأمير “محمد بن سلمان” (37 عاما)، مهتم بتقديم السعودية كلاعب رئيسي إقليميا، باستخدام المليارات التي تكسبها المملكة من النفط.
وفي هذا الإطار، اتخذت السعودية الشهر الماضي، خطوة غير عادية بالإعلان عن أن “بن سلمان” ساعد في التوسط في تبادل السجناء بين روسيا وأوكرانيا.
أما ثالث الدوافع السعودية لتحدي الولايات المتحدة، فيتمثل في رغبة المملكة بموازنة العلاقة بين أمريكا وروسيا، حيثل تلعب الأخيرة دورا مهما ليس فقط في أسواق الطاقة، ولكن أيضا في الصراعات الإقليمية من سوريا إلى ليبيا.
والأهم من ذلك، أن روسيا تشارك أيضا في المفاوضات مع إيران، وعلى عكس الولايات المتحدة، فإنها لا تنتقد السعودية بشأن حقوق الإنسان.
ولذا لم تنضم السعودية إلى العقوبات المفروضة على موسكو بسبب غزو أوكرانيا، ويقول المسؤولون بالمملكة سرا إن عزل موسكو يمكن أن يأتي بنتائج عكسية، حسبما نقلت “بلومبرج” عن مصادرها.
وأعلن ممثلو الدول الـ13 الأعضاء في منظمة الدول المصدرة للنفط “أوبك” وحلفاؤهم العشرة الأربعاء خلال اجتماعهم في فيينا خفضاً كبيراً في حصص الانتاج بمقدار مليوني برميل يوميا اعتبارا من نوفمبر/تشرين الثاني.
وأثارت هذه الخطوة غضب الولايات المتحدة وأعرب الرئيس الأمريكي “جو بايدن” عن “خيبة أمل من قرار “أوبك+” ووصفه بأنه “قصير النظر”.
وجاء قرار خفض الإنتاج بعد أقل من 3 أشهر من سفر الرئيس الأمريكي “جو بايدن” إلى السعودية بحثا عن طرح مزيد من في الأسواق للمساعدة في خفض الأسعار.